تقدم الجيش السوري في ادلب يفزع تركيا

مجلس الأمن القومي التركي يهدد بعد اجتماع دام خمس ساعات باتخاذ إجراءات للردّ على تعرض القوات التركية والفصائل الموالية لها لهجمات مكثفة من قوات النظام السوري.
تقهقر الفصائل السورية الموالية لأنقرة يهدد النفوذ التركي في سوريا
الوضع في ادلب يفجر خلافات بين موسكو وأنقرة
تركيا تلمح لنقض الاتفاقيات مع روسيا حول ادلب

أنقرة - هددت تركيا الخميس بالرد على هجمات الجيش السوري النظامي التي تستهدف قواتها في محافظة ادلب إلا أنها لم تعلن عن طبيعة الردّ المحتمل على تلك الهجمات المكثفة والتي تشارك فيها روسيا أيضا.  

وقال مجلس الأمن القومي التركي بعد اجتماع استمر خمس ساعات برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان اليوم الخميس إن تركيا ستتخذ إجراءات إضافية للتصدي للهجمات التي تستهدف قواتها والمدنيين في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا.

وأضاف في بيان "نكرر التزام بلادنا باتخاذ إجراءات إضافية ضد الهجمات الإرهابية التي تواصل استهداف قواتنا الأمنية والسكان المدنيين في مناطق مختلفة من سوريا وخاصة إدلب على الرغم من الاتفاقات مع دول فاعلة في سوريا".

وكانت أنقرة تشير بذلك إلى التفاهمات والاتفاقيات الموقعة مع موسكو ومنها اتفاق خفض التصعيد في ادلب، في مؤشر على وجود خلافات بين الشريكين المتدخلين في الأزمة، فيما تقف روسيا وتركيا على طرفي نقيض من الملف السوري، حيث تدعم الأولى فصائل المعارضة السورية المعتدلة والمتطرفة منها ، بينما تدعم روسيا النظام السوري.

وتأتي التهديدات التركية بينما تستمر قوات النظام السوري في التقدم في محافظة ادلب آخر معقل مهم للمعارضة وحيث تشرف قوات تركية على نقاط مراقبة واتفاق هشّ لوقف اطلاق النار.

وقتل عشرة مدنيين في غارات جوية استهدفت مدينة في إدلب في شمال غرب سوريا حيث تقترب القوات السورية تدريجيا من تحقيق هدفها باستعادة كامل طريق دولي استراتيجي.

واتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان موسكو بتفيذ الغارات، الأمر الذي نفته الأخيرة.

ومنذ ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، تشهد مناطق خارجة عن سيطرة دمشق في محافظة إدلب وجوارها، حيث يعيش ثلاثة ملايين شخص نصفهم تقريبا من النازحين، تصعيدا عسكريا لقوات النظام وحليفتها روسيا.

نزوح المئات من مناطقهم بدفع من القصف السوري المكثف على مدن وبلدات ادلب
نزوح المئات من مناطقهم بدفع من القصف السوري المكثف على مدن وبلدات ادلب

ويتركز التصعيد في ريف إدلب الجنوبي وحلب الغربي حيث يمر جزء من الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق.

وبعد أسابيع من القصف والمعارك، سيطرت قوات النظام الأربعاء على معرة النعمان ثاني أكبر مدن محافظة إدلب والواقعة على الطريق الدولي.

ولم تتوقف العملية العسكرية إذ تواصل الطائرات الحربية الروسية والسورية قصف ريف إدلب الجنوبي وحلب الغربي دعما لقوات النظام على الأرض، وفق المرصد.

وأسفرت غارات روسية استهدفت منطقة تضم مباني سكنية وفرنا ومستشفى عن مقتل عشرة مدنيين في مدينة أريحا جنوب إدلب. وقد أدى القصف إلى خروج المستشفى عن الخدمة.

ودائما ما تنفي موسكو قصفها للمدنيين، مؤكدة أنها تستهدف "الإرهابيين". ونفت وزارة الدفاع الروسية الخميس استهداف المستشفى والفرن.، وقالت إن طائراتها "لم تنفذ أية مهمّة قتالية في هذه المنطقة من سوريا".

وتُكرر دمشق نيتها استعادة كامل منطقة إدلب وأجزاء محاذية لها في حماة وحلب واللاذقية. وتقع هذه المناطق بمعظمها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) كما تنتشر فيها فصائل أخرى معارضة أقل نفوذا.

وتركز قوات النظام على مدينة سراقب. ولا تكمن أهمية سراقب بأنها تقع على الطريق 'إم 5' فقط بل إنها نقطة التقاء لهذا الطريق مع الطريق الدولي الأخر 'إم 4' والذي يربط محافظتي حلب وإدلب باللاذقية غربا.

وتدور حاليا اشتباكات عنيفة جنوب سراقب، بينما تواصل قوات النظام تقدمها حتى باتت على بعد كيلومترين منها، وفق المرصد الذي أشار أيضا إلى استمرار المعارك غرب حلب، حيث حققت قوات النظام أيضا تقدما ملحوظا.

وباتت هيئة تحرير الشام والفصائل تسيطر على 57 بالمئة فقط من محافظة إدلب وأجزاء من المحافظات الثلاث المحاذية لها، فيما تشكل الهزيمة المحتملة لهذه الفصائل ومعظمها موالية لأنقرة، خسارة كبيرة تهدد النفوذ التركي في سوريا أو تنذر بمواجهة عسكرية أوسع بين القوات التركية المنتشرة في شمال شرق سوريا والقوات السورية النظامية.