
تقرير أميركي ينتقد الصين في ذروة التوتر التجاري
واشنطن - أفاد تقرير أصدره الكونغرس الأميركي الأربعاء أن السلطات الصينية تقوم بحملة قمع "غير مسبوقة" لأفراد الأقليات الإتنية وبينهم المسلمون الإويغور، كما أن أساليب الحكومة السلطوية تتسبب بتدهور وضع حقوق الإنسان في البلاد.
ويأتي تقرير الكونغرس في ذروة التوتر بين واشنطن وبكين على خلفية الحرب التجارية المعلنة والتي أجّجها الرئيس الأميركي بفرض رسوم جمركية على واردات بلاده من السلع الصينية.
وقالت اللجنة التنفيذية حول الصين في الكونغرس والمؤلفة من أعضاء في الحزبين أن القمع ازداد في السنوات الأخيرة رغم النمو الاقتصادي الكبير الذي شهدته البلاد وازدياد تعاملها مع العالم.
وسلط التقرير الضوء على "وضع حقوق الإنسان الوخيم داخل الصين والذي يواصل تدهوره من جميع النواحي" منذ أن أصبح شي جينبينغ الأمين العام للحزب الشيوعي في 2012 ورئيسا في العام التالي.
وقال السناتور مارك روبيو العضو في اللجنة وكريس سميث المشارك في رئاستها في ملخص التقرير "أن ما يبعث على القلق بشكل خاص هو الاحتجاز العشوائي لنحو مليون أو أكثر من الاويغور وغيرهم من الأقليات الإتنية المسلمة في معسكرات إعادة التثقيف السياسي".
وحذرا من أن مثل هذه الإساءات "قد تشكل جرائم ضد الإنسانية".
وصرح سميث الذي يدعو الصين منذ فترة طويلة إلى تنفيذ إصلاحات، في مؤتمر صحافي أن حملة القمع ضد المجموعات الدينية وخصوصا الاويغور "لم تكن بهذه الحدة منذ الثورة الثقافية" في ستينات القرن الماضي.
وقال إن التقرير يحتوي على قائمة سجناء تضم أكثر من 1300 شخص محتجزين بسبب دينهم أو اتنيتهم.
وقال روبيو في المؤتمر الصحافي أن "أوضاع حقوق الإنسان تدهورت مرة أخرى هذا العام وقد أثر ذلك بشكل سلبي على العلاقات الأميركية الصينية وعلى قدرة شعب الصين على ممارسة حرياته الإنسانية الأساسية".
وأكد التقرير أن الحزب الشيوعي يواصل في شكل قوي الاحتفاظ باحتكاره القوة السياسية المحلية "من خلال القمع الذي ترعاه الحكومة وعمليات المراقبة وترسيخ العقائد والوحشية".

وتنتقد واشنطن وخصوصا الكونغرس سجل الصين على صعيد حقوق الإنسان، لكن حكومة البلد الذي يعد أكبر عدد سكان في العالم، تعرضت لانتقادات على عدة جبهات بينها الأمم المتحدة التي أدانت في اغسطس/اب المزاعم الأخيرة المقلقة للغاية بشأن عمليات الاعتقال العشوائية للاويغور وغيرهم من الأقليات المسلمة.
وشككت بكين في ما خلصت إليه الأمم المتحدة وقالت إن هذه التحركات ضرورية لمكافحة التطرف والإرهاب على الجبهة الغربية للبلاد المحاذية لباكستان.
وتنفي السلطات الصينية وجود أي معسكرات احتجاز رغم تزايد الأدلة من وثائق رسمية وشهادات لأشخاص احتجزوا في تلك المعسكرات.
واستقبلت الولايات المتحدة هذا العام أرملة المنشق الحائز على جائزة نوبل للسلام ليو شياوبو الذي شارك في احتجاجات تيان انمين وتوفي العام الماضي بسرطان الكبد بينما كان يقضي سجنا مدته 11 عاما بتهمة "التخريب".
وقال روبيو إن اللجنة تعتزم ترشيح المفكر الاويغوري الهام توهتي المعتقل منذ 2014 بعد الحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة الانشقاق، للحصول على جائزة نوبل للسلام في 2019 بسبب تشجيعه على الحوار والسلام بين أغلبية الهان وأقلية الإيغور.
وأشار روبيو إلى أن توصيات التقرير تشتمل على إدراج مسألة حقوق الإنسان في جميع جوانب العلاقات الثنائية ومحاسبة مسؤولين صينيين على إساءات ارتكبوها من خلال العقوبات والقيود على منحهم التأشيرات وغير ذلك من الوسائل. وقال "أعتقد أن إدارة ترامب ستكون متقبلة لهذه التوصيات".
وفي التقرير المؤلف من 324 صفحة، هاجمت اللجنة بكين لتعاملها الخشن مع هونغ كونغ مشيرة إلى "التآكل المتواصل" للحكم الذاتي للمدينة التي تواجه تحديا غير مسبوق مصدره بكين.
وأورد التقرير أن الحزب الشيوعي يطبق سياسات قمعية في التيبت بينها "عمليات مراقبة واسعة وفرض قوانين وقواعد مشددة على حقوق التيبت الدينية والثقافية".
وأشار إلى تواصل حملة القمع على المسيحيين في البلاد بما في ذلك حرق نسخ من الإنجيل وإغلاق الكنائس باعتبار ذلك "دليلا إضافيا على أن أي مساحة كانت متوافرة سابقا للمواطنين الصينيين للعبادة وممارسة دياناتهم بسلام، قد زالت".