تكثيف الجهود الدولية لتوحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا
طرابلس - تتصاعد الجهود الدولية لتوحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا بهدف منع عودة البلاد إلى مربع العنف ووسط مخاوف من تداعيات تصاعد الخلافات السياسية بعد التوتر الأخير بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة وكذلك الخلافات القائمة بين حكومة في طرابلس يقودها عبدالحميد الدبيبة وأخرى موازية برئاسة فتحي باشاغا.
وبحثت مجموعة العمل الدولية الأمنية المعنية بليبيا، الخميس، توحيد المؤسسة العسكرية في البلاد والمضي في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين أطراف النزاع الليبي فيما لا يزال العنف يهدد المسار السياسي خاصة وان البلاد شهدت أعمال عنف خلال الأشهر الماضية بين ميليشيات موالية للدبيبة وأخرى تابعة لباشاغا.
وذكرت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا في بيان، أن "الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا عبدالله باتيلي بالتعاون مع فرنسا شارك في رئاسة اجتماع بتونس لمجموعة العمل المعنية بالمسار الأمني في ليبيا".
وتضم "مجموعة العمل الدولية الأمنية" ممثلين رفيعين لكل من تركيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا ومصر والاتحاد الإفريقي، تجتمع دوريا لتقييم الأوضاع الأمنية في ليبيا.
وتعاني ليبيا من تداعيات التدخلات الأجنبية خاصة من جانب تركيا التي تمتلك مرتزقة وقوات على الأرض فيما تطالب القوى الدولية والأمم المتحدة بسحبها لضمان نجاح العملية السياسية.
ووفق بيان البعثة الأممية في ليبيا، بحث الاجتماع "الخطوات المقبلة في تنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار وإعادة توحيد المؤسسات العسكرية الليبية وتأمين الانتخابات".
وحضر الاجتماع "رؤساء مجموعة العمل المشاركين ممثلين عن المملكة المتحدة وتركيا وإيطاليا والاتحاد الإفريقي وممثلي عدد من الدول الأعضاء في عملية برلين من أجل ليبيا".
و"عملية برلين من أجل ليبيا" مبادرة ألمانية انطلقت بمؤتمرين في 2020 و2021 للوصول إلى توافق دولي على حلول للأزمة في ليبيا.
وفي اجتماع مجموعة العمل الدولية الأمنية، تركز النقاش على "التنفيذ التام لاتفاق وقف إطلاق النار بما في ذلك مراقبته، ونزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج وانسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب وتشكيل قوة عسكرية مشتركة"، وفق البيان.
ونقل البيان عن باتيلي قوله إن "اللجنة العسكرية الليبية (5+5) سوف تعقد اجتماعاً بحضوره في سرت (غربي ليبيا) في 15 يناير/كانون الثاني 2023 ".
وهذه اللجنة تضم 5 أعضاء من المؤسسة العسكرية في غرب ليبيا و5 من الجيش الوطني الليبي، وتجري حوارا منذ عامين لتوحيد المؤسسة العسكرية برعاية بعثة الأمم المتحدة.
من جانب اخر قال المبعوث الأميركي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند إن بلاده "تدعم باتيلي والمهنيين العسكريين الليبيين في جهودهم لإخراج القوات الأجنبية والمقاتلين والمرتزقة وتوحيد الجيش الليبي".
وتصريح نورلاند الذي نقلته السفارة الأميركية لدى ليبيا عبر تويتر ذكر فيه أن "الليبيين يستحقون جيشا موحدا قادرا على الدفاع عن سيادة البلاد كما يستحقون حكومة منتخبة ديمقراطيا تمثل الجميع".
ومنذ إعلان "اتفاقية وقف إطلاق النار" التي وقعتها بجنيف أطراف النزاع العسكري الليبي في أكتوبر/ تشرين الأول 2021 وفق مبادرة تركية روسية، تعقد لجنة (5+5) اجتماعاتها داخل وخارج البلاد لتوحيد الجيش الليبي تحت رعاية الأمم المتحدة.
كما ترعى الأمم المتحدة مسارا سياسيا للوصول إلى انتخابات تحل صراعا بين حكومة عينها مجلس النواب بطبرق (شرق) برئاسة فتحي باشاغا وحكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة الذي يرفض التسليم إلا لحكومة تأتي عبر برلمان جديد منتخب.