تلسكوب جديد يبحث عن كواكب شبيهة بالأرض

واشنطن - من فرانسيس تيمان
التلسكوب الجديد مزود بآخر صيحات التكنولوجيا

اعطت وكالة ابحاث الفضاء الاميركية (ناسا) الضوء الاخضر لمهمة جديدة لاستشكاف الفضاء باسم مهمة "كبلر" على اسم تلسكوب فضائي سيتم اطلاقه في 2006 للبحث عن كواكب شبيهة بالارض خارج نظامنا الشمسي.

وسيقوم التلسكوب المزود باحدث ما توصلت اليه التكنولوجيا برصد قسم من الفضاء الخارجي وبصورة ثابتة في منطقة تحتوي حوالي 100 الف نجم وعلى مدى أربع سنوات.

ويقول وليام بوروكي احد المشرفين على المهمة في مركز "ايمس" للأبحاث لدى ناسا أن "مهمة كبلر ستتيح لنا للمرة الاولى مسح مجرتنا بحثا عن كواكب بحجم الارض او اصغر منها".

وقال الباحث ان "التكنولوجيا المتطورة التي زود بها كبلر قد تساهم في الاجابة على سؤال يحير البشرية منذ زمن طويل: هل نحن البشر الوحيدون في الكون".

وكان بوروكي، الذي اعد المشروع قبل 17 عاما، واجه الرفض ثلاث مرات من ناسا.

وتم الى الان اكتشاف حوالي ثمانين كوكبا خارج النظام الشمسي ولكنها كواكب ضخمة غازية شبيهة بالمشتري وتتألف بشكل اساسي من الهليوم والهيدروجين.

ولا تتيح أي من الوسائل الموجودة حاليا في الفضاء رصد كواكب اصغر حجما، اي اصغر بثلاثين الى ستين مرة من المشتري، ومساوية في الحجم للارض.

الا ان كبلر سيقوم بمهمة رصد مختلفة عن المهمات السابقة للتلسكوبات الفضائية. فالباحثون سيستخدمون تقنية "ترانزيت" (نقل) التي تقوم على مراقبة التغيرات في لمعان نجم لدى مرور كوكب امامه.

وبفضل التكنولوجيا الحديثة يمكن للباحثين تحليل هذه التغيرات الطفيفة للضوء لمعرفة حجم الكوكب ومدة دورانه حول نفسه وبعده عن شمسه، والتركيبة الكيميائية لجوه اذا كان محاطا بغلاف جوي.

وستقوم شركة "بال ايروسبيس اند تكنولوجيز" ومقرها في"بولدر، كولورادو" بتصميم كبلر وهو بحجم شاحنة صغيرة ومعد لقياس طيف الضوء.

وسيجمع التلسكوب الذي يبلغ قطره متر واحد ومدى حقل رؤيته 105 درجات، الفوتونات (اجزاء الضوء) على 42 شبكة رصد حساسة للضوء ناقلة للشحنة، شبيهة بتلك التي تتيح "الرؤية" لآلات التصوير الحساسة المتوفرة في السوق.

وسيوضع التلسكوب في مدار يتبع خطوة خطوة مدار الارض حول الشمس. وسيبدو بالتالي من الارض وكأنه نقطة ثابتة في السماء المتلألئة بالنجوم.

وتسمح هذه الطريقة بأن تبقى "عينا" التلسكوب مثبتتين على كوكبة البجعة التي تشغل في السماء المساحة التي تشغلها يد في نهاية ذراع ممدودة.

وبالمقارنة، فإن تلسكوب هابل الفضائي الموجود حاليا في المدار حول الارض، لا يمكنه من المسافة نفسها سوى مراقبة حبة رمل، ولمدة نصف ساعة في كل مرة.

ويقول ديفيد كوش، احد الباحثين المشاركين في المشروع انه "عبر مراقبة حوالي مائة الف نجم شبيه بشمسنا في وقت واحد، يتوقع فريق الباحثين المشرف على كبلر اكتشاف مئات الكواكب الشبيهة بالارض".

واطلق على التلسكوب اسم كبلر تكريما لعالم الرياضيات والفلك الالماني جان كبلر (1571 - 1630). وكان كبلر مقتنعا بتجانس الكون وكرس حياته لدراسة الظواهر الفلكية في الفضاء الخارجي وفي الغلاف الجوي ومن اكتشافاته ان مدارات الكواكب هي على شكل اهليلجي (بيضاوي) وليس دائري وانها تدور بسرعات متغيرة وليس بسرعات ثابتة.

ويقول هاري ماكدونالد مدير مركز ايمس ان المهمة التي تكلف اقل من 300 مليون دولار ستدفع علم بيولوجيا الفلك، او دراسة الحياة في الكون، "خطوة عملاقة" الى الامام.