الجزائر تروج عبثا لنجاح المبادرة الثلاثية بعد أيام من التراجع عنها

وكالة انباء الجزائر تؤكد أن إنشاء مجموعة الدول الثلاث يمثل خطوة أولى لتأسيس حلف دول شمال إفريقيا في تناقض مع تصريحات سابقة لأحمد عطاف.
تقرير وكالة الانباء الجزائرية يشير لخلافات داخل مراكز القرار بشأن طبيعة السياسات الخارجية
الدبلوماسية الجزائرية تعيش حالة من الارتباك في التعاطي مع عدد من الملفات

الجزائر - تسوق الجزائر لما تعتبره نجاحا للاجتماع الثلاثي بين الرئيس التونسي قيس سعيد ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي والرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون في تونس الأسبوع الماضي وذلك رغم الفشل الكبير في تحقيق مرادها وهو احداث انقسام في المنطقة رغم محاولة وزير الخارجية الجزائري احمد عطاف طمأنة الاطراف الممتعظة من دواعي اللقاء الثلاثي.
وفي عنوان وصف انه استفزازي ويحمل نبرة عدائية ضد المغرب لا تترجم تعهدات وتصريحات عطاف قالت وكالة الانباء الجزائرية في تقرير أن "ميلاد مجموعة ال3 بقرطاج: المغرب العربي للعمل بدل مغرب عربي الشعارات" في إشارة لرغبة جزائرية في تجاوز تكتل الاتحاد المغرب العربي وانشاء تكتل جديد يعمل على اقصاء دول مؤثرة في المنطقة لتحقيق مصالح سياسوية ضيقة لبعض الأطراف داخل النظام الجزائري.
وواصلت وكالة الانباء الجزائرية احداث انقسام في المنطقة المغاربية بإطلاق عناوين للقاء الثلاثي قائلة "اختلف الملاحظون حول تسمية القمة التي جمعت الرؤساء الثلاثة الجزائري و التونسي و الليبي بين "اتفاق قرطاج" و "اتحاد المغرب العربي مكرر" و "ثلاثي تونس".
ومع تصاعد الانتقادات الموجهة للجزائر بسبب تلك المبادرة سهت الوكالة للتذكير " فإنه في سنة 1995 كتب وزير الشؤون الخارجية المغربي فيلالي لنظرائه باتحاد المغرب العربي ليبلغهم عن تجميد هذا الاتحاد. ومنذ ذلك الوقت، وبحجة مشكلة الصحراء المغربية، لم يعد هناك وجود لاتحاد المغرب العربي".
وشنت الوكالة هجوما واسعا على الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الطيب البكوش واصفة إياه بأنه تابع للسياسة المغربية وهو ما اثار انتقادات واسعة في تونس ضد تلك الهجمة الجزائرية غير المبررة على سياسي تونسي تولى العديد من المناصب.
واتهمت اتحاد المغرب العربي بانه " ميت دماغيا" وانه كان يعيش غيبوبة مميتة متناسية ان الدور الجزائري السلبي وسعيها لتعزيز الانقسام من خلال دعم جبهة بوليساريو واثارة النزاع المفتعل في الصحراء المغربية كان من بين أبرز أسباب حالة الضعف.
ورغم تأكيد عطاف أن الاجتماع الثلاثي لا يعتبر بديلا عن اتحاد المغرب العربي لكن الوكالة الرسمية أفادت أن "إنشاء مجموعة الدول الثلاث يمثل خطوة أولى لتأسيس حلف دول شمال إفريقيا الذي ستنضم إليه موريتانيا يوما ما" دون ذكر للمغرب التي تعتبر دولة ركيزة في المنطقة المغاربية وهو ما يثير الى نوايا بعض الأطراف في النظام الجزائري لاستهداف المغرب رأسا.
وأكد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف في تصريح لوسائل الاعلام الجزائرية الأسبوع الماضي أن الاجتماع التشاوري الأول الذي جمع مؤخرا بتونس قادة الجزائر وتونس وليبيا "كان ناجحا، وهو ليس وليد ظروف خاصة، كما أنه ليس بديلا لاتحاد المغرب العربي".
وصرح عطاف بالقول إن "اللقاء التشاوري بين القادة الثلاثة بتونس ليس موجها ضد أيّ طرف، وإن اتحاد المغرب العربي يظل مشروعا وهدفا تاريخيا، وإن باب المشاورات يبقى مفتوحا أمام الجميع إذا توفرت النية والإرادة السياسية" وهو موقف يتعارض مع تقرير وكالة الانباء الرسمية وهو ما يمثل ارتباكا في السياسة الجزائرية يكشف عن اختلاف في بين تيارات عديدة داخل النظام الجزائري بشأن طريقة التعاطي مع المغرب.
وكان المجلس الرئاسي الليبي سعى للتنصل من مخططات الرئيس تبون ببعث رسالتين للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني والعاهل المغربي الملك محمد السادس تتعلق بتفعيل اتحاد المغرب العربي.
وتعد الجزائر وتونس وليبيا، إضافة إلى المغرب وموريتانيا، أعضاء في اتحاد المغرب العربي، الذي تأسس في 17 فبراير/ شباط 1989 بمراكش.