تهديدات بإغلاق حقول نفطية تعمق جراح الاقتصاد الليبي المتعثر

مسؤولون يقولون انهم يراقبون عن كثب احتجاجات اجتماعية حيث لوحت مجموعة من الشبان العاطلين عن العمل بإغلاق حقول نفطية في حوض مرادة بشرق ليبيا ما يهدد امدادات النفط عبر إلى ميناء السدرة.
عاطلون عن العمل يطالبون بتوظيفهم في المؤسسة الوطنية للنفط
الاحتقان الاجتماعي يهدد صناعة النفط في ليبيا
الأمم المتحدة تبحث عن تسوية تنهي الأزمة في ليبيا

بنغازي (ليبيا) - قالت مجموعة من الشبان الليبيين العاطلين عن العمل الأحد إنها ستغلق حقولا نفطية في بلدة مرادة بشرق البلاد ما لم يتم تلبية مطالبها بتحسين الخدمات الحكومية.

وقال مهندس بترول إنه على الرغم من التهديد فإن إنتاج النفط يسير بشكل طبيعي عبر خط الأنابيب الذي يغذي ميناء السدرة ويمتد قرب مرادة.

لكن المسؤولين يقولون إنهم يراقبون عن كثب الاحتجاجات إذ أن إجراء مماثلا من قبل مجموعة من العاطلين أدى إلى إغلاق خطوط أنابيب في مناطق أخرى من ليبيا التي تعمها الفوضى منذ الإطاحة بمعمر القذافي في العام 2011.

وقالت مجموعة الشبان في بيان "قررنا نحن شباب مرادة أن يتم إغلاق كافة الحقول النفطية التي بحوض مرادة حتى يتم النظر في المنطقة ومعالجة جميع مشاكلهم عاجلا غير آجل".

وشكا البيان من غياب الدولة ونقص الرعاية الصحية والخدمات الأخرى وانقطاع البلدة عن محيطها بسبب حالة الطرق المؤدية لها.

وقال مسؤول أمني إن الشبان يطالبون أيضا بفرص عمل في المؤسسة الوطنية للنفط.

والخدمات الحكومية متردية منذ سنوات في مرادة مقارنة بمناطق أخرى في أنحاء ليبيا.

وفجر مسلحون خط الأنابيب القريب من مرادة مرتين منذ ديسمبر/كانون الأول وسط تدهور الوضع الأمني في المنطقة.

واحتفظ مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية بوجود لهم هناك إلى أن تمكنت القوات الحكومية من طردهم من معقلهم الرئيسي في سرت عام 2016.

وتلقي التهديدات بإغلاق حقول النفط والفوضى الأمنية في محيط مناطق نفطية بظلال ثقيلة على انتاج النفط الليبي الذي أخذ في التعافي بعد سنوات من انهيار الانتاج إلى أدنى مستوى له.

حقول النفط في ليبيا
حقول وموانئ النفط في ليبيا

والنفط هو المورد المالي الوحيد لليبيا التي تعاني من شح في السيولة تسببت مرارا في طوابير طويلة أمام المصارف وفي حالات احتقان اجتماعي.

ومن شأن تعطيل الانتاج أو الامدادت من حقول النفط إلى الموانئ النفطية أن يعمق جراح الاقتصاد الليبي المتعثر.

وتعمل الأمم المتحدة على ايجاد تسوية تنهي الأزمة السياسية في ليبيا وصولا إلى ترتيب انتخابات عامة وصياغة دستور جديد، لكن الجهود الأممية تواجه عراقيل كثيرة في بيئة مضطربة وفي مشهد سياسي معقد.

وفاقمت الفوضى الأمنية والعجز عن انهاء انفلات السلاح اضافة الى نشاط الجماعات المتطرفة من الأزمة الليبية فيما تواصل قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر عملية عسكرية واسعة في مدينة درنة للقضاء على آخر جيوب التطرف في شرق البلاد.