توتر الأوضاع في العراق يدفع إلى تأجيل الانتخابات
بغداد - أعلنت الحكومة العراقية، الثلاثاء، تأجيل الانتخابات البرلمانية 4 أشهر، ليكون إجراؤها في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021 في ظل أزمات وتحديات كبيرة خاصة مع تحويل البلاد الى ساحة للصراع بين حلفاء إيران والولايات المتحدة الأميركية.
جاء ذلك عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة، في بغداد، وفق وكالة الأنباء الرسمية.
وقررت الحكومة العراقية "تأجيل الانتخابات البرلمانية من 6 يونيو/حزيران إلى 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021".
ويأتي القرار بعد يومين من اقتراح المفوضية العليا المستقلة للانتخابات (رسمية) بتأجيل الانتخابات البرلمانية لـ"استكمال النواحي الفنية لتسجيل الأحزاب السياسية وتوزيع البطاقات الانتخابية وتأمين الرقابة الدولية".
وفي أكتوبر/تشرين الاول الماضي، أقر البرلمان العراقي، قانون الانتخابات بعد جدل بشأن فقرة الدوائر الانتخابية، وصدق عليه رئيس البلاد.
ويرى مراقبون ان السبب الرئيسي لتأجيل الانتخابات هو توتر الاوضاع في العراق بسبب الصراع الإيراني الأميركي الذي تصاعد في الآونة الأخيرة رغم الحديث عن الصعوبات التقنية والفنية.
ومن الممكن ان تتجاوز الحكومة العراقية المصاعب الفنية خاصة وانه يفصلها على الاستحقاق 6 أشهر وهي مدة ليست بالقليلة للقيام بالتحضيرات شرط ان يكون هنالك هدوء ميداني يسمح بإجرائها وهو ما لا يتوفر اليوم في العراق.
وبالتالي فان التأجيل مرتبط وفق مراقبين بحالة الفوضى التي تعيشها البلاد مع تصعيد الميليشيات من عملياتها العسكرية ضد المصالح الأميركية والتحذيرات من قبل واشنطن بالرد على تلك الانتهاكات.
وحاولت الحكومة العراقية إقناع الجانب الإيراني بضرورة الضغط على الميليشيات حتى تتوقف عن استهداف الجانب الاميركي لان ذلك يمثل احراجا لها لكن يبدو ان الايرانيين مصرون على مواقفهم وتصعيدهم.
كما تنتظر الحكومة العراقية ما ستؤول اليه الاوضاع في العراق والمنطقة مع صعود ادارة الرئيس المنتخب جو بادين الذي يعمل على التهدئة مع ايران وهو ما يريده الجانب العراقي في هذه الفترة.
وتمثل الانتخابات المقبلة فيصلا في العراق حيث يسعى جيل كامل الى إحداث تغيير وإنهاء سيطرة الأحزاب الموالية لإيران على مقاليد السلطة وعوضا عن ذلك انتخاب شخصيات وطنية تهدف بالأساس الى تغليب مصالح البلد وابعاده عن التجاذبات الاقليمية.
لكن يتوقع أن تقوم الميليشيات بالتأثير سلبا على المسار الانتخابي وربما إجهاضه في حال قرر العراقيون الحد من هيمنة الاحزاب المدعومة ايرانيا.
وترفض ايران التخلي عن الساحة العراقية كما هو الحال مع عدة ساحات عربية اخرى كاليمن ولبنان وسوريا حيث تمثل وسيلة للضغط اقليميا ودوليا خاصة في الملف النووي.