تونسية ترصد بكاميراتها مسارات تهريب المرجان

الصحافية مبروكة خذير تقدم فيلما وثائقيا بعنوان 'الأحمر' تكشف من خلاله عن خفايا تهريب 'الذهب الأحمر'.
مبروكة خذير: كل تونسي معني بمحيطه البحري

تونس - رصدت التونسية مبروكة خذير بعدسات كاميراتها مسار المرجان الأحمر من الإنتاج في أعماق البحار في مدن تونسية وصولا إلى مرحلة التصدير والتصنيع في إيطاليا.

وسعت الصحافية التونسية من خلال فيلمها الوثائقي البيئي الاستقصائي "الأحمر" (The Red) للكشف عن شبكات تهريب دوليّة تساهم في استنزاف هذه الثروة الحيوانيّة البحريّة بما يمس من التنوع البيولوجي البحري في منطقة المتوسط.

ولمس الوثائقي وهو من إنتاج مبروكة خذير وإخراجها بالتعاون مع شقيقها رشدي خذير قضية حساسة تتعلّق بتهريب المرجان أو ما تصفه خذير بـ"الذهب الأحمر" عبر مسارات غير قانونية بين تونس وإيطاليا مرورا بالجزائر.

وتعتبر مخرجة العمل أن المرجان ثروة غير مثمّنة في تونس تحتاج المزيد من الرقابة والحماية من أيادي الطامعين داخليا وخارجيا، لأنها ملك أجيال قادمة.

ويعرض الفيلم في 55 دقيقة خفايا ومسارات تهريب المرجان الأحمر انطلاقا من محافظة بنزرت، مرورا بطبرقة والحدود التونسية الجزائرية البحرية، وصولا إلى مرحلة التصدير والتصنيع في إيطاليا.

ويتناول الفيلم كذلك ظاهرة الصيد العشوائي للمرجان وتأثيرات ذلك على التغيرات المناخية في المحيط البحري بما يُؤسس لاختلال التوازن الإيكولوجي.

وهذا العمل هو نتيجة تعاون مثمرة بين مبروكة ورشدي خذير مع المنصة الإعلامية البيئية "كوسموس ميديا" التي تؤمن بأن الفيلم الوثائقي الاستقصائي وسيلة من وسائل تسليط الضوء على قضايا متشابكة في مجال الثروات الطبيعية.

ويأتي الفيلم الذي عكف طاقم عمله على إعداده لأشهر لتعزيز ثقافة دور السينما في تونس بهذا النوع من الوثقائيات التي تساهم في الإضاءة على المواضيع البيئية الحساسة.

وقالت مبروكة خذير في تدوينة على صفحتها بفيسبوك "أشهر طويلة من العمل ولادة فيلم جديد تركتُ بين شعابه الكثير من جهود الشرح والتشريح والاستقصاء، هذا مولودنا الوثائقي الاستقصائي البيئي الذي تفننت في إخراجه مع شقيقي رشدي خذير".

وأشارت على هامش العرض ما قبل الأول للفيلم بفضاء دار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة تونس، إلى أن العمل سيأخذ مشاهديه في رحلة رائعة زاخرة بلقطات لم تعرض من قبل، وبمقابلات حصرية".

وأكدت خذير أن "الأحمر" "موضوع جدالي كبير.. يهم الصغير والكبير على حد السواء"، مضيفة "كل تونسي معني بمحيطه البحري، وبالتنوع البيولوجي".

وأعربت عن سعادتها بالإقبال الذي شهده فضاء دار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة تونس خلال العرض الأول، قائلة "أن تشاهد قاعة سينما حافلة بوجوه نيرة جاءت لمشاهدة فيلم وثائقي بيئي يستقصي في ثنايا الشعاب المرجانية، أمر نادر الحدوث في ثقافة دور السينما" بتونس.

ويعتبر فيلم "الأحمر" التجربة الوثائقية الثالثة في مسيرة مبروكة خذير ومنصة "كوسموس ميديا"، إذ تمّ إنتاج فيلمين سابقا في التوجّه ذاته، الأول بعنوان "شباك النفط" والثاني "عرجون البقاء".