تونسي يقود 'جيشا' لتحرير شواطئ بلاده من القمامة

المهندس والناشط البيئي محمد أسامة حويج يقطع رحلة طولها 300 كيلومتر لمحاولة تطهير الشواطئ من النفايات، مستعينا في كل محطة بمتطوعين يجتذبهم.
حويج يعرف النجاح بأنه القدرة على تعبئة الناس
عملية التخلص من النفايات في تونس 'تدهورت بشكل مقلق' منذ 2011

تونس - في حين يقضي كثير من التونسيين الصيف في الاستجمام على الشواطئ، يقوم الناشط محمد أسامة حويج بعمل مختلف تماما حيث يجمع القمامة المتناثرة ويحاول تطهير الساحل.

ويقطع المهندس والناشط البيئي البالغ من العمر 27 عاما رحلة طولها 300 كيلومتر على شواطئ تونس، حيث يجوب ما يقرب من 30 شاطئا لجمع القمامة.

ولا يقتصر هدفه على تنظيف الشواطئ، لكنه يريد زيادة الوعي حول تأثير التلوث على الحياة البحرية.

وبدأت رحلته التي تستمر شهرين في أول يوليو/تموز في مدينة المهدية الساحلية ومن المقرر أن تنتهي في بلدة سليمان على بعد نحو 40 كيلومترا جنوبي العاصمة.

وخلال رحلته، شاهد حويج ردود فعل متباينة إزاء ما يقوم به، حيث أظهر البعض "لا مبالاة" تجاه تلوث البحر. وكانت مواقف هؤلاء الناس في كثير من الأحيان غير مشجعة بالنسبة له إلا أن ذلك لم يفت في عضده.

وقال "صحيح أن المدن الكبرى تخلق هذا الإحساس باليأس بسبب اللامبالاة (لدى الناس). لقد سرنا أمام عشرات الأشخاص، فهل حرص أحد على الانضمام إلينا"؟

ومن بين العقبات التي واجهها حويج، احتجازه لفترة وجيزة في مدينة سوسة بعد أن أثار شكوك السلطات، عندما شوهد بسكين وخيمة.

لكن بالنسبة لحويج، فإن التراجع ليس خيارا مطروحا.

وأضاف "إذا انتابك اليأس، ستفشل وتعود الى المنزل وتلغي مغامرة الـ 300 كيلومتر".

ويضع حويج تعريفا للنجاح بأنه القدرة على تعبئة الناس. وخلال رحلته، اجتذب حويج الكثير من المتطوعين الذين حملوا أكياسا مثله وشاركوه في جمع القمامة.

ويقول "وحدي لا أستطيع أن أفعل شيء. ولكن مع هذا الجيش (المتطوّعين) يمكننا القيام بالكثير من الأشياء. ما أقوم به اليوم، أفعله لهم. لكي أقول لهم إنهم ليسوا منفردين ومنعزلين. هناك طريق يمكن لكل مواطن أن يغير واقع بلده. لهذا تحملت المسؤولية وأخذت حقيبتي على ظهري وشرعت في المشي لجمع مثل هؤلاء الأشخاص. (فعلت هذا) لكي نتمكن (يوما ما) من جمع قوانا للقيام بحملة نظافة كبيرة، ولن أكون أنا منفردا. سيرافقني المئات".

وليست هذه أول مبادرة يقوم بها حويج للتصدي لقضية التخلص من القمامة في بلاده. ففي عام 2017 شن حملة تحت اسم "زبالتنا" حيث استخدم التصوير لتسليط الضوء على القضايا البيئية.

وقال تقرير من وكالة التنمية الدولية الحكومية الألمانية جي.آي.زد في عام 2014 إن عملية التخلص من النفايات في تونس "تدهورت بشكل مقلق" منذ بدء الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في عام 2011 والتي أطاحت بحكم الدكتاتور السابق زين العابدين بن علي.

ويرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى تفكك المجالس البلدية المحلية التي كانت تشرف على جمع القمامة.