تونس توقف متورطين في تخريب قنوات المياه بعد تحذيرات سعيد

عمليات الإيقاف في عدد من المحافظات تثبت وجاهة تحذير الرئيس بشأن وجود مؤامرة لقطع المياه بهدف اثارة غضب التونسيين قبل الانتخابات الرئاسية.

تونس - تمكنت السلطات التونسية من إيقاف عدد من الأشخاص تورطوا في تخريب قنوات المياه بينما يأتي ذلك بعد أيام من تحذيرات الرئيس قيس سعيد من وجود مؤامرة لإثارة غضب التونسيين وذلك عبر قطع المياه عنهم في فصل الصيف.
وفي محافظة جندوبة تمكنت السلطات من القبض على 6 أشخاص من سكان منطقة ببلطة بوعوان لتورطهم في كسر منشأة مائية لاستغلالها بطريقة غير قانونية.
واتهم الموقوفون "بالاعتداء على منشأة عمومية والربط العشوائي لمياه الري". حيث تم ضبطهم في أعمال ربط غير قانونية من القناة الرئيسية للمياه في المنطقة.
ووفق المعطيات استغل الموقوفون المياه بشكل غير مشروع لأغراض الري لضيعاتهم و أشجارهم المثمرة حيث تمت إحالتهم إلى الجهات القضائية المختصة.
وفي محافظة اريانة ألقت السلطات القبض على بصاحب ضيعة فلاحية بجهة سيدي ثابت وأحد عملته وذلك للاشتباه في تورطهما في تخريب قناة المياه التابعة لشركة استغلال وتوزيع المياه.
وكشفت ان المتورطان قاما بتوزيع المياه على الأراضي التابعة للضيعة الفلاحية وهو ما يعتبر تخريبا.
وعمد صاحب ضيعة فلاحية لكسر القناة لتوزيع الماء على الأراضي التابعة للضيعة الفلاحية كما قام أحد عملته بتولي عملية تكسير القناة ليتم ايقافهما وايداعهما السجن.
وتأتي هذه الايقافات بعد ان حذر سعيد من وجود مخطط بتعطيش التونسيين ودفعهم للاحتجاج في علاقة بالانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستنظم يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وعبر عدد من التونسيين في الأيام الماضية عن غضبهم من قطع المياه عنهم فيما قام الرئيس بزيارات مفاجئة لعدد من نقط توزيع المياه لمعرفة أسباب الانقطاع المستمر.
وتعيش تونس منذ 7 سنوات على وقع جفاف بسبب الاحتباس الحراري ما اثر سلبا على القطاع الفلاحي إضافة لنقص المياه الصالحة للشرب.
وعمدت تونس الى انشاء مشاريع لتحلية مياه البحر لكن الرئيس عبر عن غضبه من بطئها قائلا " أن مشكل الماء في تونس قديم ولكنه زاد حد في السنوات الماضية بشكل لافت".
وفي مثال لحجم الازمة أصدرت السلطات المحلية في ولاية سليانة شمال غرب تونس الأحد قرارا بإيقاف تزويد المزارع العمومية المحيطة بسد "الأخماس" في المنطقة، بالمياه نتيجة تقلص مخزونه إلى مستويات خطيرة.
وكان الرئيس التونسي قيس سعيّد قد أجرى الاثنين والثلاثاء زيارة إلى سدّي بوهرتمة وبربرة في محافظة جندوبة شمال غربي البلاد، كما عاين عددا من السدود في محافظات القيروان والمنستير ومنطقة قرمبالية، للاطلاع على وضعية السدود والوقوف على الأسباب المؤدية إلى انقطاع المياه الصالحة للشراب والري بعدد من الولايات.
وشدّد سعيّد خلال زياراته على أنّ نسبة تعبئة السدود "ليست بالكارثية عكس ما تروج له الأبواق المسعورة والمأجورة من الداخل ومن الخارج"، مؤكّدا على أنّه لم يأمر بقطع المياه، وأنّ لديه خارطة للمناطق التي تقطع فيها في البلاد.
وأشار إلى وجود أطراف تقوم بتخريب أنابيب توزيع المياه، وشبكة إجرامية وغرفة عمليات تستهدفها.
وتعد تونس من بين الدول المهددة بندرة المياه في حوض المتوسط، وفي مسعى للتقشف في الموارد المائية المحدودة، فرضت وزارة الزراعة إجراءات من بينها نظام الحصص في توزيع مياه الشرب وحظر استخدامها في الري الزراعي ومحطات غسيل السيارات والساحات العامة.