ثغرة 'فورشادو' تباغت شرائح إنتل

خلل جديد في شرائح الكترونية من صنع إنتل يمكن أن يفتح لقراصنة المعلوماتية أبواب سرقة معلومات مهمة وخطيرة.
مليارات الأجهزة الإلكترونية لم تكن محصّنة تماما بوجه محاولات الاختراق

واشنطن – اكتشف باحثون دون سابق انذار ثغرة جديدة في الشرائح الإلكترونية من صنع إنتل يمكن أن تفتح لقراصنة المعلوماتية أبواب سرقة معلومات مهمة وخطيرة، بحسب ما أعلنت المجموعة الأميركية المتخصصة في التكنولوجيا.
وطرحت إنتل تحديثات لهذه الأنظمة، ولا يبدو حتى الآن أن أي قرصان استفاد من الخلل الذي أطلق عليه اسم "فورشادو".
في كانون الثاني/يناير، أظهر خللان كبيران سبيكتر وملتدوان أن معظم المعالجات "مايكروبروسيسر" التي تشغّل مليارات الأجهزة الإلكترونية، لم تكن محصّنة تماما بوجه محاولات الاختراق.
وقالت إنتل في رسالة على موقعها الإلكتروني "ما إن تُحدّث الأنظمة، نتوقّع أن يصبح الخطر على المستخدمين ضعيفا". 
وعانت تقريبا كل المعالجات الصغرى المصنعة خلال السنوات العشر الأخيرة في شركات إنتل وايه. ام. دي وايه. آر. ام، من ثغرتي سبيكتر وملتداون.
فما من كمبيوترأو هاتف ذكي أو جهاز لوحي يعمل من دون هذه المكونات الصغرى التي تقوم مقام مركز عصبي يوجه الأوامر للبرامج المعلوماتية.

وتقريبا كلّ الأجهزة الإلكترونية والمعلوماتية المصنعة خلال السنوات الأخيرة مجهزة برقائق قد يشوبها هذا الخلل.
وأخذت قائمة الشركات العملاقة في مجال المعلوماتية المتضررة جراء سبيكتر وملتداون في الاتساع فيما تسارعت وتيرة الخطوات المتخذة للحد من الخسائر.
وكتبت آبل المعروف عنها أن منتجاتها عادة آمنة، على مدونتها الرسمية، أن "كل أنظمة ماك والأجهزة العاملة بنظام آي. أو. اس معنية بهذه المشكلة".
وخاضت كبرى مجموعات القطاع، من قبيل امازون وغوغل ومايكروسوفت ومؤسسة موزيلا سباقا مع الوقت للحد من الأضرار، مع الإعلان عن تصحيحات للبرمجيات.
وبدأ عملاق المعالجات الصغرى إنتل، على غرار منافسيه ايه. ام. دي وايه. آر. ام، بتعميم تحديثات أمنية.
وأكدت إنتل، في بيان أنها ستُصدِر "تحديثات لأكثر من 90% من المعالجات الصغرى المسوّقة خلال السنوات الخمس الأخيرة".
وتطال هذه المشكلة خصوصا الرقائق من نوع "برودويل" و"هاسويل"، بحسب ما أفادت "إنتل" التي ستكشف في نهاية الأسبوع عن موعد إطلاقها "رزمة" تصحيحات جديدة.
ولم تقدم المجموعة مزيدا من التفاصيل عن المشكلات التي قد تنجم عن هذه التصحيحات، لكن خبراء قالوا في تصريحات صحافية إنها قد تبطئ الأنظمة المعلوماتية.
وخلال معرض الأجهزة الإلكترونية في لاس فيغاس، قال مدير "إنتل" براين كرزانيتش في الثامن من يناير/كانون الثاني إنه لم يتم الإبلاغ عن أي عملية قرصنة ناجمة عن الثغرتين.
غير أن الرهان لا يقتصر على عمليات القرصنة بالنسبة لقطاع التكنولوجيا، إذ إن هذه الرقائق واسعة الانتشار في العالم وهي موجودة في كل الأجهزة تقريبا.
ويعتبر بعض الخبراء أن الحل الوحيد لهذه المشكلة يقضي باستبدال الرقائق بما أن الخلل يطال هيكليتها وليس البرمجية التي من الممكن التحكم به.
وبموازاة هذه المسألة، طرحت تساؤلات حول بيع مدير إنتل أسهما في الشركة.

وفي الربع الأخير من العام 2017، باع المدير التنفيذي للشركة براين كرزانيتش حوالي 900 ألف سهم في إنتل، مخفضا إلى النصف مساهمته في المجموعة.
لكن لا صلة لهذه المسألة بمشكلة الخلل الأمني، على ما صرح ناطق باسم الشركة لوكالة "بلومبرغ" مؤكدا أن كرزانيتش أقدم على هذه الخطوة بحسب جدول محدد مسبقا.
وفي ظل هذه المعلومات، تراجعت قيمة أسهم إنتل في البورصة.