ثلاثة قتلى في تمرّد داخل سجن لبناني

عدد من السجناء أحرقوا الأمتعة والفرش بعد إحباط عملية فرار عبر حفرة في حائط إحدى الغرف.

بيروت - لقي ثلاثة سجناء مصرعهم في اندلاع حريق داخل سجن زحلة شرق لبنان، إثر إقدام عدد من النزلاء على إضرام النيران وامتدادها إلى الطوابق العليا في المبنى بعد إحباط محاولة فرار جماعي، فيما تحدثت تقارير نشرت مؤخرا عن أوضاع مزرية داخل السجون اللبنانية في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها البلد.
وقالت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان إن "معلومات توافرت لإدارة سجن زحلة في وحدة الدرك الإقليمي عن التحضير لعملية فرار من خلال حفرة في حائط إحدى الغرف".
وأضافت "على الفور، توجهت قوة للكشف على الغرفة المذكورة ولدى اقترابها من مكان وجود الحفرة المخفية داخل خزانة خشبية ومغطاة بقطعة من القماش،حصلت عملية اعتراض من قبل بعض السجناء المتواجدين فيها وقاموا باحتجاز ضابطين وعنصر وبعد مقاومتهم تمكنت القوة من الخروج من المكان".
وأردف البيان أنه "نتيجة إحباط التحضير لعملية الفرار بدأ السجناء بحرق الأمتعة والفرش داخل جزء من غرف الطابق الثاني، مما أدى إلى تسارع الحريق وانتشار الدخان الكثيف في الطابق المذكور".
وتابع "عندها حضرت قوة من القوى السيارة ومن قطعات سرية زحلة وسيطرت على أعمال الشغب داخل السجن وبدأت بإنقاذ السجناء الذين تعرضوا لاستنشاق الدخان ونقلهم الدفاع المدني والصليب الأحمر إلى مستشفيات المنطقة وتم إخماد الحريق".
وأشار البيان إلى أنه "نتج عن استنشاق الدخان وفاة 3 سجناء كما أصيب 16 نزيلا وهم يعالجون في المستشفى وحالتهم مستقرة"، لافتا إلى أن "التحقيق جار بإشراف القضاء المختص".
وفي وقت سابق من اليوم الجمعة قالت الوكالة الوطنية للإعلام إن 4 سجناء لقوا مصرعهم جراء اندلاع حريق داخل سجن زحلة، إثر إقدام عدد من النزلاء على إضرام النيران فيه وأضافت أن "الدفاع المدني يستخدم آلات القص الهيدروليكة لإنقاذ المصابين".
ولفتت إلى أن "الجيش والأجهزة الأمنية كثفوا انتشارهم في محيط مبنى السجن، فيما عمل عناصر الدفاع المدني والصليب الأحمر على نقل المصابين إلى مستشفى المعلقة الحكومي في زحلة".
وقال شهود عيان إنهم رأوا "عشرات سيارات الإسعاف تهرع إلى المكان فيما تتصاعد أعمدة الدخان من الطابق الثاني التابع للسجن الذي يضم حوالي 650 سجينا".
بدوره تابع وزير الداخلية بسام مولوي مجريات الوضع في السجن إثر إقدام سجناء على إضرام النيران داخله وامتدادها إلى الطوابق العليا، وفق ما ذكرت الوكالة اللبنانية.
وقال بيان صادر عن مكتب مولوي إن وزير الداخلية أجرى اتصالات بكل من قائد الجيش العماد جوزيف عون، متمنيا تأمين المؤازرة وحماية محيط السجن ومدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار لتعزيز وحدات الدفاع المدني التي تعمل على إطفاء الحريق وإخلاء السجناء من داخل الغرف.

وأصدرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في أغسطس/آب الماضي تقريرا أشارت فيه إلى "اكتظاظ هائل بالسجون ومعاناة السجناء من أجل الحصول على الغذاء وغياب الرعاية الصحية".

وباتت إدارة السجون في لبنان عاجزة عن تسديد تكاليف المواد الغذائية، بينما أكدت للمنظمة الحقوقية أنها "تعمل مع وزارتي الداخلية والمالية على"حلول مؤقتة تضمن مدفوعات غذائية شهرية حتى نهاية العام".