ثورة داخلية في فيسبوك على 'دكتاتورية' زوكربيرغ

الاجتماع السنوي للمستثمرين في الشبكة الاجتماعية الاكبر يتحول الى محاكمة علنية لطريقة الادارة في الشركة بعد فضيحة كامبريدج أناليتيكا وسط دعوات بالحد من صلاحيات المؤسس وأخرى بالإطاحة به.
صرخة من داخل الاجتماع السنوي للمستثمرين: الديمقراطية مفقودة في فيسبوك
مارك زوكربيرغ يسيطر بموجب الهيكلية الحالية على غالبية أسهم التصويت
مجلس ادارة على المقاس لمنع الانقلاب على زوكربيرغ

واشنطن - انتقلت جذوة الحرب المعلنة على فيسبوك الى مطبخه الداخلي مع ظهور بوادر بوادر ثورة على الطريقة "الدكتاتورية" التي يدير بها مارك زوكربيرغ الشبكة الاجتماعية الأكبر في العالم.

وفيما يعاني الموقع من تبعات فضيحة تسريب بيانات كامبريدج أناليتيكا التي كلفت زوكربيرغ سلسلة من جلسات الاستماع واجبرته على اتخاذ خطوات عاجلة لتهدئة الساسة الأميركيين والاوروبيين ومن ورائهم المستخدمون، شهد بالاجتماع السنوي للمستثمرين احتجاجات على مستوى نفوذ الرئيس التنفيذي للشركة.

ورغم ان زوكربيرغ ومجلس إدارته افلتا من التصويت بسبب هيكلية التصويت غير المتكافئ في الشركة، فانهما لم ينجوا من كثير من التوبيخ.

وصف مستثمر طريقة إدارة فيسبوك لبيانات المستخدمين بانتهاك حقوق الإنسان، وحذر آخر زوكربيرغ من تحويل فيسبوك إلى شركة ديكتاتورية.

وشهد الاجتماع  طرد أحد المستثمرين من الغرفة في الدقائق القليلة الأولى من الاجتماع ليصرخ قائلا "الديمقراطية لدى المستثمرين مفقودة في فيسبوك"، وذلك بعد دعوة المساهمين للتصويت ضد انتخاب زوكربيرغ لمجلس الإدارة.

وهاجم المستثمرون زوكربيرغ مستغلين هشاشة موقفه بعد فضيحة البيانات للدعوة للتغيير على رأس الشركة.

وتحول الاجتماع إلى ما يشبه ثورة مفتوحة ضد طريقة إدارة السلطة التنفيذية لمارك زوكربيرغ والتي قادت الشركة الى واحدة من أكبر الأزمات في تاريخها الممتد على مدار 14 عاما.

وقال مستثمر آخر يدعى جيمس مكريشي إنه في حال عدم إجراء تغييرات فإن فيسبوك يخاطر بأن يصبح نموذجًا لدكتاتورية الشركات، وطلب من زوكربيرغ أخذ عبرة من التاريخ والتشبه بجورج واشنطن، وليس فلاديمير بوتين.

أوضحت كريستين جانتز أنه إذا كانت الخصوصية حقا من حقوق الإنسان، كما ذكر المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت، فإنه من الواضح أن سوء إدارة فيسبوك لبيانات العملاء يعد بمثابة انتهاك لحقوق الإنسان.

ودعت إلى محاولة إصلاح هيكلية التصويت لحملة الأسهم ضمن فيسبوك، إذ يسيطر مارك زوكربيرغ بموجب الهيكلية الحالية على غالبية أسهم التصويت، وذلك على الرغم من أنه لا يمتلك أغلبية الشركة.

 

مارك زوكربيرغ
سطوة مهددة

وتملك اسهم المستثمر الشاب أضعاف قوة التصويت للأسهم المتاحة للمستثمرين العاديين.

وألقت جانتز اللوم على هذه الهيكلية التي تمنع حل المشكلات، والتي وصفتها بأنها مثال فاضح على تشكيل مجلس إدارة من قبل الرئيس التنفيذي لتلبية احتياجاته بدلاً من تلك الخاصة بالمستثمرين.

ورد مارك "لقد حدث الكثير منذ تواجدنا هنا في العام 2017"، وذلك في إشارة واضحة إلى الفضائح العديدة التي اجتاحت فيسبوك خلال الفترة الماضية مثل الفشل في التعامل مع التدخلات الروسية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وفضيحة تسريب بيانات 87 مليون مستخدم من قبل شركة كامبريدج أناليتيكا، وجوالات الاعتذار الأخيرة بعد ظهوره أمام أعضاء الكونغرس الأمريكي والبرلمان الأوروبي.

وكرر مارك زوكربيرغ نفس التأكيدات التي استخدمها أمام المشرعين الأميريكيين والأوروبيين في وقت سابق وقال "نحن نركز بشكل كبير على أن نكون أكثر شفافية"، مع الحديث حول العمل على الحد من انتشار حسابات المستخدمين المزيفة، ووقف انتشار الأخبار الكاذبة من خلال المنصة، ومحاولة ضمان نزاهة الانتخابات.

يذكر ان مشرعين روسا طالبوا بشهادة مارك زوكربيرغ أمامهم كما فعل امام الاميركيين والأوروبيين.

وذكرت صحيفة "موسكو تايمز" أنه خلال جلسة مجلس الشيوخ فى البرلمان الروسى الأربعاء، اقترح أحد الأعضاء استدعاء زوكربيرغ للشهادة حول بعض قضايا الخصوصية والتدخل الأجنبى فى الانتخابات، ورداً على ذلك، قالت رئيسة مجلس النواب فالنتينا ماتفيينكوإنها ستصدر أمرا، وأنها ستنظم الأمر.