جدري القرود يحصد الأرواح، والصحة العالمية تطمئن

فيما يشهد المرض تحولا خطيرا في مساره مع اعلان دول افريقية عن وفيات، المنظمة الدولية المعنية بالصحة تؤكد أنّ لا داعي للخوف في الوقت الراهن من أن يتحوّل انتشار فيروس جدري القردة خارج القارة الأفريقية إلى جائحة.

جنيف - فيما يشهد المرض تحولا خطيرا في مساره مع اعلان دول افريقية عن وفيات، طمأنت منظمة الصحة العالمية الإثنين إلى أنّ لا داعي للخوف في الوقت الراهن من أن يتحوّل انتشار فيروس جدري القردة خارج القارة الأفريقية إلى جائحة.

وردّاً على سؤال خلال إحاطة صحافية حول إمكانية تحوّل هذا المرض الفيروسي إلى وباء عالمي، قالت روزاموند لويس، كبيرة خبراء منظمة الصحّة في مجال جدري القرود، إنّه "في الوقت الراهن، لسنا قلقين بشأن حدوث وباء عالمي".

وأضافت "لا يزال ممكناً وقف هذا الوباء قبل أن ينتشر".

ومنذ أعلنت بريطانيا في 7 أيار/مايو تسجيل أول إصابة مؤكّدة بجدري القردة، تمّ إبلاغ منظمة الصحّة العالمية بما يقرب من 400 إصابة في حوالى 20 دولة لا يظهر فيها عادة هذا النوع من الأمراض.

لا يزال ممكناً وقف هذا الوباء قبل أن ينتشر

وقالت منظمة الصحة إنّها قلقة بشأن هذا "الوضع غير المعتاد" لكنّها طمأنت إلى أنّه ليس هناك أيّ سبب للذعر.

من جهة اخرى أعلنت السلطات الصحية في الكونغو أن 9 أشخاص لقوا حتفهم متأثرين بإصابتهم بمرض جدري القرود في 2022، بينما سجلت نيجيريا أول حالة وفاة بسبب المرض هذا العام.

وقال رئيس قسم الصحة في سانكورو في الكونغو أيمي ألونغو، الاثنين، إنه تم تأكيد 465 حالة إصابة بالمرض في البلاد، ما يجعلها واحدة من أكثر المناطق تضررا في غرب ووسط إفريقيا، حيث يتفشى المرض.

وأضاف أن استمرار المرض في الكونغو يعود إلى تناول القرود النافقة والقوارض.

كما ذكر أن "السكان يدخلون الغابة ويلتقطون جثث القرود والخفافيش والقوارض التي تعتبر مخازن لجدري القردة"، وحث المصابين بأعراض المرض على الإسراع بزيارة المراكز الصحية لعزل أنفسهم.

في غضون، ذلك سجلت نيجيريا أولى حالات الوفاة بجدري القرود هذا العام في مريض كان يعاني من مشكلات صحية مزمنة، وفقا لهيئة مكافحة الأمراض.

وأعلن المركز النيجيري لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الأحد، أنه في 2022، تأكدت إصابة 21 شخصا من 66 حالة مشتبها بها بالمرض، الذي عادة ما يستشري وبائيا في نيجيريا وأنحاء أخرى من غرب ووسط افريقيا.

وأضاف المركز النيجيري: "سجلت الوفاة في مريض عمره 40 عاما كان يعاني من أمراض اخرى وكان يتناول أدوية مثبطة للمناعة".

وجدري القردة بحسب منظمة الصحة العالمية مرض فيروسي نادر حيواني المنشأ (يُنقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان)، وتماثل أعراض إصابة الإنسان به تلك التي يعاني منها المصابون بالجدري، ولكنّها أقلّ شدّة.

ويُصاب بعض المرضى بتضخّم في العقد اللمفاوية قبل ظهور طفح جلدي، وهي سمة تميّز جدري القردة عن سائر الأمراض المماثلة.

ولا يوجد أيّ علاج أو لقاح متاح حالياً لمكافحة هذا الفيروس، لكنّ التطعيم ضدّ الجدري أثبت نجاعة عالية في الوقاية من جدري القردة.

وتمّ اكتشاف جدري القردة للمرة الأولى في جمهورية الكونغو الديموقراطية عام 1970، وأُبلِغ منذ ذلك الحين عن معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب أفريقيا.

وبدأت بعض الدول في تقديم لقاحات للمخالطين وثيقي الصلة بالحالات المؤكدة.