جرعة نوستالجيا مكثفة للتسعينات في ' ريقو'

المسلسل المصري يلاقي نجاحا غير متوقع برهانه على تقديم معالجة فنية ترصد احولات أصابت جيل التسعينات من القرن الماضي وخاصة من اختاروا الموسيقى طريقا.

القاهرة - لاقى "ريڤو" ثاني مسلسلات منصة "وانش إت" المصرية نجاجا غير متوقع رغم عدم اعتماده على أسماء فنية مشهورة أو حتى نجوم من الممثلين الشباب ورهانه بدل ذلك على وصفة حنين تجذب خصوصا مواليد السبعينيات أو الثمانينيات الذين تزامنت مراهقتهم وشبابهم مع فترة التسعينيات.

وحقق المسلسل نسب مشاهدة واسعة، واحتل الترند على محركات البحث، وطالب بعض مشاهديه بسرعة تنفيذ جزء ثان منه.

وجمع المسلس ثلة من النجوم الشباب بهدف تقديم معالجة فنية ترصد التحولات التي أصابت جيل التسعينات من القرن الماضي وخاصة أولئك الذي اختاروا الفن والموسيقى طريقا لهم.

والمسلسل المكون من 10 حلقات، من بطولة أمير عيد، تامر هاشم، حسن أبوالروس، ركين سعد، سارة عبدالرحمن، ملك حجازي، صدقي صخر، مينا النجار، محسن محيي الدين، عمرو جمال، محمد المولى، هشام الشاذلي، حسام حسني، وهو من تأليف محمد ناير، وإخراج يحيى إسماعيل.

وعنوان "ريڤو" يحيل إلى نوع من الحبوب المسكنة التي كانت منتشرة في مصر بكثرة في التسعينات، وكان الناس يحملونها معهم في حقائبهم ويعتقدون أنها علاج لأغلب الأمراض.

وسبق التقديم للمسلسل بالإعلان أنه يدور حول فرقة موسيقية شهيرة في التسعينات، ويرصد العديد من التحولات التي أصابت هذا الجيل بعد أكثر من عشرين سنة، ما بين المرض النفسي والهجرة وفقدان الحس الموسيقي والموت الذي يخطف كل مرة واحدا من أبناء جيل التسعينات دون أن يحقق شيئا يذكر في حياته.

وتدور الأحداث حول الفتاة مريم حسن فخرالدين التي تسعى إلى اكتشاف حقيقة علاقة والدها المؤلف الكبير بفرقة "ريفو" الموسيقية التي ذاع صيتها في التسعينات لتكتشف أن هناك سرا أخفاه طوال السنوات الماضية.

تحاول الفتاة أن تتأقلم على فقد والدها الذي مثل كل معاني الجمال في حياتها، وبفقده تفقد ذاتها، إلى أن تكتشف أنها كانت تحيا أكذوبة سواءً كحبيبة أو صديقة أو حتى في مجال عملها الذي تحبه.

وتؤدي ركين سعد دور مريم بنت المؤلف حسن فخرالدين، فيما يؤدي صدقي صخر شخصية مروان سامي، وهو شاب مهووس بالموسيقى يبحث عن ذاته، أما سارة عبدالرحمن فتقوم بدور ياسمين رحمي.

خلال عشر حلقات استطاع محمد ناير أن يأخذ المشاهدين وخاصة من جيل التسعينات في رحلة حنين للماضي الجميل، لزمن أشرطة الكاسيت، والفرق الموسيقية، وأغاني "الأندرغراوند"، والمراهقة الصاخبة بكثير من الحب للموسيقى والمشاهير من الموسيقيين.

ولبلوغ كل ذلك، انطلق المؤلف من تيمة فقدان الأب وكيف تؤثر على حياة الابن المراهق، ليس فقط من ناحية التأثيرات النفسية السلبية وإنما أيضا ما يتعلق بمحاولات التحرر من الانتماء إلى الأجيال السابقة، فموت الأب أو الأم قد يكون أحيانا نقطة انطلاق نحو عيش حياة لا تشبه ضوابط الأجيال الأكبر سنا.

وجعل المؤلف من قصة شادي المطرب الرئيسي لفرقة "ريڤو"، نموذجا عن الشغف ومدى تأثير فقدانه على حياة الفنان وأعضاء فرقته وحيواتهم جميعا، فكان حلمه حلم الجميع، ونهايته الأليمة صدمة جعلتهم يفيقون على واقع أليم لا يستطيعون الانتماء إليه. فالفن بالنسبة إلى البعض هو المساحة الخاصة والفعل الذي يرون من خلاله الواقع ويحاولون تجميله هربا من بشاعته القاسية.

ونجاح مسلسل "ريڤو" شهادة ميلاد للمخرج يحيي إسماعيل، الذي دخل عالم الدراما بعد سنوات من العمل في الإعلانات.

واهتم المخرج بتفاصيل المسلسل والحقبة الزمنية التي يحكي عنها، وخاصة الملابس والألوان وتسريحات الشعر والأغنيات التي أضافت للعمل وكانت إحدى ركائز شعبيته واستطاعت محاكاة تلك الفترة الزمنية.

كما تميّز سيناريو العمل بالكثير من الغموض رغم بساطة الحبكة الدرامية، وسهولة الانتقال بين الماضي والحاضر من دون إرباك.

يذكر ان مسلسل "تحقيق" هو اول اعمال المنصة المصرية "وانش إت".

ويجمع العمل الدرامي بين التشويق والإثارة وإن اعتمد على حبكة غير تقليدية، ضم 12 حلقة تم ضخها جميعا دفعة واحدة، وليس حلقة بحلقة، تجنبا للملل واقتداء بالمنصات العالمية الأخرى.

ودار المسلسل حول رواية تستفز مجموعة من الأشخاص لارتكاب جرائم قتل في سبيل خلق التوازن في حياتهم، بينما يحاول مجموعة من الشباب الوصول إلى كاتب الرواية لمنع وقوع تلك الجرائم.