جريمة إرهابية جديدة تستنفر فرنسا
باريس - تعيش فرنسا حالة من الصدمة على اثر اكتشاف جثة مدرس تاريخ فرنسا مقطوعة الرأس في عملية اعتبرها وزير التعليم جون ميشيل بلونكير هجوما على الأمة الفرنسية، معلقا في تغريدة على حسابه بتويتر بالقول "وحدتنا وعزمنا هي الردود الوحيدة لدينا في مواجهة هول إرهاب الإسلاميين".
وأفادت النيابة العامة لمكافحة الإرهاب في فرنسا، أنها فتحت تحقيقا في حادثة قطع رأس رجل بمنطقة كونفلان سان أونورين، قرب باريس.
وأعلنت في بيان الجمعة، أن المشتبه به بارتكاب الجريمة، أصيب بجروح بالغة برصاص الشرطة في مدينة مجاورة، بحسب موقع "فرانس 24" المحلي، بينما لم تعلن النيابة مزيدا من التفاصيل عن هوية المشتبه به أو الضحية.
وأضاف البيان أن النيابة فتحت التحقيق على خلفية "ارتكاب جريمة مرتبطة بعمل إرهابي ومجموعة إجرامية إرهابية".
ووقعت الحادثة حوالي الساعة الخامسة عصرا بالتوقيت المحلي (15:00 ت.غ) قرب إحدى المدارس في المنطقة المذكورة.
وعقب الواقعة، قرر وزير الداخلية جيرالد دارمانان المتواجد في المغرب، العودة فورا إلى باريس.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيتوجه مساء الجمعة إلى كونفلان سانت أونورين في شمال غرب باريس حيث وقعت جريمة قُطع رأس أستاذ تاريخ بعد الظهر على يد مهاجم أردته الشرطة.
وكان ماكرون قد زار سابقا خلية الأزمة التي شُكّلت بعد الحادثة في وزارة الداخلية.
ونقلت فرانس 24 عن النيابة العامة أن الشرطة الجنايات كانت قد تلقت نداء لملاحقة مشتبه به يتجول حول مؤسسة تعليمية في كونفلان سان أونورين.
وأضافت أن الشرطة عثر على الضحية على بعد مئتي متر، في محلة إيرانيي وحاولوا توقيف رجل كان يحمل سلاحا أبيض ويهددهم فأطلقوا النار عليه وتم تطويق المكان واستقدام عناصر قسم إزالة الألغام للاشتباه بوجود حزام ناسف، موضحة أيضا أن الضحية أستاذ تاريخ كان عرض رسوما كاريكاتورية للنبي محمد.
وتأتي هذه الجريمة التي يتعامل معها المحققون على أنها عمل إرهابي بالتزامن مع محاكمة متهمين مفترضين في الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو في العام 2015.
وتأتي هذه الحادثة أيضا بعد أسابيع قليلة من هجوم شنه شخص وأصاب فيه اثنين ظنا منه أنهما يعملان في الصحيفة.
وتعرضت فرنسا لعدة اعتداءات إرهابية طعنا من بينها هجوم في 25 سبتمبر/أيلول حين هاجم رجل مسلح بساطور شخصين وأصابهما بجروح خطيرة في هجوم إرهابي مفترض أمام المقر السابق لأسبوعية تشارلي إيبدو الساخرة في باريس بعد ثلاثة أسابيع على بدء جلسات محاكمة شركاء مفترضين لمنفذي الاعتداء الدامي على موظفي المجلة عام 2015.
وفي 4 أبريل/نيسان شنّ لاجئ سوداني عمره 33 عاما هجوما بسكين في بلدة رومان سور إيزير بجنوب شرق فرنسا، في وضح النهار وأسفر الهجوم عن مقتل شخصين.
وتم توقيف المعتدي من دون مقاومة، فيما فتح القضاء تحقيقا في "ارتكاب جرائم قتل ومحاولات قتل على علاقة بمشروع إرهابي".
وفي 4 يناير/كانون الثاني قُتل رجل في حديقة جنوب باريس كان يسير مع زوجته طعنا بسكين فيما أصيب آخرين قبل أن تقتل الشرطة المهاجم. ويتولى محققو قضايا مكافحة الإرهاب التحقيق في أعقاب أدلة على أن الشاب ناتان سي. البالغ 22 عاما كان قد اعتنق الإسلام مؤخرا.
وفي أكتوبر/3 تشرين الأول 2019 قتل ميكايل هاربون خبير الكمبيوتر البالغ 45 عاما في دائرة المعلومات في مركز شرطة باريس، أربعة من زملائه بسكيني مطبخ.
واستمر الاعتداء 30 دقيقة قبل أن يرديه أحد ضباط الشرطة. وتبين لاحقا أن هاربون اعتنق الإسلام قبل نحو 10 سنوات وكان قريبا من التيار السلفي.
12 مايو/ايار 2018 قام مسلح يدعى حمزة عظيموف البالغ 20 عاما فرنسي من أصل شيشاني بطعن رجل (29 عاما) حتى الموت في حي أوبرا المكتظ في باريس قبل أن يلقى مصرعه على يد الشرطة، فيما تبنى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن الهجوم.
وفي الأول من أكتوبر/تشرين الأول2017 قام شاب تونسي عمره 29 عاما بقتل شابتين طعنا في محطة القطارات الرئيسية في مرسيليا (جنوب) قبل أن يرديه جنود. وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية الاعتداء.
وفي 26 يوليو/تموز 2016 قُتل كاهن عمره 85 عاما ذبحا في عملية احتجاز رهائن نفذها رجلان في كنيسة في سانت اتيان دو روفريه في شمال غرب فرنسا. وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية الاعتداء.
وفي 13 يونيو/حزيران 2016 قتل رجل عمره 25 عاما شرطيا وزوجته في منزلهما في ماغنانفيل غرب باريس أمام ابنهما الصغير وقامت شرطة التدخل السريع بقتل المهاجم بعد تبنيه العملية على وسائل التواصل الاجتماعي باسم تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي 26 يونيو/حزيران 2015 قام مهاجم عمره 35 عاما بذبح رب عمله وتعليق رأسه المقطوع على سياج وبالقرب منه علمين إسلاميين في كانتان فالافييه بجنوب شرق فرنسا.
وتعرضت فرنسا لأعنف الاعتداءات الإرهابية في 2015 قتلت خلالها مجموعة من الإرهابيين وأصابت أكثر من 300 شخص في اعتداءات مسلحة تبنها تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي 14 يوليو/تموز 2016 قام متطرف بدهس حشود في مدينة نيس بشاحنة بضائع مخلفا 84 قتيلا.