حراك في ملف الذاكرة يسبق زيارة تبون المحتملة لفرنسا

أعضاء اللجنة المشتركة الجزائرية الفرنسية للتاريخ والذاكرة يزورون مواقع تاريخية من بينها قصر أمبواز.

باريس - تعقد لجنة الذاكرة الجزائرية الفرنسية حول فترة الاستعمار حاليا جولة جديدة من الاجتماعات في باريس، فيما يسعى البلدان إلى طيّ صفحة النزاع بشأن الفترة الاستعمارية وسط تباين في الرؤى بشأن هذا الملفّ، في وقت لا تزال الشكوك تحيط بزيارة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون إلى فرنسا بعد أن تأجلت مرّتين العام الماضي.

وأفادت صحيفة 'الخبر' الجزائرية بأن أعضاء اللجنة المشتركة الجزائرية الفرنسية للتاريخ والذاكرة زاروا مواقع تاريخية ومراكز الأرشيف كما أدوا زيارة إلى قصر أمبواز بفرنسا، متوقعة أن تصدر اللجنة في ختام جولتها الجديدة بيانا يكشف التفاهمات التي قد يتم التوصل إليها بين الجانبين.

وكان أعضاء اللجنة قد اتفقوا في مناسبة سابقة على استرجاع كافة الممتلكات التي ترمز إلى سيادة الدولة الجزائرية ومن بينها المتعلقة بالأمير عبدالقادر وقادة المقاومة والجماجم المتبقية ومواصلة التعرف على الرفات التي تعود إلى القرن التاسع عشر.

ووفق المصدر نفسه فقد تم الاتفاق على تسليم مليوني وثيقة مرقمنة خاصة بالفترة الاستعمارية و29 لفّة و13 سجلا من الأرشيف المتبقي الخاص بالفترة العثمانية.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني عقدت لجنة الذاكرة الجزائرية الفرنسية حول فترة الاستعمار أول اجتماع لها في الجزائر، دون التوصل إلى قرارات ملموسة، فيما اقتصرت التوافقات بين أعضاء اللجنة على ترحيل أغلب النقاط الخلافية إلى الاجتماع القادم.

وأشارت صحيفة 'الخبر' حينها إلى أن "الجانب الجزائري تمسّك بضرورة تسلّم أرشيف البلاد المحول إلى فرنسا قبيل استقلال الجزائر، وتم التوصل إلى تفاهم بين الجانبين على تسليم أكثر من مليوني وثيقة أرشيفية مرقمنة، إضافة إلى تسهيل الوصول والاطلاع على الأرشيف بالنسبة إلى الباحثين الجزائريين".

ولطالما شكّلت الفترة الاستعمارية قضية شدّ جذب بين الجزائر وفرنسا، إذ تطالب السلطات الجزائرية باعتراف رسمي من باريس بجرائم الاستعمار، بينما يشدد مسؤولون فرنسيون على ضرورة طيّ هذه الصفحة.

ولم تغادر العلاقات الجزائرية الفرنسية مربّع التوتر والتصعيد، فيما وصفها تبون في مناسبة سابقة بـ"المتذبذبة'. وتحدث أحمد عطاف وزير الخارجية الجزائري الشهر الماضي عن ترتيبات لزيارة تبون إلى فرنسا، مؤكدا أنها لا تزال محلّ تحضير دون الإشارة إلى أي تاريخ لإجرائها.

وقال عطّاف في حوار لقناة الجزيرة القطرية إن "البرنامج كان يتضمن زيارة إلى قصر أمبواز"، مشيرا إلى أن "الجزائر طلبت من فرنسا تسليمها سيف وبُرنس الأمير عبدالقادر في سباق الرمزيات المتعلقة بالزيارة غير أن ذلك قوبل بالرفض".

بدوره نفى تبون إلغاء زيارته إلى فرنسا بسبب الأزمات الدبلوماسية، مشيرا إلى أن "سبب التأجيل كان يتعلق بأجندة الزيارة التي يرفض أن تكون سياحية"، وفق موقع 'ألترا' الجزائري.