حزب الله يقرُّ بوقوع عدد من مقاتليه أسرى لدى إسرائيل
بيروت - أقرّ محمد عفيف مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله خلال مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء بأن إسرائيل أسرت عددا من مقاتلي الجماعة، محمّلا الدولة العبرية مسؤولية سلامتهم، بينما أعلن عن تبنيّ الحزب للهجوم الذي استهدف منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نهاية الأسبوع الماضي.
وقال إن الجماعة اللبنانية لن تجري مفاوضات في ظل استمرار القتال، مضيفا "ما لا يؤخذ بالنار لا يعطى بالسياسة"، متابعا "في ما يتعلق بقضية الأسرى الذين يحتجزهم العدو حاليا، أقول: أعلم أن إسرائيل ليس لديها التزام بأخلاقيات الحروب والمواثيق الدولية ولكنهات تتحمل مسؤولية الحفاظ على حياة الأسرى وصحتهم ونطالب الصليب الأحمر الدولي بالتأكد من ذلك".
وأعلن الجيش الإسرائيلي قبل أسبوع أنه أسر ثلاثة عناصر من حزب الله، ما يرفع عدد المقاتلين الذين أعلن أسرهم منذ بدئه العمليات البرية في جنوب لبنان أواخر سبتمبر/أيلول، إلى أربعة.
ولم يشر الجيش إلى اليوم الذي تم فيه أسر العناصر، بينما لم يصدر أي إعلان عن حزب الله بهذا الشأن.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الأحد أسر مقاتل في حزب الله في نفق في جنوب لبنان، وذلك للمرة الأولى منذ بدء العمليات البرية في 30 سبتمبر/أيلول.
وعن استهداف منزل نتنياهو قبل أيام، قال عفيف خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في الضاحية الجنوبية لبيروت "تعلن المقاومة الإسلامية عن مسؤوليتها الكاملة والتامة والحصرية عن عملية قيسارية واستهداف منزل مجرم الحرب وزعيم الفاشية الصهيونية".
وأضاف أن "عيون مجاهدي المقاومة الإسلامية ترى وأذانهم تسمع فإن لم تصل إليك أيدينا في المرة السابقة فإن بيننا وبينك الأيام والليالي والميدان".
وبعد دقائق من المؤتمر الصحافي لعفيف، تعرضت الضاحية الجنوبية لغارة اسرائيلية، وذلك بعد وقت قصير من إنذار اسرائيلي بإخلاء مبنى في منطقة قريبة.
ويأتي تبنّي حزب الله لهذا الهجوم بعد أيام من اتهام نتنياهو حزب الله بمحاولة اغتياله وأعلن مكتبه في بيان إن "مسيّرة أطلقت نحو مسكن رئيس الوزراء في قيساريا"، مضيفا أن نتنياهو وزوجته ''لم يكونا هناك ولم يوقع الحادث ضحايا".
وقال نتنياهو لاحقا في بيان "حزب الله، حليف إيران الذي حاول اغتيالي أنا وزوجتي اليوم ارتكب خطأ كبيرا ... أقول للإيرانيين وشركائهم في محور الشر: كل من يمس مواطني دولة إسرائيل بسوء سيدفع ثمنا باهظا".
بدورها أكدت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة السبت أن حزب الله اللبناني هو من نفّذ الهجوم بالمسيّرة على مقر إقامة نتنياهو، وفي وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية "إرنا".
وأعلن عفيف أن مؤسسة القرض الحسن التي تعرّضت مقراتها في جنوب لبنان وشرقه وفي الضاحية الجنوبية لبيروت لقصف اسرائيلي ليل الأحد، تحسّبت لهذا القصف وستفي "بالتزاماتها" للمودعين.
وقال عفيف "أقول باسم إدارة مؤسسة القرض الحسن إنها قد تحسبت لمثل هذا العدوان واتخذت احتياطاتها كافة وستقوم بكل ما هو واجب وضروري للإيفاء بالتزاماتها تجاه المودعين والمستفيدين".
وفي سياق متصل أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الثلاثاء أن هناك حاجة إلى إحداث تغيير أمني وسياسي في لبنان للسماح للإسرائيليين النازحين بالعودة بأمان إلى منازلهم في شمال إسرائيل.
وقال نتنياهو أيضا إن إسرائيل تعمل جاهدة على إعادة الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة وإن القضاء على رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يحيى السنوار "قد يكون له تأثير إيجابي على عودة الرهائن وتحقيق جميع أهداف الحرب واليوم التالي لها".