حفتر يتفق مع موسكو على حل سياسي يحفظ سيادة ليبيا

وزير الدفاع الروسي وقائد الجيش الوطني الليبي يتفقان على ضرورة تنفيذ قرارات مؤتمر برلين، ورفض التدخل الخارجي في ليبيا حفاظا على استقلالها وسيادة ترابها.

موسكو - اجتمع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو اليوم الأربعاء في موسكو لبحث الوضع في ليبيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الجانبان شددا على أهمية المباحثات التي جرت في 13 يناير في موسكو لإرساء نظام وقف إطلاق النار وإطلاق عملية تطبيع الوضع في ليبيا.

وأضافت أن الطرفان أكدا على ضرورة تنفيذ قرارات مؤتمر برلين، وعلى عدم وجود بديل للطرق السياسية من أجل تسوية الأزمة الليبية، والحفاظ على استقلال ووحدة وسيادة ليبيا.

ويأتي لقاء حفتر ووزير الدفاع الروسي بعد يوم من لقاء مماثل جمعه بالسفير الأميركي ريتشارد نورلاند في مقر القيادة العامة بمنطقة الرجمة قرب بنغازي شرقي ليبيا. وهي أول زيارة لمبعوث أميركي لشرق ليبيا منذ مقتل السفير الأميركي في هجوم ألقي باللوم فيه على فصيل إسلامي في عام 2012.

وقال بيان للجيش الليبي إن حفتر ونورلاند بحثا سبل مكافحة الإرهاب وتأمين ليبيا وحفظ سيادتها.

وأضاف أن حفتر أكد خلال اللقاء على "تمسك الجيش الوطني بالثوابت الوطنية التي تنص على تأمين التراب الليبي وإنهاء سيطرة الإرهابيين وإخراج المرتزقة الذين جلبهم الغزو التركي".

وكانت الأمم المتحدة أعلنت أن طرفي النزاع في ليبيا استأنفا، الثلاثاء محادثات عسكرية بوساطة أممية بهدف إنقاذ الهدنة الهشة في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، لكن حكومة الوفاق التي تدعمها تركيا سياسيا وعسكريا أعلنت فجأة تعليقها المشاورات بشأن وقف إطلاق النار بعد استهداف الجيش الليبي مستودع للأسلحة أرسلتها تركيا للميليشيات في طرابلس.

وقصف الجيش الوطني الليبي الثلاثاء ميناء طرابلس قائلا في بادئ الأمر إنه استهدف سفينة تركية تنقل أسلحة لكنه أوضح لاحقا أنه قصف مستودعا للذخيرة والأسلحة التركية، في خرق واضح وخطير لقرار حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة في ليبيا.

وسبق أن حذر الجيش الليبي من انتهاك الميلشيات لقرار وقف إطلاق النار، الأمر الذي عطل التوصل إلى تسوية سياسية بين أطراف النزاع، بسبب إصرار تركيا على نقل السلاح وفرض وصايتها على حكومة فائز السراج.

وقال مصدر لرويترز الأربعاء إن مبعوث الأمم المتحدة الخاص بليبيا غسان سلامة يحاول حاليا إنقاذ المحادثات في جنيف واستئنافها.

وأضاف المصدر أن "سلامة  يحاول منع انهيار المحادثات معتبرا رد فعل حكومة الوفاق "احتجاجا" وليس بالضرورة انسحابا كاملا من المحادثات.

من جهته حدد مجلس النواب الليبي 12 مبدأ تمثل الثوابت الوطنية للمشاركة في المسار السياسي بجنيف المزمع عقده 26 فبراير/شباط الجاري كأحد مخرجات مؤتمر برلين.

واتفقت الدول الكبرى والمعنية بالملف الليبي خلال مؤتمر برلين الذي عقد في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، على 3 مسارات عسكرية واقتصادية وسياسية لحل هذه الأزمة الممتدة منذ عام 2011.

ويتضمن المسار السياسي اختيار 40 شخصية ليبية منهم 13 نائبا عن البرلمان الليبي المنتخب ومقره طبرق و13 آخرون مما يعرف بـ"مجلس الدولة"  الذي يسيطر عليه الإخوان في طرابلس، بالإضافة إلى 14 شخصية عامة وإعلامية يختارهم المبعوث الأممي غسان سلامة.