حفتر يهدد باللجوء إلى القوة لحماية ليبيا من الانزلاق نحو الهاوية

أشار حفتر إلى أن "المصلحة الوطنية تدفع لتوحيد الصفوف وتعزيز الثقة لمواجهة التحديات التي تتعرض لها البلاد".

طرابلس - طالب المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، القوى المدنية في ليبيا بـ"جمع شتاتها وتقدم الصفوف لاستعادة الوطن وكرامته"، معتبرا أن البلاد "انزلقت إلى نفق مظلم على يد السياسيين والمتصارعين من عبدة الكراسي".

وألقى حفتر مساء الاثنين، كلمة أثناء زيارته لمدينة "غات" بأقصى جنوب غرب البلاد، أوضح فيها أن "معركة الشعب هي معركة تحرير شامل ضد الفساد والعبث السياسي، ولا بد من خوضها شعبا وجيشا"، مؤكدا في ذات الوقت على "جاهزية الجيش لحماية الشعب وقواه الوطنية والمدنية الحية".

 وأشار حفتر إلى أن "المصلحة الوطنية تدفع لتوحيد الصفوف وتعزيز الثقة لمواجهة التحديات التي تتعرض لها البلاد".

 وحث حفتر الشعب الليبي بكل مكوناته على الاستعداد لحسم الأمور لصالحه، معقبا: "لقد جئنا لنعرض ما يتحتم علينا القيام به وما يجب تجنبه، فقد صرنا أمام طريقين، إما طريق المستقبل الزاهر وإما الانزلاق نحو الهاوية".

وتشهد ليبيا خلافا وانقساما سياسيا كبيرا حيث تحكم العاصمة طرابلس والمدن المجاورة حكومة عبدالحميد الدبيبة وتسيطر الحكومة المكلفة من مجلس النواب على شرق ليبيا وجنوبها، ووسط هذا الانقسام المؤسساتي عجزت بعثة الأمم المتحدة والشركاء الدوليون على إجراء انتخابات في ليبيا رغم كل جلسات الحوار بين الفرقاء التي رعتها الأمم المتحدة.

وفي سياق متصل بحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، "المأزق" السياسي الذي أثر سلبا على الوضع الأمني الهش في ليبيا.

جاء ذلك وفق بيان أصدره ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية، عقب اجتماع مغلق لغوتيريش والمنفي، في وقت متأخر مساء الاثنين بتوقيت نيويورك.

وذكر البيان، أن الجانبين "ناقشا آخر التطورات في ليبيا بما في ذلك المأزق السياسي الذي أثر سلبا على الوضع الأمني الهش في البلاد".

وأضاف البيان الذي اطلعت عليه الأناضول، أن الجانبين "تبادلا وجهات النظر حول أهمية تهدئة التوترات والانخراط في حوار حقيقي لإيجاد طريق توافقي لإجراء الانتخابات".

وأثنى الأمين العام، بحسب البيان، على "المنفي لجهود مجلس الرئاسة في المصالحة الوطنية الليبية".

وأثارت الخلافات بين الأطراف الليبية مخاوف من تحولها إلى حرب في ظل التحشيد المسلح المستمر في طرابلس من قبل قوات مؤيدة للحكومتين، ففي 16 مايو/ أيار الماضي، وقعت اشتباكات مسلحة بينها عقب دخول باشاغا للعاصمة آنذاك قبل الانسحاب منها.

وفي سياق المساعي الدولية لتهدئة الأوضاع في ليبيا، أكد سفير ألمانيا لدى ليبيا ميِخائيل أونماخت، خلال لقائه قبل يومين، رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، على الجهود الدولية لمساعدة ليبيا في استئناف عمليتها السياسية والانتخابية من أجل تحقيق السلام والاستقرار والازدهار.

وأوضح أونماخت في تغريدة له بموقع تويتر نقلتها بوابة أفريقيا الإخبارية السبت أن لقاءه مع الدبيبة كان بناء وجرى خلاله مناقشة آخر التطورات السياسية في ليبيا.

وكان سفير ألمانيا أعلن الجمعة أنه بحث مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي نتائج اجتماع مجموعة P2+2+3 في برلين لتوحيد جهود المجتمع الدولي لحل الأزمة السياسية في ليبيا.

وثمن سفير ألمانيا جهود المجلس الرئاسي في إيجاد توافق حول القاعدة الدستورية للوصول إلى الانتخابات.