حماس: إسرائيل لن تتمكن من اطلاق سراح الرهائن حتى لو اجتاحت رفح

سموتريتش يدعو لاغتيال قادة حماس وتدمير قطاع غزة بالكامل بعد حديث عن تفاصيل مبادرة إسرائيلية جديدة لعقد صفقة تبادل.
حماس تؤكد أنها تعمل ليل نهار على مرحلة ما بعد الحرب

غزة - أكد غازي حمد عضو المكتب السياسي لحركة حماس الخميس أن الهجوم العسكري الإسرائيلي المحتمل على رفح في جنوب قطاع لن يحقق للدولة العبرية "ما تريده".
وأوضح القيادي في حماس الموجود في قطر والذي أجري الاتصال به من قطاع غزة "حتى لو دخلت (إسرائيل) واجتاحت رفح فلن تحقق ما تريد، فهي أمضت ما يقرب 7 أشهر في غزة واجتاحت كل المناطق ودمرت الكثير لكن حتى الآن لم تستطع أن تحقق شيئاً من هدفيها الرئيسيين، سواء القضاء على حركة حماس أو استعادة" الرهائن الذين خطفهم مقاتلون فلسطينيون خلال هجوم حماس غير المسبوق داخل إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وتقوم قطر بوساطة إلى جانب الولايات المتحدة ومصر من أجل التوصل إلى هدنة في قطاع غزة تسمح بالإفراج عن الرهائن في مقابل الافراج عن معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وأضاف "تحدثنا مع كل الأطراف التي لها علاقة بالصراع القائم سواء الأخوة في مصر أو قطر أو أطراف عربية وأخرى دولية، بخطورة اجتياح رفح وأن إسرائيل ذاهبة باتجاه ارتكاب مجازر إضافية وإبادة جماعية إضافية".
بعد أكثر من ستة أشهر على اندلاع الحرب مع معارك شرسة على الأرض وعمليات قصف كثيفة ألحقت دمارا هائلا في قطاع غزة الذي تسكنه 2.4 مليون نسمة، تعتبر إسرائيل أن رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع عند الحدود مع مصر تشكل المعقل الأخير لمقاتلي حماس.
ويؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن الهجوم على رفح أساسي للقضاء على حماس وهو هدف رئيسي للحرب التي تشنها إسرائيل في غزة.
واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق شنته الحركة الإسلامية الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي داخل إسرائيل وأسفر عن مقتل 1170 شخصا غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وقد خطف اكثر من 250 شخصا خلال الهجوم واقتيدوا إلى قطاع غزة حيث لا يزال 129 منهم محتجزين، وقد قضى 34 منهم بحسب مسؤولين إسرائيليين.
ردا على ذلك تعهدت إسرائيل "القضاء" على حركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ العام 2007، وتصنفها الدولة العبرية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خصوصا، حركة "إرهابية".
وأسفرت حملتها العسكرية المركزة في قطاع غزة عن سقوط 34305 قتلى غالبيتهم من المدنيين بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
والخميس اجتمعت حكومة الحرب الإسرائيلية للإعداد لهجوم رفح رغم المعارضة الدولية الواسعة ولا سيما من جانب الولايات المتحدة حليفة إسرائيل الكبرى.
وتخشى الأسرة الدولية من سقوط الكثير من الضحايا في رفح التي يقيم فيها راهنا بحسب الأمم المتحدة 1,5 مليون شخص بينهم مليون نازح جراء القتال في قطاع غزة.
وأكد غازي حمد "المفاوضات عالقة حتى الان، لا يوجد أي تقدم بسبب التّعنت الإسرائيلي والقرار الإسرائيلي بعدم الدخول في مفاوضات جدية".
ورأى "من الواضح وبشكل صريح من تصريحات الجانب الإسرائيلي بدءًا من نتانياهو إلى أصغر وزير يقولون دائماً إنه لا بد من الاستمرار في الحرب ولا بد من اقتحام رفح ولا بد من تدمير حركة حماس، فالواضح لا توجد لديهم نية للاستمرار في المفاوضات".
ومضى يقول "نحن قدمنا مواقفنا للوسطاء بشكل واضح وصريح" موضحا "القضايا التي يتم التفاوض عليها بالنسبة لنا واضحة، القضية الأولى يجب أن يكون هناك وقف إطلاق نار شامل ودائم وأن ينتهي العدوان على قطاع غزة، القضية الثانية أن يكون هناك انسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، القضية الثالثة عودة جميع النازحين إلى أماكن سكنهم".
وشدد على أن المقترح الإسرائيلي الأخير "لا يلبي المطالب الأساسية" لحركة حماس.

مخاوف على حياة 1.4 مليون شخص في رفح
مخاوف على حياة 1.4 مليون شخص في رفح

واتهم حمد رئيس الوزراء الإسرائيلي ب"المماطلة" مؤكدا "يحاول فقط خداع الجمهور الإسرائيلي أن هناك مفاوضات وخداع المجتمع الدولي أيضاً بأن هناك مفاوضات ويحاول أن يقلب الحقيقة بأن حماس هي العقبة في هذه المفاوضات".
وفي وقت سابق الخميس قال الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد منسر إن حماس تشعر ب"التشجيع" من جانب "بعض الأطراف الإقليمية" لذا فهي "تبتعد عن المفاوضات". وأكد غازي حمد أيضا أن حماس " تعمل ليل نهار" على "مرحلة ما بعد الحرب".
واوضح "لدينا اتصالات كثيرة مع دول ومؤسسات وجمعيات خيرية وقطعنا في ذلك شوطاً كبيراً، نحن أيضاً نعمل لمرحلة ما بعد الحرب من أجل أن يكون هناك جهد كبير جداً من أجل إعادة إعمار قطاع غزة وتوفير مقومات الحياة الكريمة" فيه.
ودعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الخميس، جهاز الاستخبارات (الموساد) إلى اغتيال قادة حركة "حماس" وتدمير قطاع غزة بالكامل وذلك في سلسلة منشورات عبر منصة "إكس"، عقب كشف إعلام عبري تفاصيل مبادرة إسرائيلية طرحها فريق التفاوض (يضم الموساد وجهاز الأمن العام "الشاباك" والجيش)، على مجلس الحرب مساء الخميس، بشأن صفقة تبادل أسرى مع حماس.
وقال سموتريتش "آن الأوان لكي يعود الموساد إلى القيام بما تدرب عليه، تصفية قادة حماس في كل أنحاء العالم، وليس (الانخراط في) مفاوضات تجري بشكل غير مسؤول وتضر بأمن إسرائيل".
وأعرب الوزير رئيس حزب "الصهيونية الدينية" عن رفضه لأي تفاوض مع حماس حول صفقة لتبادل الأسرى، قائلا "يجب أن نتحدث مع حماس، من الآن فصاعدا فقط بالقذائف والقنابل".
ودعا إلى اجتياح رفح جنوب قطاع غزة "بأقصى سرعة وبأقوى ما يمكن، والاستمرار في جميع أنحاء القطاع حتى تدميره بالكامل".
وختم سموتريتش بالقول "هذا أمر ضروري لأمن إسرائيل، كما أنه الفرصة الوحيدة لإعادة المختطفين، يكفي تضييع الوقت والتخبط".
وفي اجتماع استمر لأكثر من ساعتين ونصف، بحث مجلس الحرب الإسرائيلي، الخميس، مبادرة جديدة للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى مع حماس، وفق إعلام عبري.
وقالت القناة 13 العبرية إن المبادرة تتضمن مطالبة إسرائيل حماس بالإفراج عن أكثر من 20 أسيرا إسرائيليا تشمل كبار السن والنساء والمجندات والمرضى.
وأضافت "ليس من المؤكد أن الصفقة ستشمل 40 مختطفا كما أرادت إسرائيل في الأسابيع الماضية".
وتابعت القناة "بالإضافة إلى ذلك، ستشمل الصفقة وقف إطلاق النار لعدة أسابيع، وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، بما في ذلك من ممر نتساريم (أقامته إسرائيل قرب مدينة غزة ويفصل شمال القطاع عن جنوبه) وهو ما رفضته إسرائيل حتى الآن".
وأشارت إلى أن مصر تستعد للدفع نحو الصفقة، وسيصل وفد مصري إلى إسرائيل غدا الجمعة لبحث التفاصيل.

وفي سياق متصل نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين القول إن مسؤولين من إسرائيل أبلغوا نظراءهم من مصر اليوم الجمعة بأن إسرائيل مستعدة لمنح "فرصة واحدة أخيرة" للتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن قبل المضي قدما في غزو رفح.

وقال أحد المسؤولين لأكسيوس "أبلغت إسرائيل مصر بأنها جادة في الاستعدادات لشن العملية في رفح وأنها لن تسمح لحماس بالتباطؤ".