حماس تبحث عن كهربائي لحل مشكلة الشرارات في مستودعاتها ‎

السلاح الفلسطيني في المخيمات يفتح الباب لتدخل الدولة اللبنانية. هل هذا ما تريده حماس؟
منذ متى تم اسناد التمويل الطبي الى الجناح العسكري لحماس؟
سيتجه لبنان تحت ضغط خليجي وفرنسي لأن يغير طريقة تعامله مع الوضع الأمني في المخيمات الفلسطينية

استفقنا على خبر مفاده انفجار مستودع للأسلحة داخل قبو مسجد في مخيم البرج الشمالي جنوب لبنان، وتداولت الصحف العربية بيان الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية والي قالت فيه نقلا عن مصدر عسكري أن هذا الانفجار الذي وقع في مستودع ذخيرة وأسلحة تابع لحماس قد أودى بحياة العديد من القتلى من دون ذكر العدد.

وكالعادة سارعت حماس إلى نفي الخبر واستنكرت الحملات الاعلامية المغرضة ضدها وفندت أن يكون الانفجار ناجما على وجود ذخيرة أسلحة ورشت قليلا من المحسنات البديعية مع شكر أبناء فلسطين في لبنان عن دعم المقاومة والتصدي والصمود. ولكن السلطة الفلسطينية عبرت بلسان مجدلاني عن تخوفها من هذا الحادث حيث اعتبر هذا الاخير أنه وبغض النظر عن الرواية الحمساوية فان تعريض المواطنين للخطر شيء مستنكر، وانها تتابع الأخبار القادمة من لبنان بخصوص هذا الحادث ببالغ الأهمية.

هل يعقل أن تكون الرواية الحمساوية منطقية وان يكون المستودع يحوي على معدات طبية وأجهزة اوكسيجين وأن الانفجار ناتج عن تماس كهربائي بنفس طريقة انفجار مستودع في سوق شعبي في غزة منذ 3 أشهر مضت؟ يبدو أن حماس تحتاج إلى انتداب كهربائي ليصلح الكوابل الكهربائية في مستودعاتها! انه شيء مضحك بالفعل!

هل نتوقع أن نجد معدات طبية داخل مستودعات حماس؟ منذ متى تم اسناد التمويل الطبي للجناح العسكري لحماس؟ أم ان ايران قد قامت بالتبرع بأجهزة الأوكسيجين لشعب فلسطين لأنها تفكر في حياته وتريد حمايته من كورونا؟ لن نبحث عن التفاصيل كثيرا لأننا لن نصل إلى نتيجة ولأننا لسنا خبراء أمنيين ولكننا نركز الاهتمام عن التبعات التي ستأتي بعد هذا الحادث (غير مقتل فلسطينيين أربعة في تشييع جناز قتيل الانفجار) والتي ترجح أن تسحب الأجهزة الأمنية اللبنانية اتفاقها بعدم الدخول الى المخيمات الفلسطينية في لبنان ما دامت المخيمات تحتوي على "بلاوي سودة " وما دامت ستعرض لبنان للمسائلة وتفتح عليها وابل الانتقادات، بتسهيل دخول الأسلحة الايرانية لبنان، مما يزيد من تعقيد وضعها مع دول الخليج.

لقد اثبتت استراتيجية حماس في تخزين أسلحتها بأنها تختار الأماكن التي يستحيل توجيه ضربة عسكرية لها، لأن اسرائيل ليست بهذا الغباء لتضرب مسجدا أو مستوصفا أو سوقا شعبيا وتفتح عليها باب الانتقادات والاتهامات عبر وسائل الاعلام العربية والعالمية باستهداف المواطنين في أماكن يفترض بها ان تكون صالحة للعيش وليست ساحة للقتال أو منطقة عسكرية.

سيتجه لبنان تحت ضغط خليجي وفرنسي بأن يغير طريقة تعامله مع الوضع الأمني في المخيمات الفلسطينية قبل ان يوجه له تهمة دعم الإرهاب والتستر عن نشاطات منظمات محظورة والسكوت عن المحظور على الاراضي اللبنانية، وستفتح التحقيقات الأمنية في الحادث الباب عن نوعية المتفجرات ومصدرها ودرجة خطورتها وكيفية وتاريخ دخولها الى لبنان.

لقد تورطت حماس أمس في لبنان بعد هذا التفجير ومن المؤكد أن الحكومة اللبنانية ستتخذ اجراءات بخصوص الحادثة وربما ستستدعي المشرفين القائمين على المخيم للتحقيق في الموضوع وهذا ما سينتج عنه أزمة ثقة من الجانبين. هنا ستحاول حماس استباق الزمن لنقل مخازن أخرى الى أماكن أكثر أمانا، وستحاول أيضا معرفة ما اذا كان الحادث ناتج عن اختراق منظومتها الأمنية داخل المخيم اللبناني.

هذه أيضا فرصة لن تفوتها الدولة اللبنانية لإرسال رسائل ايجابية لدول الخليج بانها ستتحرك ضد مخازن السلاح الايراني وبأنها لا تريد دعم حركة منبوذة ومصنفة في لوائح الارهاب تلطيفا للأجواء، كما انها فرصة مناسبة لإرسال رسائل مشفرة الى حزب الله وايران بأنها لن تقف مكتوفة اليد ضد ما يجري في الداخل.

نتمنى أن يكون هذا الحادث الأليم الذي أودى بأرواح الابرياء هو الأخير. يكفينا ما يعانيه مواطنو المخيمات من أزمات إقتصادية وإنسانية ومن تبعات جرتها سياسة غير سليمة وقراءة خاطئة لنهج المقاومة التي تستعمل الإنسان كدروع بشرية، وتكتفي بالترحم على الشهداء وعلى لغة صماء لا تقدم ولا تؤخر في حال الفلسطيني شيئا.