حماس ونتنياهو.. ثنائي راقص على إيقاع الحرب

يستمر الطرفان بعناد لا يبدو مهتما بنتائج الخراب والقتل على الأرض.

انهيار مفاوضات الهدنة بوساطة أميركية مصرية قطرية، وجد فيها الطرفان المتصارعان مبررا لإستمرار الحرب المدمرة بما يرضي نزعة البقاء لدى حماس واليمين الإسرائيلي المتطرف، فبقاؤهما بات مرهونا بإستمرارها، دون أدنى اعتبار لخسائرها البشرية المتصاعدة وتهديدها لأمن الشرق الأوسط.

الإثنان على حافة السقوط النهائي، حماس واليمين المتطرف بقيادة نتنياهو، حقيقة يدركانها جيدا. الإرض لم تعد تقبل بقائهما بما فيها من كائنات حية. قوى العالم نفسها تسعى إلى ازاحتهما نهائيا.

حركة حماس ومجلس الحرب المصغر برئاسة بنيامين نتنياهو يبدو أنهما متفقان على إستراتيجية إدامة الحرب في غزة، حقيقة لم تعد خافية يكشفها انهيار المفاوضات بمجرد الوصول إلى إبرام اتفاق سرعان ما ينسف كل جهد دبلوماسي بذلته مصر وقطر والولايات المتحدة.

إدعاءات تطلقها حماس كما يطلقها نتنياهو بإبداء أقصى معدلات المرونة في الوصول إلى هدنة تمهد لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في أنفاق غزة، إدعاءات يفضحها انهيار المفاوضات في اللحظات الأخيرة.

الولايات المتحدة لم تعد راغبة بعلاقة متخلخلة مع حكومة يقودها الأصولي المتطرف بنيامين نتنياهو، أظهرت إدارة البيت الأبيض في موقف الضعيف أمام شعبها والعالم، بعجزها عن إيقاف جريمة لن ينساها التاريخ إلى حد قيام الساعة، وهي التي تقود أعظم دولة في العالم لا يقوى أحد على المس بهيبتها سوى سلطة إسرائيل الحاكمة.

القوى الفاعلة في إسرائيل نفسها لم تعد قابلة ببقاء حكومة اليمين الأصولي المتطرف لما جلب لها من خسائر أولها ثورة الرأي العام العالمي ضد جرائمها، وخشية الحلفاء من استمرار دعمها عسكريا وماليا وسياسيا.

إيران الولي الفقيه التي تحتضن قادة حماس سترى فيهم في زمن قريب قادم العبء الثقيل ألذي حان وقت التخلص منه، بعد انعدام الجدوى من احتضانهم مع فقدانهم سلطة الحكم في غزة.

هكذا تسقط الورقة الفلسطينية من بين يدي الولي الفقيه وتفقد حماس حاضنتها.

قطر التي أذنت بفتح مكاتب حركة حماس في عاصمتها بطلب أميركي لا يرفض، باتت تفكر جديا في غلق تلك المكاتب بطلب أميركي أيضا، قبل وجود بديل يرضى بإيوائها.

خسائر قيدت حركة حماس، ولا ترى فيما تبقى لها من شرط الحضور سوى اللعب بورقة المحتجزين الإسرائيليين لديها، وهذا ما يبقي باب حرب الإبادة مفتوحا، ومبررا لإجتياح رفح التي تأوي المليون ونصف المليون فلسطيني نازح.

انهيار مفاوضات الهدنة في القاهرة، مشهد يتكرر، وفد حماس عاد مصرا على وقف دائم لإطلاق النار وإنسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة.

تتصاعد المخاوف من حدوث كارثة إنسانية في رفح لا يتردد نتنياهو من ارتكابها. مخاوف النازحين من إبادة منتظرة، ومخاوف العالم بقواه الكبرى من جريمة لا يمكن احتوائها.

بيد حركة حماس إيقاف هده المجزرة المرتقبة لو تتجاوب بمرونة مع مبادئ المبادرة المصرية، وجردت نتنياهو من مبررات ودوافع ارتكاب جريمته التي أعد العدة لارتكابها، ومنحت الشعب الفلسطيني المنكوب في غزة زمن استراحة من هول حرب حولت الأرض إلى ركامات خراب، وفتحت باب الأمل لوقفها نهائيا بإرادة عالمية في ظل زمن الهدنة المتاح.