"حماية المصالح" تدفع العراق للالتزام بالعقوبات على إيران

العبادي يعتبر العقوبات الأميركية الجديدة خطأ جوهريا واستراتيجيا وغير صحيحة ويعد بالالتزام بها حماية لمصالح العراق.
ترامب يتعهد بمنع الشركات التي تتعامل مع طهران من القيام بأنشطة في الولايات المتحدة
ارتفاع أسعار النفط العالمية خوفا من أن تؤدي العقوبات إلى خفض الإمدادات العالمية

بغداد - ذكر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الثلاثاء أن العراق لا يتعاطف مع العقوبات الأميركية المفروضة على إيران لكنه سيلتزم بها لحماية مصالحه.

وقال العبادي في مؤتمر صحفي "من حيث المبدأ نحن ضد العقوبات في المنطقة. الحصار والعقوبات تدمر المجتمعات ولا تضعف الأنظمة".

وأضاف "نعتبرها خطأ جوهريا واستراتيجيا وغير صحيحة لكن سنلتزم بها لحماية مصالح شعبنا. لا نتفاعل معها ولا نتعاطف معها لكن نلتزم بها".

وتعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمنع الشركات التي تتعامل مع طهران من القيام بأنشطة في الولايات المتحدة مع بدء سريان العقوبات الأميركية الجديدة ضد إيران.

ويزداد الخلاف بين الولايات المتحدة وإيران وهما أكبر حليفين للعراق وتضع العقوبات حكومة تصريف الأعمال التي يقودها العبادي في موقف صعب.

وتستهدف العقوبات التي بدأ سريانها الثلاثاء مشتريات إيران من الدولار الأميركي وتجارة المعادن والفحم والبرمجيات الخاصة بالصناعة وقطاع السيارات.

وارتفعت أسعار النفط العالمية الثلاثاء بسبب القلق من أن تؤدي العقوبات إلى خفض الإمدادات العالمية على الرغم من أن أقوى الإجراءات التي تستهدف صادرات النفط الإيرانية لن تسرى قبل أربعة أشهر أخرى.

 وسارعت حليفتا إيران الأبرز موسكو ودمشق إلى إدانة التحرك الأميركي، حيث أعربت روسيا عن "خيبة أملها الشديدة" مؤكدة أنها "ستقوم بكل ما يلزم" لحماية الاتفاق النووي وعلاقاتها الاقتصادية مع ايران، في حين وصفت الحكومة السورية العقوبات بأنها "غير مشروعة".

واستقبل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف نظيره الكوري الشمالي ري يونغ هو، فيما تواجه بيونغ يانغ ضغوطاً أميركية للتخلص من اسلحتها النووية.

ووعد ترامب منذ كان مرشحا للرئاسة بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع قوى عالمية في 2015 وهو ما قام به بالفعل في 8 أيار/مايو الماضي.

وأثار الانسحاب الأميركي من طرف واحد استياء الأطراف الموقعة الأخرى، لا سيما الأوروبيين الذين أبدوا تصميمهم على الحفاظ على النص. لكن العديد من الشركات الغربية ترى ارتباطاتها التجارية مع إيران مهددة بفعل العقوبات.

وفي غضون ساعات من بدء تطبيق العقوبات، أعلنت مجموعة "دايملر" الألمانية لصناعة السيارات توقيف أنشطتها التجارية في إيران رغم إعلان الاتحاد الأوروبي عن "تصميمه على حماية الجهات الاقتصادية الأوروبية الناشطة في أعمال مشروعة مع إيران".

وتشمل الرزمة الأولى من العقوبات الاميركية التي دخلت حيز التنفيذ الثلاثاء تجميد التعاملات المالية وواردات المواد الأولية، كما تستهدف قطاعي السيارات والطيران التجاري.