حمص تخلو من المعارضة المسلحة

خروج آخر المقاتلين من المحافظة ضمن سلسلة من اتفاقات الإجلاء القائمة على تسليم الأراضي مقابل العبور الآمن إلى مناطق خاضعة للمعارضة بالشمال.
كل محافظة حمص خالية من السلاح والمسلحين
خروج حوالي 34500 مقاتل معارض وأفراد من عائلاتهم ومدنيين آخرين

الرستن (سوريا) - خرج آخر المقاتلين المعارضين من مناطق يسيطرون عليها في وسط سوريا، وفق ما أفادت مراسلة في مدينة الرستن في محافظة حمص التي أصبحت خالية تماما من الفصائل المعارضة.

وتوصلت الفصائل المعارضة في ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي المتجاورين بداية الشهر الحالي، اثر مفاوضات مع روسيا والحكومة السورية، إلى اتفاق يقضي بوقف لإطلاق النار في مناطق سيطرتها وأبرزها مدن وبلدات الرستن وتلبيسة والحولة، قبل تسليم سلاحها الثقيل ثم خروج الراغبين من المقاتلين والمدنيين باتجاه الشمال السوري.

واستمرت عملية الإجلاء أياماً عدة، قبل أن تدخل القوة الأمنية السورية،الأربعاء، إلى مدينة الرستن وبلدة تلبيسة في ريف حمص الشمالي.

وتجمع عشرات المدنيين في ساحة الرستن يشاهدون رفع العلم السوري في المكان.

وقال محافظ حمص طلال برازي خلال تواجده في المدينة إن "كل محافظة حمص خالية من السلاح والمسلحين اعتباراً من هذا اليوم، كل المناطق وبينها الحولة وتلبيسة والرستن، شرقا وغربا وشمالا وجنوبا".

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) "إخراج الدفعة الأخيرة من الإرهابيين غير الراغبين بالتسوية وعائلاتهم من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي".

وبدأ الجيش السوري والقوى الأمنية الثلاثاء بدخول ريف حماة الجنوبي، وفق سانا.

وخرج بموجب عملية الإجلاء حوالي 34500 مقاتل معارض وأفراد من عائلاتهم ومدنيين آخرين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وانتهى بذلك تواجد الفصائل المعارضة في محافظة حمص للمرة الأولى منذ أواخر العام 2011. وتعرضت مدن وبلدات ريف حمص الشمالي للحصار وكانت المساعدات الدولية تدخل إليها بين الحين والآخر.

ويحتفظ تنظيم الدولة الإسلامية، وفق المرصد السوري، بجيب صغير في البادية السورية التي تمتد من ريف حمص الشرقي ومحافظة دير الزور المحاذية وصولا إلى الحدود العراقية.

وفي محافظة حماة، يقتصر تواجد الفصائل المعارضة على مناطق محدودة في ريفها الشمالي.

ويمر في ريف حمص الشمالي وحماة الجنوبي الطريق الدولي الذي يمتد بين أبرز المدن السورية، من دمشق إلى حمص وحماة وصولا إلى حلب.

ومع انتهاء عملية الإجلاء، من المفترض أن يفتح الجيش السوري الطريق الذي يربط بين دمشق وحمص وحماة، ليبقى جزء صغير يؤدي إلى حلب ويمر عبر محافظة إدلب خارج سيطرته.

وقال برازي للصحافيين إن "هذه المنطقة تشكل محورا رئيسيا على الطريق الدولي من دمشق - حمص - حماة، وهذا الطريق سيكون مفتوحاً خلال أيام وتعود إليه الحياة الطبيعية".

وأتت عملية الإجلاء في وسط سوريا بعد اتفاقات مماثلة تركزت خلال الفترة الماضية في دمشق ومحيطها، أبرزها في الغوطة الشرقية، التي بقيت لسنوات معقل الفصائل المعارضة الأبرز قرب العاصمة.