حميدتي يرفض التخلي عن مواقعه في الفاشر

قائد قوات الدعم يؤكد أنه مستعد للتعاون مع المنظمات الأممية لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية وتخفيف معاناة السكان.
قوات الدعم السريع تسعى لمواجهة تصعيد الجيش في عاصمة اقليم شمال دارفور
السعودية تدعو لتخفيض التوتر في الفاشر

الخرطوم - أكد قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي" للمبعوث الاممي الى السودان رمطان لعمامرة أن قواته ستستمر في الجهود التي تبذلها للدفاع عن مواقعها في كل الجبهات في إشارة لإنجازاته العسكرية الأخيرة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وذلك على وقع ضغوط تمارسها القوى الدولية لوقف التصعيد العسكري هنالك.
وشدد في بيان الاحد أنه ناقش مع لعمامرة الأوضاع في ولاية شمال دارفور والقصف الجوي المتعمد للجيش السوداني.

في المقابل شدد حميدتي أنه مستعد للتعاون مع المنظمات الأممية لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية وتخفيف معاناة السكان بعد الدعوات التي أطلقتها القوى الكبرة خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا.
وكانت تقارير أفادت مؤخرا بأن قوات الدعم السريع تطوق مدينة الفاشر مما يشير إلى هجوم وشيك محتمل على آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور. والفاشر هي العاصمة الوحيدة بين عواصم ولايات دارفور الخمس التي لا تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
ويأتي تحرك قوات الدعم السريع باتجاه الفاشر ردّا على التصعيد الذي ينتهجه الجيش السوداني وسعيه إلى تأجيج الأوضاع في المناطق التي تسيطر عليها قوات حميدتي.
وحرصت الدعم السريع طيلة الفترة الماضية على إبقاء الاشتباكات بعيدة عن المدنيين في المدينة، لكن الجيش السوداني والفصائل المتحالفة معه قاموا بمهاجمتها على مشارفها.
وتعدّ الفاشر مركزا تاريخيا للسلطة، فيما يثير القتال من أجل السيطرة على المنطقة مخاوف من تأجيج التوترات العرقية الناجمة عن النزاع الذي شهدته في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ودعت السعودية، الأحد، الأطراف السودانية إلى الإسراع في الاتفاق بشأن "مشروع وقف الأعمال العدائية"، معربة عن قلقها من التصعيد العسكري في دارفور. وأعربت الخارجية السعودية في بيان عن "بالغ قلق المملكة جراء تصاعد التوترات العسكرية في منطقة الفاشر".
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، والدعم السريع حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
وجددت السعودية "دعوة الأطراف في السودان كافة إلى الالتزام بمخرجات محادثات جدة من خلال الإسراع في الاتفاق حول مشروع وقف الأعمال العدائية وحل الأزمة عبر الحوار السياسي"، وفق البيان.
وسبق أن استضافت مدينة جدة محادثات برعاية سعودية أمريكية، في 11 مايو/أيار 2023، أسفرت عن أول اتفاق بين طرفي الحرب على الالتزام بحماية المدنيين.
كما تمكن مسار جدة من إعلان أكثر من هدنة، لكن وقعت خلالها خروقات عديدة وتبادل للاتهامات؛ ما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات في ديسمبر/ كانون الأول 2023.
وآنذاك فشل الطرفان السودانيان في التوصل إلى تفاهمات لوقف إطلاق النار، وتمسك الجيش بخروج "الدعم السريع" من المؤسسات الحكومية والأعيان المدنية ومنازل المواطنين، وهو ما رفضته الأخيرة.
ومنذ ذلك الوقت، تصاعد القتال وتمدد إلى مناطق إضافية، وشمل ولايات الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وسنار إلى جانب ولايات دارفور (5 ولايات) وكردفان (3 ولايات).
وتزايدت دعوات أممية ودولية إلى تجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية بالبلاد من أصل 18.