حميد زيان: 'أفاذار' مشروع فني ينقل هموم الريف بلغة صادقة
بعد النجاح اللافت الذي حققه الموسم الأول من المسلسل الأمازيغي الريفي "أفاذار" خلال عرضه في رمضان 2024 على القناة الأمازيغية "تمازيغت"، يعود العمل في موسم ثانٍ يحمل في طياته تطورات درامية جديدة ووجوهًا فنية واعدة، فالمسلسل الذي عُرف بطرحه العميق لقضايا المرأة القروية ومعاناة المجتمع الريفي، يستكمل مسيرته في نقل هموم الناس بلغة فنية صادقة، مستندًا إلى بيئة واقعية وثقافة أمازيغية أصيلة.
في هذا الحوار مع موقع "ميدل ايست اونلاين"، يحدثنا المخرج المغربي حميد زيان عن كواليس تصوير الموسم الثاني، عن الإضافات الفنية، وعن الرسائل الاجتماعية التي يسعى المسلسل إلى إيصالها, وفي ما يلي نص الحوار:
حدثنا عن تصوير الموسم الثاني من المسلسل الأمازيغي "أفاذار"؟
شرعنا خلال الأيام القليلة الماضية في تصوير الموسم الثاني من "أفاذار"، بعد النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول خلال عرضه في رمضان 2024 على القناة الأمازيغية تمازيغت.
كيف ترى تجربتك الجديدة في هذا المسلسل، خاصة وأنه ينتمي للدراما الأمازيغية الريفية؟
هذه التجربة تعني لي الكثير، فأنا أواصل من خلالها ترسيخ مكانتي في الدراما الأمازيغية، خصوصاً أنها تمزج بين الجانب الاجتماعي والدرامي، واشتغلت في السنوات الأخيرة على عدد من الأعمال، لكن "أفاذار" له طابع خاص وقضية قوية.
ما الذي يميز قصة المسلسل؟
المسلسل يروي حكاية "لويزة"، شابة تحمل شهادة في علم الاجتماع، تحاول تأسيس تعاونية نسائية داخل قريتها النائية، وهذه القرية تعاني من الفقر وارتفاع معدلات العنوسة، وتجد "لويزة" نفسها في مواجهة مباشرة مع رئيس الجماعة، الذي يرى أن بقاء الفقر يخدم نفوذه وسلطته.
هل هناك تغييرات في الطاقم أو تطورات جديدة في الجزء الثاني؟
بالتأكيد. الجزء الثاني يواصل ما بدأناه في الموسم الأول، لكن أضفنا وجوها جديدة إلى جانب الأسماء المعروفة مثل شيماء علاوي، سعيد المرسي، ميمون زينون، سميرة مصلوحي ووفاء مراس، وهذه الوجوه الجديدة ستمنح المسلسل نفسا جديداً ومزيداً من الدينامية.
القناة الأمازيغية تبدو واثقة من نجاح هذا العمل، كيف ذلك؟
لأنها ترى في "أفاذار" مساحة للتعبير عن قضايا اجتماعية ملحة تهم القرى والمجتمع الريفي، ونحن نحاول تقديمها بأسلوب درامي معقول، وهذا ما جعله يلقى صدى واسعاً لدى الجمهور.
وماذا يمثل لك هذا المشروع بشكل شخصي؟
"أفاذار" بالنسبة لي مشروع فني متكامل، أدمج فيه الجانب الإنساني والواقعي من حياة المجتمع الأمازيغي الريفي، مع الحفاظ على لغة درامية قوية قادرة على التأثير، إثارة الوعي، وفتح نقاشات حقيقية حول قضايا الناس.
وعرف الجزء الأول من المسلسل الأمازيغي الريفي "أفاذار"، نجاحًا لافتًا خلال عرضه في شهر رمضان 2024 على القناة الأمازيغية "تمازيغت"، وقد اختار صناع العمل أن تكون القصة متجذرة في واقع المجتمع الريفي، كونها تركز على معاناة النساء في القرى النائية، من خلال شخصية "يزة"، شابة طموحة حاملة لشهادة في علم الاجتماع، تجد نفسها عاطلة عن العمل بعد التخرج، فتقرر خوض مغامرة تأسيس تعاونية نسائية لإنتاج مشتقات نبتة الصبّار.
وعنوان "أفاذار"، الذي يعني الصبّار بالأمازيغية، يحمل دلالة رمزية قوية، فالصبّار كما هو معروف، نبتة مقاومة تنمو في البيئات القاسية والجافة، وهي تجسد تمامًا مسار "يزة"، التي تتحدى الظروف الصعبة، وتقاوم التهميش والفقر، وتواجه عقبات اجتماعية وسياسية متعددة، على رأسها معارضة أحد المنتخبين المحليين الذي يرى في مشروعها تهديدًا لطموحاته الانتخابية، خاصة بعدما بدأت تكسب ثقة نساء القرية وتجمعهن حولها.
العمل من تأليف السيناريست جمال أبرنوص والكاتب المسرحي سعيد أبرنوص، وهو مبني على سرد واقعي يحاكي البيئة الريفية، وبحكم أن طاقم الكتابة والتنفيذ ينتمي إلى منطقة الريف، ويعرف تفاصيلها وثقافتها جيدًا، وهذا الانتماء كان له أثر واضح في خلق عوالم المسلسل وشخصياته، وفي طرح مواضيع ترتبط بالمجتمع الأمازيغي الريفي، مثل الفقر، الهجرة، البطالة، والسلطة الذكورية في المجال القروي.
وقد شارك في الجزء الأول نخبة من الممثلين البارزين في الدراما الأمازيغية الناطقة بالريفية، من بينهم شيماء علاوي، سعيد المرسي، ميمون زينون، سميرة مصلوحي، وهيام المسيسي، وفاروق أزنباط، وهو ما منح العمل بعدًا احترافيًا وجماهيريًا في آن واحد.
ويعد "أفاذار" نموذجًا جديدًا في الدراما الأمازيغية، فهو يجمع بين البعد الفني والرسالة الاجتماعية، ويكرّس حضور الدراما الريفية على خارطة الإنتاجات الوطنية، واستطاع من خلال موسمه الأول أن يفتح نقاشًا حول قضايا المرأة القروية، ويبرز قدرتها على التغيير والتأثير، رغم كل العراقيل.