حيرة الكاتب في اختيار العنوان

اختيار العناوين يسبب نوعا من الحيرة والارتباك، خاصة عندما يتعامل النقاد مع العنوان على أنه العتبة الأولى للعمل.
اصطياد العنوان
قضية العناوين

اختيار العنوان ليس من السهولة بمكان، هناك عناوين تعطي نفسها من أول وهلة، وهناك عناوين نقدح زناد فكرنا كثيرا حتى نصل إليها، وربما بعد أن نصل إليها نعاود التفكير فيها مرة أخرى. 
بالنسبة لي فقد كان عنوان روايتي الأولى "رئيس التحرير" جاهزا قبل أن أكتب الرواية، وكانت الإشكالية في العنوان الفرعي أو الشارح "أهواء السيرة الذاتية" فلم أختره في البداية إلا بعد أن قرأ العمل عدد من الأصدقاء، واقترح بعضهم إضافة مصطلح أو كلمة "سيرة ذاتية" إلى العنوان الرئيسي، حتى يكون العمل واضحا في ذهن القارئ، ولما كانت تلك الرواية بها جزء من سيرتي الذاتية بالفعل، وجزء من السيرة المتخيلة، فقد توصلت مع نفسي إلى إضافة جملة "أهواء السيرة الذاتية" إلى العنوان الرئيسي. وبعد أن صدرت الرواية وتم تناولها نقديا اعترض بعض النقاد على إضافة "أهواء السيرة الذاتية" إلى العنوان الرئيسي. وأفكر حاليا أن أكتفي بتلك الجملة على الغلاف الداخلي في طبعة قادمة، بحيث يظل العنوان الخارجي هو "رئيس التحرير" فقط.
هكذا تسبب لنا العناوين نوعا من الحيرة والارتباك، خاصة عندما يتعامل النقاد مع العنوان على أنه العتبة الأولى للعمل، ولا بد أن يكون دالا قويا على محتوى العمل.
أما عنوان روايتي الثانية "الماء العاشق" فلم اختره إلا بعد الانتهاء من العمل تماما، فلم يكن له اسم واضح أثناء الكتابة، ومن الغريب أنني اخترت الاسم من إحدى جمل الفصل الأول، الذي ورد به "الماء العاشق"، ووجدته اسما معبرا عن العمل ككل. ورحب الناشر بهذا الاسم قبل أن أرسل له العمل.
وبالنسبة لمجمل عناوين كتبي التي بلغت 60 كتابا حتى الآن، فأنا راض عن معظم هذه العناوين، منذ أول كتاب صدر لي وكان ديوان شعر صغير الحجم يحمل عنوان "مسافر  إلى الله" وحتى عنوان آخر عمل – حتى الآن - وهو رواية "الماء العاشق"، ربما لم أرتح الآن لاسم أحد الدواوين التي صدرت لي وهو ديوان "الإسكندرية المهاجرة" وكان يمكن أن يكون العنوان أكثر تعبيرا وإدهاشا عن ذلك.
أما بقية الكتب والتي تجمع بين الدراسات الأدبية، وكتب الأطفال وأدب الرحلات فأعتقد أن عناوينها معبرة. وأنا من الكتاب الذين يأنسون بآراء أصدقائهم، بل أحيانا أختار عناوين كتب بعض أصدقائي الكتاب. ولكوني أعمل في الصحافة فإن مسألة صيد العنوان تعد هواية بالنسبة لي سواء عنوان الموضوع الصحفي الذي أحرره، أو عنوان الكتب.
وخلال رحلتي في إصدار الكتب سواء عن طريق دور النشر الخاصة أو دور النشر الحكومية، لم يعترض أي ناشر على اسم العنوان الذي أقدمه، ولم يقترح أي ناشر عنوانا  بديلا للعنوان الذي اقترحه.