خطوة إيرانية سعودية أخرى على طريق التهدئة

دبلوماسيون إيرانيون يشاركون في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في جدّة للمرة الأولى بعد نحو ست سنوات من القطيعة الدبلوماسية بين البلدين.
هل تعقد السعودية وإيران جولة خامسة من المحادثات الاستكشافية؟

الرياض - بدأ دبلوماسيون إيرانيون الأحد المشاركة في اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي في السعودية، للمرة الأولى منذ قطع العلاقات بين الخصمين الإقليميين طهران والرياض مطلع 2016، كما ذكر مسؤولان في المنظمة.

وهذه أحدث خطوة في سياق تهدئة بين الخصمين الإقليميين وتأتي بينما يعكف البلدان على عقد جولة محادثات استكشافية خامسة قد تفضي في خواتمها إلى إعادة تطبيع العلاقات وإنهاء قرابة ست سنوات من القطيعة الدبلوماسية.

كما تشكل مشاركة دبلوماسيين إيرانيين في اجتماع تمهيدي لمنظمة التعاون الإسلامي خطوة أخرى مهمة على طريق التسوية بين البلدين. 

وكان الدبلوماسيون الإيرانيون وصلوا الأسبوع الماضي إلى مدينة جدة السعودية لتمثيل بلادهم في المنظمة التي تضم 57 بلدا.

وقال مسؤول في منظمة التعاون الإسلامي طلب عدم كشف اسمه، إنّ الدبلوماسيين شاركوا في اجتماع كبار الموظفين التحضيري لاجتماع مجلس وزراء خارجية أعضاء المنظمة، والتي تستضيفها باكستان في إسلام آباد في 22 مارس/اذار 2022، مؤكدا أن "الاجتماع الأول الذي يشاركون فيه منذ عودتهم إلى جدة الأسبوع الماضي"، بينما أكّد مسؤول ثان بالمنظمة مشاركة الوفد الإيراني في الاجتماع.

وأوضح المسؤول الذي طلب أيضا عدم كشف اسمه أنّ "الدبلوماسيين يعملون من مقر المندوبية المؤقتة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في جدة"، موضحا أنها كيان مستقل عن قنصلية إيران في المدينة.

وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران في يناير/كانون الثاني 2016، بعد تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، لاعتداءات من محتجين على إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر بعد إدانته في تهم تتعلق بالإرهاب.

ولقيت تلك الهجمات على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، إدانة من وزراء الخارجية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.

وبدأ البلدان العام الماضي عقد جلسات حوار في بغداد بهدف تحسين العلاقات. وعقدت أربع جلسات بين أبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول مع تأكيد طهران أن جولة خامسة ستكون رهن "جدية" الرياض.

وتعد الجمهورية الإسلامية والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية ومن أبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا داعما للحكومة المعترف بها دوليا وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.

كما تبدي السعودية الحليفة للولايات المتحدة، العدو اللدود للجمهورية الإسلامية، قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ"التدخّل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أكد في ديسمبر/كانون الأول أن المملكة وافقت على منح تأشيرات دخول لثلاثة دبلوماسيين معتمدين لدى المنظمة، في خطوة تأتي وسط مباحثات بدأها الخصمان الإقليميان منذ أشهر سعيا لتحسين العلاقات المقطوعة بينهما.

والأسبوع الماضي، كرر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده استعداد بلاده لإعادة فتح السفارة في السعودية، مشيرا إلى أن تحقيق ذلك يرتبط أيضا بـ"خطوات" من الرياض.