خطوة كويتية لإدراج جزيرة فيلكا على قائمة التراث العالمي
الكويت - وقّع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مع منظمة الصندوق الدولي للمعالم مذكرة تفاهم من أجل إدراج جزيرة فيلكا بقائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي.
وأكدت سفيرة دولة الكويت لدى الولايات المتحدة الشيخة الزين الصباح، عقب توقيع مذكرة التفاهم بين المجلس الكويتي ومنظمة الصندوق الدولي للمعالم، حرص البلاد على حماية ونشر المعرفة وتعزيز الإرث الثقافي الذي تحتفي به المنطقة، وفق وكالة الانباء الكويتية (كونا).
وقالت الصباح إن هذه المذكرة خطوة مبدئية ومهمة في ترشيح وإدراج الجزيرة في التراث العالمي، لافته الى انها تحمل أيضا أبعادا اقتصادية وتعليمية وثقافية وبيئية من شأنها أن تعزيز مكانة دولة الكويت على الساحة الدولية.
وحضر توقيع المذكرة الى جانب السفيرة الكويتية كل من الأمين العام للمجلس محمد الجسار والرئيس والمدير التنفيذي للصندوق الدولي للمعالم بيندكت دي مونتلور في مقر المنظمة بمنطقة مانهاتن.
وأكد الجسار أنه "تماشيا مع ركائز رؤية كويت جديدة 2035 والتي تنص على تعزيز مكانة الكويت إقليميا ودوليا، فإن ترشيح المشهد الثقافي لجزيرة فيلكا على قائمة التراث العالمي يمثل فرصة استثنائية لإبراز عراقة التاريخ والتراث الكويتي والتزام الدولة بالاتفاقيات الدولية المعنية في صون تراث الإنسانية".
وأضاف أن صون التراث على أرض الجزيرة يعد بمثابة خطوة استباقية نحو السياحة الثقافية المستدامة في الجزيرة باعتبارها أطروحة بديلة لمستقبل تطويرها، متضمنة نهج يحافظ على روح الجزيرة ويضعها على الخارطة العالمية ونموذج لسياحة متوازنة، ويعزز دور الجزيرة لتكون محركا للدبلوماسية الثقافية الداعمة للمنظومة الاقتصادية".
ولفت إلى أن "المجلس في طور تجهيز ملف إدراج فيلكا بقائمة التراث العالمي من خلال إعداد دراسة شاملة عن الجزيرة ورفع الملف إلى قائمة منظمة يونسكو خلال الأعوام المقبلة"، موضحا أنها ستتم على عدة مراحل تبدأ بالقيام بمسح شامل للمواقع التراثية للجزيرة، ثم إعداد ملف كيفية استثمار هذه المواقع للسياحة الثقافية ومن ثم رفع الملف إلى المنظمة الأممية.
وتمثل جزيرة فيلكا من بين أهم جزر الكويت، حيث حظيت منذ القدم بمكانة متفردة بين جزر الخليج العربي التي تضم بين جنباتها شواهد الحضارات المبكرة في دول الخليج خلال الالف الثاني قبل الميلاد. كما تعرف بأنها موطن لحضارة دلمون وأحد مراكزها الرئيسية.
وقد اشتهرت الجزيرة كميناء للسفن التجارية منذ القدم، وكانت أول محطة تتوقف بها السفن القادمة من بلاد ما بين النهرين، العراق، لجنوب الخليج العربي. ويذكر المؤرخون بأن الاسكندر الأكبر اتخذ منها مقرا لقواته خلال قيامه بتوسيع مناطق حكمه ونفوذه، وأن هناك شواهد اثرية جري اكتشافها تؤكد على علاقة الإسكندر الأكبر بالجزيرة.