خط الثلث الجلي يزين كسوة الكعبة المشرفة
مكة المكرمة (السعودية) - يستخدم الخط العربي بأسلوب الثلث الجلي المركب في كتابة الآيات على كسوة الكعبة المشرفة، بأحجام مختلفة وأشكال متعددة، واعتمد هذا الخط لأنه أجمل الخطوط العربية ومخصص للمواضع التشريفية، كما أنه خط قاعدي مكتمل الضوابط، ويستوعب التركيب والتداخل مما يساعد على جمع أكبر عدد من الكلمات في حيز معين، ليمنح كسوة الكعبة المشرفة مظهرًا استثنائيًا يليق بجلال وقدسية المكان.
وقامت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي اليوم، بتغيير كسوة الكعبة المشرفة، كما جرت العادة السنوية، في إرث متواصل من العناية يمتد لمئة عام، وذلك من خلال فريق عمل من مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة يبلغ عدده 154 من الكوادر الوطنية المؤهلة يقومون بتنفيذ عملية التغيير، وموزعين على جوانب وسطح الكعبة المشرفة حسب الاختصاص، وبدأ الفريق بتفكيك الكسوة القديمة وتركيب الجديدة، ثم تثبيتها في أركان الكعبة وسطحها.
إذ شهد صحن المسجد الحرام، الخميس، تثبيت كسوة الكعبة المشرفة الجديدة على الجهات الأربع، تزامنا مع دخول العام الهجري الجديد، ففور وصول الكسوة إلى المسجد الحرام تولى الفريق الفني المختص مهمة نقلها مباشرة إلى الجهات الأربع للكعبة، حيث تم تثبيتها بإجراءات دقيقة، تتماشى مع المعايير الفنية والتنظيمية المعتمدة.
ومرت مراسم التغيير بعدة مراحل، بدأت بالتجهيزات التحضيرية عند الكعبة المشرفة عقب صلاة عصر يوم 29 / 12 / 1446هـ، تضمنت إنزال ستارة باب الكعبة المشرفة والصمديات والقناديل والحليات، وجاءت المرحلة الثانية بعد صلاة العشاء، ونُقلت الكسوة الجديدة من مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة إلى المسجد الحرام، واستكملت جميع المراحل بتغيير الكسوة بعد الساعة 12 صباحًا غرة محرم 1447هـ، بمشاركة مسؤولي الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
وغُيّرت كسوة الكعبة برفع الكسوة الجديدة إلى سطح الكعبة ثم إنزال الكسوة السابقة تدريجيًا وإزالتها، واستُعملت في مراسم التغيير 8 رافعات، إلى جانب حواجز بلاستيكية بارتفاع 2.2 متر.
وأنتجت كسوة الكعبة المشرفة البالغ ارتفاعها 14 مترًا، ووزنها 1415 كغم، بأفخر أنواع الحرير الطبيعي، وتم تطريزها بخيوط من الذهب والفضة، وتضمنت كمية أسلاك فضية بلغت 60 كغم، إضافة إلى 120 كغم من أسلاك الفضة المطلية بالذهب، ويحتوي حزام كسوة الكعبة المشرفة على آيات، ويبلغ عرضه من جهة باب الملتزم 11.85 مترًا، وبين الركنين 10.33 أمتار، وجهة باب إبراهيم 12.20 مترًا، وجهة حجر إسماعيل 10.10 أمتار، ويبلغ طول الحزام من كل جهة 94 سم، مما يبرز حجم العمل الكبير في تصنيع الكسوة.
وحملت الكسوة الجديدة نقوشا قرآنية مطرزة بعناية فنية عالية، ضمن إطار جمالي وروحاني يعكس رمزية المكان ومكانته في قلوب المسلمين حول العالم.
وتتكون الكسوة الجديدة من 47 قطعة من الحرير الأسود المنقوش، مطرزة بـ68 آية قرآنية بخيوط الفضة المطلية بالذهب عيار 24.