
خلاف فرنسي أميركي بشان تداعيات التدخل التركي في ليبيا
باريس - يشتد الخلاف الأميركي الفرنسي بخصوص التطورات في الملف الليبي خاصة التهم الموجهة لواشنطن بغض الطرف عن تجاوزات أنقرة وتهديدها لامن المنطقة.
وفي هذا الصدد رفضت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة تأكيدات الولايات المتحدة بأن مهمة بحرية تابعة للاتحاد الأوروبي، لتطبيق حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا والتي تعرف بعملية "ايريني"، متحيزة وليست جادة، وقالت إنه ينبغي لواشنطن نفسها عمل المزيد لوقف تدفق الأسلحة.
وكان ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى قد قال الخميس إنه ينبغي لأوروبا ألا تقصر عمليات منع إمدادات الأسلحة على تركيا وأن تندد بمجموعة فاجنر العسكرية الروسية وموسكو ودول أخرى.
وردا على تصريحات شينكر، قالت أنييس فون دير مول المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية للصحفيين "ندعو شركاءنا جميعا- وأولهم الولايات المتحدة- إلى تكثيف جهودهم، مثلما يفعل الاتحاد الأوروبي، لمنع الانتهاكات المتكررة لحظر الأسلحة والمساعدة في استئناف عملية سياسية شاملة".
وتدخلت تركيا بشكل حاسم في الأسابيع القليلة الماضية في ليبيا، حيث قدمت دعما جويا وأسلحة ومقاتلين متحالفين معها من سوريا لمساعدة حكومة الوفاق في صد هجوم استمر عاما من جانب قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وتتهم تركيا فرنسا بدعم حفتر سياسيا، بعدما قدمت له في السابق مساعدة عسكرية لقتال متشددين إسلاميين فيما ترى باريس ان انقرة تتورط في دعم مجموعات من الممكن ان تهدد امنها القومي نظرا لقرب ليبيا من القارة الأوروبية.
وتنفي فرنسا التهم التركية دائما، لكن العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي تراجعت حيث انتقدت باريس أنقرة مرارا بسبب دورها في ليبيا.

وقالت فون دير مول "تشارك فرنسا بنشاط في هذه العملية المهمة في ظل تزايد التدخل الأجنبي في الصراع الليبي، الذي نددنا به بأشد العبارات".
والشهر الماضي اعترضت البحرية التركية فرقاطة فرنسية قبالة السواحل الليبية كانت تقوم بمراقبة المنطقة في اطار عملية "ايريني" لضبط الأسلحة وهو ما يمثل تطورا خطيرا دفع فرنسا الى مطالبة الحلف الأطلسي بالتحرك ضد انتهاكات تركيا التي تعتبر ثاني اقوى قوة فيه بعد الولايات المتحدة.
وتروج تركيا لوجود توافق بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية بخصوص التطورات في ليبيا فيما يرى مراقبون ان الانتهاكات التركية في ليبيا لم تكن لتتواصل لولا وجود ضوء اخضر أميركي.
ولا يعرف مدى استمرار هذا الضوء الأخضر خاصة وان التدخل التركي بالسلاح والمرتزقة في ليبيا ادى الى تهديد امن المنطقة وامن دول أوروبية حليفة لواشنطن.
وتتوافق النظرة الفرنسية للأحداث في ليبيا مع نظرة عدد من الدول العربية على راسها مصر التي ترى بانه لا حل للازمة في ليبيا سوى بتفعيل الحوار السياسي ومنع التدخلات الاجنبية وفي مقدمتها التدخلات التركية.