خيل محمد بن راشد

مثل ما وقفت عائلة شمس أمام الإعلام وهي تشكر الشيخ محمد بن زايد والإمارات حكومةً وشعبا على مواقفها، كانت الصورة مشابهة لعائلة الطفلة لانيا وهي تبتسم وتقدم شكرها لمحمد بن راشد.

القلوب الرحيمة هي التي تبني الأوطان وليس الحجر والإسمنت، حكمة بالغة أنتجتها بصيرة وحكمة الحكام الذين أدركوا في الرحمة كلمة السر التي تُميّزهم وشعوبهم عن الآخرين.

في أحيان كثيرة نقف عاجزين عن تفسير موقف إنساني يحصل في حياتنا البائسة لا نجد جوابا له سوى بارقة الأمل أن الدنيا لازالت بخير مع وجود هؤلاء الذين يبعثون في الحياة دفقات المُبتغى وتحقيق التمنّي.

قبل عدة أشهر سجّلت الإمارات موقفا في النخوة العربية من خلال حادثة الطفلة العراقية (شمس) وكيف أنقذها محمد بن زايد  عندما صُمّت الآذان عن سماع صُراخها وخُرِست الألسن للاستجابة في بلدها عن تقديم يد المساعدة بعد أن اغتصبوا طفولتها البريئة وجعلوها فريسة لمرض ضمور عضلات الحبل الشوكي الذي أقعدها طريحة الفراش وهي لم تتجاوز ربيعها الثاني، حيث لم تسعفها كل المناشدات وحتى دموع والدتها من إنقاذها.

صرخة الطفلة (شمس) لم تصل إلى حُكّام المنطقة الخضراء لكنها وصلت إلى محمد بن زايد الذي تكفل بدفع فاتورة علاجها البالغة مليوني دولار كانت كافية لإنقاذ طفلة من الموت وكأنه أنقذ الناس جميعاً.

المشهد يتكرر اليوم عندما يحوّل محمد بن راشد دموع أصغر فارسة في العراق إلى ابتسامة وفرحة بعد أن وصله صُراخ الطفلة العراقية لانيا البالغة من العمر ثمان سنوات وهي تبكي بحرقة موت حصانها.

محمد بن راشد أهدى الطفلة العراقية مجموعة من الخيول ودعمها من خلال إنشاء مركز لتدريب الفروسية.

الزعامة أيها السادة ليست السلطة والنفوذ، هي المواقف الإنسانية التي يتبناها من أوكلت إليه مهمة القيادة.

في بلد منهوب مثل العراق لا يُكّلف هذا الموقف من الكرم الحاتمي ثمن ليلة صاخبة يقضيها أي مسؤول فاسد وهو ينثر أموال السُحت في الملاهي والحانات أو ثمن سفرة ترفيهية لابنة أو زوجة أحدهم في ضواحي ومتاجر لندن وباريس، لكنها القلوب التي أصابها العمى قبل العيون.

قد يدّعي البعض أن هذا الحديث فرصة للنفاق، لكن تمعّنوا في أسرار الحكاية واسألوا أنفسكم وهل تلك الصور تحتاج إلى إكسسوارات للتجميل؟ وهل إنقاذ طفلة من الموت ورسم فرحة على وجه أخرى يحتاج إلى مناسبة للرياء؟

ليس مُستغرباً للإمارات في مواقفها النبيلة لشقيقها العراق مادام رابط الدم والأخّوة موجود.

لا يتحدث الإعلام كثيرا عن هذه الوقائع لأنه يُدرك أنها إدانات قوية للسلطة الغافلة عن مآسي شعبها وفواجعهم.

مثل ما وقفت عائلة شمس أمام الإعلام وهي تشكر الإمارات حكومةً وشعبا على مواقفها، كانت الصورة مشابهة لعائلة الطفلة لانيا وهي تبتسم وتقدم شكرها لمحمد بن راشد.

أحلى ما في هذه المواقف أنها لا تحتاج إلى دعوات ومناشدات لتصل إلى خارج الحدود، لكنها القلوب الرحيمة التي تسمع وترى ابتسامة الآخرين فاستحقت المباركة والتقدير.