داعية مصري يحيي جدل توريد تونس للتطرف السلفي

تونسيون يستنكرون استقدام القيادي في حزب النور السلفي شريف طه لالقاء محاضرات للأطفال بمدينة المنستير الساحلية.

تونس - أحيي الداعية المصري والقيادي في حزب النور السلفي شريف طه، الجدل حول استضافة تونس الدعاة المتطرفين، بالقائه محاضرة للناشئة بمدينة المنستير الساحلية.

واستحضر التونسيون على وسائل التواصل الجدل الذي أثارته زيارة الداعية المصري المتشدد وجدي غنيم لتونس عام 2012، في فترة حساسة من تاريخ البلاد مهدت لوصول النهضة الاسلامية للحكم وبداية فترة يراها كثيرون الأسوأ في تاريخ البلاد الحديث.

وكان أحد المراكز في العاصمة التونسية أعلن قبل أيام عن دورة تعليمية بعنوان "طفلي لا يتعلم" يشرف عليها عضو حزب النور المصري، كما أشرف على دورة أخرى نظمها المركز ذاته في قصر العلوم في مدينة المنستير.

وعبّر المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة الاثنين عن رفضه الشديد لتظاهرة الداعية والعضو القيادي في حزب النور السلفي المصري شريف طه يونس بقصر العلوم بالمنستير (وسط شرق) وبمشاركة جمعيات قال إنها "مشبوهة" وأمام جمع وصفهم بـ"المتشددين دينيّا"، معتبرا أن المحاضرة منافية لمبادئ مدنية الدولة.

ذكّر المرصد في بيان صادر عنه نشره بصفحته على فيسبوك بأن "قصر العلوم بالمنستير مرفق عام يتبع وزارة التعليم العالي" وبأنه "أنشئ لبثّ الفكر النقدي المُتطوّر المرتكز على العلوم الحديثة وليس لبثّ الخطب الرجعية وللترويج للكتب الصفراء".

وتساءل عما "إذا كانت السلطات الإدارية والأمنية ووزارة التعليم العالي قد سمحت بهذه التظاهرة أم أنها تمّت بمبادرة شخصية من مدير قصر العلوم المعروف بانتمائه السياسي".

وطالب المرصد الرئيس التونسي قيس سعيد بـ"وضع حدّ لنشاط الجمعيات التي قال إنها إرهابية"، داعيا إلى إغلاق مقر جمعية العلماء المسلمين والذي قال إنه "معروف بوكر القرضاوي والمُصنّف إرهابيا في العديد من دول العالم".

وأكد أن "كل ما يتنافى مع مبدأ مدنية الدولة ومع بثّ الفكر التقدمي الحداثي هو عمل من شأنه أن يزيد في تأخّر المجتمع وفي دفعه إلى العنف والإرهاب”، مشددا على أنه "عمل لا يستجيب لتطلعات الشعب التونسي ولا للمسار التاريخي الطبيعي الذي يُفترض أن يكون الركيزة الأساسية لسياسة الدولة".

وتزامن الجدل مع قيام صفحات اجتماعية بالترويج لوجود كتب الداعية شريف طه يونس في عدد من المكتبات داخل تونس.

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، قالت الناشطة يسرى رياحي إن ”الداعية المصري المتطرف والعضو القيادي في حزب النور السلفي المصري طه قدم محاضرة للأطفال في المنستير.. أتألم ولا أتكلم“.

من جهتها، علقت الجهة القائمة على صفحة "زوم على تونس" إن "تونس الجديدة يلقي فيها القيادي بحزب النور السلفي المصري طه محاضرة وسط حشد من عمالقة الثقافة القروسطية، البلاد ضاعت وسط التهليل".
وبدوره، قال وليد عقير إن "قصر المؤتمرات سابقا وقصر العلوم حاليا ينقلب إلى قصر للتطرف والأفكار الهدامة وعلوم النكاح".

واستغربت بعض التعليقات دخول الداعية المصري لتونس فيما يتم منع وزير الشؤون الدينية الأسبق نور الدين الخادمي المقرب من النهضة من مغادرة البلاد بسبب تهم ذات طبيعة ارهابية.

ورد عدد من الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي على بيان المرصد الوطني للدفاع عن مدينة الدولة وحملة التعليقات الرافضة لوجوده في البلاد بالقول إن الداعية محسوب على حزب النور الداعم للرئيس المصري، وتختلف مناهجه مع حركة الإخوان.

من جهته اوضح مدير قصر العلوم صالح نصر، أنّ إدارة المؤسسة تلقت طلبا من جمعية “سفراء التعليم”، وهي قانونية معترف بها من قبل السلطات التونسية، لتنظيم محاضرة حول صعوبات التعلّم، مشيرا أنّ قصر العلوم لا علم له بنشاط المحاضر “شريف طه”.

وأكد نصر أنّ إدارة قصر العلوم حرصت على عدم توظيف الجانب الديني في المحاضرة، بما أنها كانت موجهة للأطفال، كما أن الجمعية المنظمة للمحاضرة أمضت على اتفاق يقضي بـ “التزامها بموضوع الطلب لا غير”.

وأضاف، أنّ الأستاذ المحاضر معروف باهتمامه بقضايا الأطفال وصحتهم النفسية، والأنشطة التربوية والتعليمية، لافتا إلى أن قصر العلوم لم يوجه دعوة له لحضور المحاضرة ولا علاقة له به، كما لم يتم التطرق إلى مواضيع دينية أثناء المحاضرة.

ويقتصر دور قصر العلوم، حسب مديره، على مساعدة الجمعيات والمنظمات على تنظيم أنشطة علمية وثقافية، وبعض التظاهرات الدينية التي تتماشى مع طبيعة قصر العلوم فقط.