دعم حزب الله للفصائل الإسلامية يفجر الوضع في عين الحلوة

وسائل الإعلام التابعة لحزب الله وحلفائه، تتهم حركة فتح بتنفيذ مخطط أميركي إسرائيلي في المخيم لتوطين الفلسطينيين وإجهاض حق العودة.

بيروت - قتل عشرة أشخاص وأصيب العشرات خلال تجدد أعمال العنف بين فصائل متنافسة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، فيما تشير مصادر إلى أيادي خفية لحزب الله وراء هذه الاشتباكات.

وشهد مخيم عين الحلوة عدة جولات من الاشتباكات منذ أواخر يوليو تموز بين حركة فتح ومقاتلين إسلاميين. وقتل أكثر من عشرة أشخاص في الجولة الأولى.
وانتهت بعد خمسة أيام نتيجة سلسلة اتصالات بين فصائل فلسطينية ومسؤولين وأحزاب لبنانية، حيث تم الاتفاق على ضرورة تسليم المشتبه بهم بمقتل القيادي في فتح أبو أشرف العرموشي وآخر ينتمي إلى المجموعات الإسلامية اعتبر مقتله شرارة لاندلاع الاشتباكات، لكن المهلة انقضت من دون أن يتم تسليم أحد.

وذكرت مصادر مطلعة، أن السبب الأساسي في تفجر الوضع في عين الحلوة، هو محاولة محور الممانعة تنحية حركة فتح وتسليم قيادة المخيم إلى سلطة تابعة له كحماس والجهاد.

لكن الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، سبق أن نفى أي مسؤولية لجماعته عن هذه الاشتباكات. وقال في كلمة متلفزة، في يولية تموز الماضي، إن "القناة التلفزيونية التي اتهمت حزب الله بانفجار المرفأ هي نفسها تقول إن ما يحصل في مخيم عين الحلوة سببه حزب الله، وهذه تفاهة".
وتتهم وسائل الإعلام التابعة لحزب الله وحلفائه، حركة فتح بتنفيذ مخطط أميركي إسرائيلي في المخيم لتوطين الفلسطينيين وإجهاض حق العودة.

والجيش اللبناني لا يدخل المخيمات بموجب اتفاق ضمني بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية، فيما تتولى الفصائل الفلسطينية نوعاً من الأمن الذاتي داخل المخيمات، عبر قوة أمنية مشتركة.

وبعد وقف لإطلاق النار استمر شهرا تجدد القتال مطلع الأسبوع، وأدى إلى مقتل عشرة أشخاص على الأقل، بحسب مصدرين فلسطينيين في المخيم. وينتمي ستة منهم إلى حركة فتح واثنان آخران لفصائل إسلامية.

وقال مصدر أمني لبناني ومصدران فلسطينيان إن الاثنين المتبقيين من المدنيين. كما قتل شخص السبت عندما وصلت رصاصة طائشة جراء الاشتباكات إلى بلدة قريبة من المخيم.

كذلك طاول رصاص القنص والقذائف الطائشة حسبة صيدا، ومؤسساتها التجارية ودور العبادة، ما تسبب بوقوع إصابات في صفوف المدنيين.

وأفيد عن سقوط قذيفتين قرب محلات "ميعاري هوم"، عند تقاطع شارع دلاعة القريب من السراي الحكومي والتي أصيب فيها مكتب أمن الدولة برصاصات طائشة بعدما تعرّض مكتب الأمن العام داخل السراي لاعتداء مماثل قبل يومين وإصابة أحد عناصره.

وذكر بيان للجيش اللبناني أن خمسة جنود أصيبوا، أحدهم في حالة حرجة، إثر سقوط ثلاث قذائف في مركزين عائدين لوحدات الجيش المنتشرة في محيط المخيم.
وتسببت هذه الاشتباكات بشلل تام في مدينة صيدا، حيث أقفلت الدوائر الرسمية والجامعات والمدارس والمرافق الحيوية وخلت شوارع المدينة من السيارات والمارة.

ويعاني النازحون من المخيم والمناطق المجاورة للمخيم  من وضع"مأساوي"، بحسب ما وصف رئيس بلدية صيدا، حازم خضر بديع، قبل أيام قليلة، مضيفا أن "عشرات العائلات نزحت ليلاً إلى مسجد الموصللي وإلى بلدية صيدا التي استضافت وحدها أكثر من 300 شخص من أطفال ونساء وشيوخ".

وناشد بديع، خلال تفقده لنازحين في باحة البلدية برفقة نائبه عبد الله كنعان وقائد شرطة البلدية بدر قوام، المنظمات الإغاثية المحلية والعالمية "مد يد المساعدة، لأن الوضع الصحي والاجتماعي للنازحين كارثي ونقدر أن أعدادهم ستزداد"، داعياً المسؤولين إلى الضغط بجدية لوقف إطلاق نار دائم"، واصفاً تداعيات الاشتباكات "بالكارثية على المخيم وصيدا ومنطقتها".

ومخيم عين الحلوة هو الأكبر من بين 12 مخيما للفلسطينيين في لبنان، ويضم حوالي 80 ألفا من إجمالي ما يصل إلى 250 ألف لاجئ فلسطيني في أنحاء البلاد، بحسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "أونروا".

وأثار تجدد العنف المخاوف من احتمال امتداد الاشتباكات إلى مدينة صيدا المجاورة. ويخشى السكان من سيناريو مماثل لما حدث في مخيم نهر البارد للفلسطينيين بشمال البلاد حيث شن الجيش اللبناني هجوما استمر 15 أسبوعا لطرد الجماعات الإسلامية في 2007.ومن المقرر أن يصل مسؤول كبير من حركة فتح إلى لبنان الاثنين، كما سيعقد القائم بأعمال مدير الأمن العام اجتماعا طارئا بهذا الشأن.

وقالت الأونروا إن الفصائل المسلحة استولت على ثماني مدارس تابعة لها، مما أجبر الوكالة على توفير بدائل لاستضافة الطلاب مع اقتراب بداية العام الدراسي.