دعوات للسفن في مياه الخليج والمحيط الهندي للبقاء في حالة حذر

أسعار النفط تقفز بنحو ثلاثة دولارات للبرميل متأثرة بتقارير عن هجوم إسرائيلي على أصفهان الإيرانية، مما أثار مخاوف من احتمال تعطل إمدادات النفط في الشرق الأوسط.
صناعة الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن

دبي - رفع الهجوم الإسرائيلي المفترض على موقع أو منشآت عسكرية إيرانية في مدينة أصفهان منسوب المخاوف والتحذيرات من ارتدادات محتملة في الخليج وغرب المحيط الهندي، وسط توقعات بأن يزيد الحوثيون أو طهران من وتيرة الهجمات على السفن في الممرات المائية الحيوية.

وسبق للحرس الثوري الإيراني أن أطلق تهديدا مبطنا بأنه قادر في كل لحظة على إغلاق مضيق هرمز المنفذ المائي الحيوي الذي تمره عبره إمدادات الطاقة والتجارة للعالم التي تنقلها ناقلات النفط والغاز وسفن الشحن.

وقالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري إنها توصي السفن التجارية في الخليج العربي وغرب المحيط الهندي بالبقاء في حالة حذر تأهبا لزيادة نشاط الطائرات المسيرة في المنطقة، مضيفة أنها تلقت معلومات تشير إلى تنفيذ "ضربة عسكرية إسرائيلية" على أصفهان بإيران.

وفي وقت سابق، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إنها على علم بتقارير مماثلة لكن لا توجد مؤشرات على أن سفنا تجارية كانت الهدف المقصود من الهجوم.

وقالت اتحادات رائدة في صناعة الشحن العالمية في رسالة صدرت اليوم الجمعة إن السفن التجارية والبحارة معرضون للخطر بشكل متزايد مع تصاعد الهجمات في الشرق الأوسط، مطالبة الأمم المتحدة ببذل المزيد من الجهد لحماية سلاسل التوريد.

وأكدت في رسالة بعثت الخميس إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن استيلاء إيران في 13 أبريل نيسان على سفينة الحاويات (أريس) "يسلط الضوء مرة أخرى على الوضع الذي يصعب احتماله والذي أصبح الشحن البحري فيه مستهدفا". وجاء في الرسالة "قُتل بحارة أبرياء، واحتُجز آخرون رهائن".

وأضافت "سيغضب العالم إذا تم الاستيلاء على أربع طائرات واحتجازها وعلى متنها أرواح بريئة. وللأسف، لا يبدو أن هناك الاستجابة نفسها أو القلق بالنسبة للسفن وأفراد أطقمها".

ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني يشنّ الحوثيون هجمات بصواريخ وطائرات مسيّرة على سفن في البحر الأحمر وخليج عدن ويقولون إن هذه الهجمات تندرج في إطار تضامنهم مع الفلسطينيين في غزة، بينما يتوقع أن يكثفوا هجماتهم بعد الهجوم الإسرائيلي على أصفهان.

وأمس الخميس دعا زعيم جماعة أنصار الله باليمن عبدالملك الحوثي الدول الأوروبية إلى سحب قطعها الحربية من البحر الأحمر، مشددا على أنه لا خطر على الملاحة الأوروبية التي لا تتجه إلى إسرائيل.

وقال الحوثي في كلمة متلفزة بثتها قناة "المسيرة" الفضائية التابعة للجماعة "نقول للأوروبيين من مصلحتكم سحب قطعكم التي تكلفكم كثيرا، وتدخلكم في مخاطر ومناوشات لصالح الولايات المتحدة".

وتابع موجها خطابه إلى الدول الأوروبية "من خلال التنسيق مع بلدنا تستطيع أي دولة أن تعبر في البحر من دون أي استهداف"، لافتا إلى أن "التأثير على أمن وسلامة الملاحة وعبور السفن هو في ازدحام القطع الحربية في البحر الأحمر".

وأعلن زعيم المتمردين الحوثيين أنّ جماعته شنّت منذ بدء الحرب في قطاع غزة هجمات على حوالي مئة سفينة "مرتبطة بالعدو" الإسرائيلي في مياه البحر الأحمر وخليج عدن، وذلك في إطار ما تقول الجماعة إنّها محاولات لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة والضغط باتجاه وقف الحرب المستعرة منذ أكثر من ستة أشهر.

وقال الحوثي إنّه "تمّ استهداف ثماني سفن مرتبطة بالأعداء، ليصل إجمالي السفن المستهدفة إلى 98 سفينة".

وترخي التوترات المتناثرة في المنطقة بظلالها على أسعار النفط العالمية، إذ قفزت أسعار النفط بنحو ثلاثة دولارات للبرميل اليوم الجمعة متأثرة بتقارير عن الهجوم مما أثار مخاوف من احتمال تعطل إمدادات النفط في الشرق الأوسط. وتخلى خام برنت عن بعض تلك المكاسب، ليجري تداوله بارتفاع 1.85 بالمئة إلى 88.74 دولار للبرميل بحلول الساعة 05:51 بتوقيت غرينتش بعد أن وصل إلى مستوى مرتفع عند 90.75 دولار.

وقال ثلاثة أشخاص مطلعين إن إسرائيل هاجمت إيران، بينما ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية في وقت مبكر من اليوم الجمعة أن قواتها أسقطت طائرات مسيرة، وذلك بعد أيام من شن إيران هجوما انتقاميا بطائرات مسيرة على إسرائيل.

وقالت وكالة فارس الإيرانية للأنباء إن ثلاثة انفجارات سُمعت بالقرب من قاعدة عسكرية في شمال غرب مدينة أصفهان، فيما صرح مسؤول إيراني لرويترز بأن الانفجارات التي سُمعت في أصفهان كانت نتيجة لتفعيل أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، مضيفا أنه لم يتم شن هجوم صاروخي على إيران.