'دماغ ثان' داخل بطوننا
واشنطن - لا ينفك الجسم البشري رغم خضوعه لدراسات معقمة على مدى مئات السنين يفاجئنا، اذ توصل فريق علمي اميركي لحقيقة مذهلة عن الامعاء تعتبرها اشبه ب'دماغ ثان'.
ويأمل الفريق ان يساعده هذا الاكتشاف على علاج امراض معوية مستعصية.
ووفق الدراسة المنشورة حديثًا في دورية 'بانس' التي اشرف عليها باحثون في جامعة ولاية ميشيغن فإن الجهاز العصبي المعوي مستقل بشكل ملحوظ.
وقال الفريق انه يمكن للأمعاء القيام بالعديد من واجباتها المعتادة حتى لو انفصلت بطريقة ما عن الجهاز العصبي المركزي.
ويشير العلماء إلى أن عدد خلايا الجهاز العصبي المتخصصة، أي الخلايا العصبية والدبقية، الموجودة في أمعاء الإنسان يماثل تقريبًا العدد الموجود في دماغ القطة.
ويقول أستاذ مؤسسة جامعة ولاية ميشيغن في قسم علم وظائف الأعضاء بكلية العلوم الطبيعية بريان غولبرانسن "معظم الناس لا يعرفون أن هذا العدد الكبير من الخلايا العصبية يتواجد في أمعائهم".
شبكة واسعة من الخلايا العصبية والدبقية التي تبطن أمعائنا
ويضيف غولبرانسن "هذا الاكتشاف يعتبر بمثابة الدماغ الثاني في أمعائنا، حيث يعد شبكة واسعة من الخلايا العصبية والدبقية التي تبطن أمعائنا".
تُعد الخلايا العصبية أكثر أنواع الخلايا شيوعًا، وتشتهر بتوصيل الإشارات الكهربائية للجهاز العصبي، على جانب آخر، فإن الخلايا الدبقية ليست نشطة كهربائيًا، مما جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للباحثين لفك رموز ما تفعله هذه الخلايا.
في السابق كانت إحدى النظريات الأساسية تتبنى ما مفاده أن الخلايا الدبقية توفر دعمًا سلبيًا للخلايا العصبية.
أظهر غولبرانسن وفريقه أن الخلايا الدبقية تلعب دورًا أكثر نشاطًا في الجهاز العصبي المعوي؛ إذ تعمل الخلايا الدبقية بطريقة دقيقة للغاية للتأثير على الإشارات التي تحملها الدوائر العصبية.
ويقول العلماء إن هذا الاكتشاف يمكن أن يساعد في تمهيد الطريق لعلاجات جديدة لأمراض الأمعاء التي تصيب ما يصل إلى 15 بالمئة من سكان الولايات المتحدة.
كما يمكن أن تشارك الخلايا الدبقية أيضا في العديد من الحالات الصحية الأخرى، بما في ذلك اضطرابات حركية الأمعاء، مثل: الإمساك واضطراب نادر يُعرف باسم الانسداد المعوي الزائف المزمن.
لكن العلماء لم يصلوا بعد إلى مرحلة تقديم علاجات لهذه المشاكل، إلا أنهم أصبحوا أكثر قدرة على فحصها وفهمها بشكل كامل، ما يمكنهم من العمل على تقديم العلاجات المناسبة مستقبلا.