دمشق تلوم الأردن على الضربات الجوية ضد مهربي المخدرات

وزارة الخارجية السورية تعتبر أن التصعيد السياسي والإعلامي والعسكري لا ينسجم مع ما تم الاتفاق عليه بين اللجان المشتركة حول التعاون لمكافحة التهريب والاتجار بالمخدرات.

دمشق - اعتبرت دمشق اليوم الثلاثاء أنه لا يوجد مبرر للضربات الجوية الأردنية داخل الأراضي السورية التي قالت عمان إنها استهدفت تجار مخدرات مرتبطين بإيران شكل توغلهم عبر الحدود تهديدا مباشرا للأمن القومي الأردني.

ويكثف الجيش الأردني منذ أسابيع حملته على مهربي المخدرات وذلك بعد اشتباكات دارت الشهر الماضي مع عشرات الأشخاص الذين يشتبه في أنهم على صلة بفصائل متحالفة مع إيران وينقلون كميات كبيرة من المخدرات عبر الحدود مع سوريا فضلا عن أسلحة ومتفجرات.

وقالت مصادر من مخابرات إقليمية في تصريحات دعمتها روايات سكان وشهود إن عشرة مدنيين، بينهم نساء وأطفال، لقوا حتفهم في ضربة شنها الأردن يوم الخميس الماضي ضمن عدة هجمات منذ العام الماضي على مخابئ تجار المخدرات ومستودعات مرتبطة بالفصائل الإيرانية في جنوب سوريا.

وذكرت وزارة الخارجية السورية في بيان أن "التصعيد السياسي والإعلامي والعسكري الذي شهدناه في الأشهر القليلة الماضية لا ينسجم إطلاقا مع ما تم الاتفاق عليه بين اللجان المشتركة من الجانبين حول التعاون المخلص لمكافحة جميع الانتهاكات بما في ذلك العصابات الإجرامية للتهريب والإتجار بالمخدرات".

وأضافت "سوريا تشدد على أنه لا مبرر لمثل هذه العمليات العسكرية داخل أراضيها وتؤكد في الوقت ذاته أنها تحاول احتواءها حرصا منها على عدم التوتر أو التأثير على استمرار استعادة العلاقة الأخوية بين البلدين".

ونفى مسؤولان أردنيان طلبا عدم نشر اسميهما استهداف المدنيين وقالا إن الضربات في سوريا تأتي بعد تحذيرات متكررة في اجتماعات رفيعة المستوى مع مسؤولين سوريين من أن عمان ستتخذ إجراءات إذا استمرت دمشق في تجاهل طلبات الحد من عمليات التوغل المرتبطة بالمخدرات والتي تثير القلق.

وأضاف أن زيادة هذه الحوادث تزامنت مع تزايد الهجمات على القواعد الأميركية في شمال سوريا، الذي يسيطر عليه الأكراد، وفي العراق حيث تتضامن فصائل موالية لإيران مع مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس في حربها ضد إسرائيل بغزة.

وتقول الحكومة الأردنية، مثل حلفائها في الغرب، إن جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران وغيرها من الفصائل الموالية لطهران، والتي تسيطر على جزء كبير من جنوب سوريا، تقف وراء زيادة تهريب المخدرات والأسلحة.

وتنفي إيران وحزب الله هذه الاتهامات ويقولان إنها جزء من مؤامرة غربية ضدهما. وتنفي الحكومة السورية أن قواتها الأمنية والعسكرية تعمل بشكل وثيق مع الفصائل المتحالفة مع إيران والمتورطة في تهريب المخدرات. ويقول مسؤولون أردنيون إنهم قدموا أسماء تجار مخدرات كبار إلى السلطات السورية.

وأفاد مسؤولون أميركيون وأوروبيون بأن شحنات بمليارات الدولارات من مخدر الكبتاغون السوري الصنع تصل إلى دول الخليج سنويا عبر الأردن وبأنها تمول مجموعة من الفصائل الموالية لإيران ولحكومة دمشق التي نشأت في ظل الصراع المستمر في سوريا منذ أكثر من عقد.

وفرضت واشنطن والاتحاد الأوروبي عقوبات العام الماضي على مسؤولين كبار مرتبطين بالرئيس السوري بشار الأسد بسبب ما يتردد عن تورطهم في تجارة الكبتاغون، التي يقولون إنها شريان حياة مالي للدائرة المحيطة به أيضا. وتنفي حكومة الأسد أي دور لها في تجارة المادة المخدرة.

ويقول مسؤولون أردنيون إن الفصائل الموالية لإيران في العراق وسوريا تستخدم حرب المخدرات لزيادة الضغط على الأردن، الحليف القوي للولايات المتحدة والذي يستضيف المئات من القوات الأمريكية.

وتؤكد مصادر من مخابرات غربية أن واشنطن منحت الأردن نحو مليار دولار منذ بدء الحرب في سوريا عام 2011 لتعزيز أمن الحدود وأرسلت في الآونة الأخيرة مساعدات عسكرية إضافية لهذا الغرض.