دمشق تنهي الشغور الدبلوماسي في الرياض

الرئيس السوري يعيّن نائب وزير الخارجية سفيرا لدى السعودية بعد أكثر من عقد على فراغ المنصب.

دمشق ـ أنهت دمشق أكثر من عقد من الشغور الدبلوماسي في السعودية بتعيين سفير لها لدى الرياض، فيما تأتي هذه الخطوة بعد أن لعبت المملكة التي أعادت علاقاتها مع سوريا، دورا بارزا في جهود عودة سوريا إلى الحضن العربي.

وأعلنت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري اليوم الأربعاء أن نائب وزير الخارجية أيمن سوسان تم تعيينه سفيرا لدى السعودية. وكان سوسان شغل منصب نائب وزير الخارجية والمغتربين منذ عام 2014 وقبلها كان يشغل منصب سفير سوريا لدى بلجيكا والاتحاد الأوروبي حتى عام 2012.

وفي مايو/أيار الماضي أعلنت الرياض قرارها باستنئاف عمل بعثتها الدبلوماسيّة في سوريا بعد أكثر من عقد على إغلاق سفارتها في دمشق إثر اندلاع النزاع الدامي في هذا البلد، كما اتخذت دمشق نفس الخطوة بالإعلان عن عودة العمل في سفاراتها بالمملكة.

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد أدى زيارة إلى دمشق في أبريل/نيسان الماضي قبل أيام من انعقاد قمة جدّة، في أول زيارة رسمية لمسؤول سعودي إلى سوريا منذ القطيعة بين الدولتين، بالتزامن مع جهود لإعادة دمشق إلى محيطها العربي.

وشدد الأمير فيصل بن فرحان في تصريح حينها على أن المرحلة القادمة تقتضي أن تعود العلاقة بين سوريا وإخوتها من الدول العربية إلى حالتها السليمة وأن يعود دور دمشق عربيا وإقليميا أفضل مما كان عليه من قبل".

وألقت الرياض بثقلها في دعم وحدة سوريا وأمنها ولعبت دورا بارزا في فكّ عزلة النظام السوري، معتمدة على سياسة تهدف إلى تصفير المشكلات وإعادة هيكلة المنطقة.

وأعطى اتفاق عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد، دفعة قوية لمسار المصالحات في المنطقة.

وإثر اندلاع الاحتجاجات في سوريا التي تحولت إلى نزاع دام في 2011 قطعت دول عربية عدة على رأسها السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق.
وقدّمت الرياض التي أغلقت سفارتها في دمشق في مارس/آذار 2012، خلال سنوات النزاع الأولى دعما للمعارضة السورية، واستقبلت شخصيات منها على أراضيها لكن خلال السنوات القليلة الماضية برزت مؤشرات انفتاح عربي تجاه سوريا بدأت مع إعادة فتح الإمارات سفارتها في دمشق العام 2018.

وفي فبراير/شباط الماضي أرسلت السعودية عشرات الأطنان من المساعدات الإغاثية إلى سوريا بعد تعرضها لزلزال خلّف آلاف القتلى، في سياق تضامن عربي مع دمشق رسم علامة بارزة على بداية فكّ عزلة النظام السوري.