دول أخرى على خطى واشنطن تنقل سفاراتها للقدس المحتلة

دول الاتحاد الأوروبي ربما تشكل الاستثناء في خضم اعلانات وقرارات تشير إلى عزم عدد من الدول النسج على منوال الولايات المتحدة في نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة.

واشنطن تنقل سفارتها للقدس المحتلة في ذكرى النكبة
موجة عنف محتملة قد تندلع في القدس والأراضي الفلسطينية
الاتحاد الأوروبي يخشى من أوقات أكثر ظلمة
قرار ترامب ينهي حل الدولتين
القدس المحتلة مقبلة على أوقات عصيبة

القدس المحتلة - يعتبر نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة في الرابع عشر من مايو/ايار الحدث الأبرز في إسرائيل، لكنه لن يكون الأول ولا الأخير، بل سيليه نقل سفارات أخرى إلى المدينة.

ويتزامن نقل السفارة مع الذكرى السبعين للنكبة (قيام دولة اسرائيل) وتهجير أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948.

وفي البداية، ستكون السفارة في مبنى القنصلية الأميركية في القدس المحتلة، إلى حين تخطيط وبناء موقع دائم للسفارة، بحسب وزارة الخارجية الأميركية.

وفي الماضي كان هناك عدد من السفارات في القدس وبالأخص لدول افريقية ودول من أميركا اللاتينية.

وبعد حرب السادس من أكتوبر/تشرين الأول عام 1973 قطعت ساحل العاج وزائير (جمهورية الكونغو الديمقراطية حاليا) وكينيا الروابط الدبلوماسية مع اسرائيل وأغلقت أبواب سفاراتها في القدس، ثم قامت بإعادة العلاقات لاحقا، لكنها نقلت سفاراتها إلى تل أبيب.

وسنت إسرائيل في عام 1980 قانونا ضمت فيه القدس الشرقية وأعلنتها عاصمتها الأبدية الموحدة في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي ولا منظمة الأمم المتحدة.

وتعترف الأمم المتحدة بالقدس الشرقية كأرض محتلة تخضع لبنود معاهدة جنيف الرابعة، وترفض بذلك الاعتراف بـ"السيادة الإسرائيلية" عليها.

وأعلن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن هذا التحرك غير قانوني واتخذ قرارا يدعو "تلك الدول التي أنشأت بعثات دبلوماسية في القدس لسحب مثل هذه البعثات".

وامتثلت عدة دول لقرار مجلس الأمن منها هولندا وهايتي وعدة دول من أميركا اللاتينية .

وعادت كوستاريكا والسلفادور إلى القدس في عام 1984 ولكنهما نقلتا مقارهما مرة أخرى إلى تل أبيب عام 2006.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في السادس من ديسمبر/كانون الأول اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، في قرار لقي ترحيبا إسرائيليا وادانة دولية.

وحذا البعض حذو ترامب وأعلنت غواتيمالا عن نقل سفارتها. وقال الرئيس الغواتيمالي جيمي موراليس إن سفارة بلاده ستنتقل إلى القدس في 16 مايو /ايار.

وقالت وزارة الخارجية في باراغواي الأربعاء إن بلادها ستنقل سفارتها أيضا إلى القدس.

وأكدت وزارة الخارجية الاسرائيلية في بيان أن رئيس باراغواي هوراسيو كارتيس سيحضر حفل الافتتاح نهاية الشهر.

وطالب الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس في 27 ابريل/نيسان رئيسة الوزراء فيوريكا دانشيلا التي وافقت على نقل محتمل للسفارة الرومانية من تل ابيب إلى القدس، بالاستقالة ولو تم نقل السفارة الرومانية، ستكون رومانيا أول عضو في الاتحاد الأوروبي يقوم بذلك.

واعتبر يوهانيس أن نقل السفارة إلى القدس مخالف للقانون الدولي وعبر عن معارضته لمسعى الحكومة، مؤكدا أنه لم يتم ابلاغه مسبقا بهذا القرار.

القنصلية الأميركية العامة في القدس
مبنى القنصلية الاميركية العامة في القدس مقرا مؤقتا للسفارة الأميركية

وأعلنت وزارة الخارجية التشيكية في 25 ابريل/نيسان عن إعادة فتح قنصليتها الفخرية في القدس المحتلة في مايو/ايار في حين قال الرئيس التشيكي ميلوش زيمان إنه يود أن يرى انتقال سفارة بلاده إلى القدس. ولم تعلن الحكومة سوى إعادة فتح قنصليتها الفخرية وتأسيسها مركزا ثقافيا تشيكيا.

من جهة أخرى ذكرت وسائل الاعلام الفلسطينية أن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أكد للرئيس الفلسطيني محمود عباس أن بلاده لن تنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.

وبعيد اعلان ترامب نقل السفارة حذرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني من أن "اعلان الرئيس ترامب حول القدس يثير قلقا شديدا. إنه يأتي في اطار هش جدا ويمكن أن يعيدنا إلى أوقات أكثر ظلمة من التي نعيشها الآن"، داعية كل الأطراف إلى "التحلي بالحكمة وعدم التصعيد".

وأضافت موغيريني أن "موقف الاتحاد الأوروبي واضح وموحد"، مؤكدة أن "الحل الواقعي الوحيد للنزاع بين اسرائيل وفلسطين يرتكز على أساس دولتين مع القدس عاصمة لدولة اسرائيل ودولة فلسطين".

وزار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بعد عدة أيام من اعلان ترامب بروكسل مقر الاتحاد الأوروبي والتقى وزراء خارجية الدول الأعضاء الـ28 في الاتحاد على "فطور غير رسمي".

وقال لهم "اعتقد أن جميع الدول الأوروبية أو معظمها ستنقل سفاراتها إلى القدس مستقبلا لكنه جوبه برد "بأن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لن تخطو هذه الخطوة".