دول تشيد بفوز اردوغان وأخرى تحذر من استبداد أشد

وزيرة خارجية السويد ترد على خطاب الفوز الذي القاه اردوغان بالقول إن تركيا ليست في موقع إعطاء دول أخرى دروسا في الديمقراطية في وقت يقبع فيه زعيم المعارضة الموالي للأكراد في السجن منذ فترة طويلة.

بوتين يسارع للثناء على الحليف التركي
اليونان تتمنى أن يتخلى اردوغان عن عصبيته
السويد تذكّر بسجن اردوغان لزعيم حزب الشعوب الديمقراطي

موسكو/بروكسل - أثار فوز الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بولاية رئاسية جديدة تضع تركيا على طريق حكم الفرد الواحد بصلاحيات تنفيذية واسعة، ردود فعل دولية متباينة تراوحت بين الثناء والتحذير والقلق من استبداد أشد.

وهنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين حليفه اردوغان على إعادة انتخابه رئيسا لتركيا، معتبرا أنها دليل على "سلطته السياسية الكبيرة"، في حين لم تخف دول أخرى قلقها إزاء ملفات حساسة مثل حقوق الإنسان في تركيا وقمع الحريات.

وبعدما أرسل بوتين برقية تهنئة صباح الاثنين، تحدث هاتفيا مع نظيره التركي "لتهنئته على فوزه" واتفقا خصوصا على "الحفاظ على تعاون وثيق" في الملف السوري كما أعلن الكرملين في بيان.

وفي برقية التهنئة شدد بوتين، على أن "نتائج الانتخابات دليل واضح على السلطة السياسية الكبيرة لاردوغان"، بحسب بيان صدر عن الكرملين.

وتابع البيان أن إعادة انتخاب اردوغان من الدورة الأولى دليل أيضا على " الدعم الواسع الذي تحظى به قيادته حول نهجها إزاء المسائل الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها تركيا ولتعزيز موقف البلاد على صعيد السياسة الخارجية".

وأقام اردوغان المهيمن على السلطة في تركيا منذ 15 عاما والذي أعيد انتخابه لولاية رئاسية جديدة من خمس سنوات الأحد، علاقة وثيقة مع بوتين في السنوات الأخيرة تخللها عام من الأزمة بعد إسقاط الجيش التركي طائرة حربية روسية فوق سوريا.

وفي العام 2017، التقى الرئيسان اللذان تشهد علاقاتهما مع الغرب توترا، ثماني مرات وأجريا عدة محادثات هاتفية.

وأضاف بيان الكرملين أن بوتين الذي التقى اردوغان في ابريل/نيسان "أشاد بالتقدم في تعزيز العلاقات بين روسيا وتركيا التي شارفت على بلوغ مستوى استراتيجي على عدة أصعدة".

وأوضح أن "الكرملين أكد استعداده لمواصلة حوار نشط والعمل بشكل ثنائي ووثيق على جدول الأعمال الإقليمي والدولي".

وتتولى روسيا وإيران الداعمتان للنظام السوري وتركيا الداعمة لفصائل معارضة سورية، رعاية محادثات استانا التي أتاحت خصوصا إقامة أربع مناطق لخفض التوتر في سوريا حيث أوقع النزاع أكثر من 350 ألف قتيل منذ العام 2011.

وفي ابريل/نيسان انضم الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى بوتين واردوغان للمشاركة في قمة ثلاثية حول سوريا في أنقرة.

كما تعززت العلاقات الاقتصادية بين موسكو وأنقرة مؤخرا مع تشييد المحطة النووية في اكويو في مرسين (جنوب) على يد العملاق الروسي "روساتوم" بكلفة تقدر بـ20 مليار دولار.

ووقعت أنقرة وموسكو اتفاقا حول شراء تركيا العضو في الحلف الأطلسي، أنظمة دفاعية روسية مضادة للطائرات من طراز "اس-400"، ما أثار غضب واشنطن.

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين
مصالح اقتصادية وسياسية تقوي التحالف التركي الروسي

وقدم الرئيس الإيراني حسن روحاني "أصدق التهاني" لاردوغان.

وعبر عن أمله في أن تتطور العلاقات الثنائية "بشكل إضافي استنادا إلى الروابط الثابتة التاريخية والثقافية والدينية وحسن الجوار والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتعاون المسؤول الوثيق بين البلدين بخصوص التطورات في المنطقة والعالم الإسلامي من أجل تمهيد الطريق بشكل أفضل لحل القضايا وإرساء السلام والاستقرار وكذلك رفاه شعوب المنطقة".

وهنأ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اردوغان على إعادة انتخابه. وقال "أتقدم بالتهاني للرئيس اردوغان على إعادة انتخابه كرئيس وللشعب التركي على نسبة المشاركة المرتفعة في الانتخابات".

وأضاف أن الحلف "مبني على بعض القيم الجوهرية: الديمقراطية وسيادة القانون والحرية الفردية. أنا شخصيا أولي أهمية بالغة لهذه القيم وأؤكد على أهميتها في العديد من عواصم الدول الأعضاء في الحلف بما فيها أنقرة عندما التقي القادة الأتراك هناك".

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ أن بكين تهنئ اردوغان و"تحترم الخيار الذي قام به الشعب التركي".

وقال "إن الصين تعلق أهمية كبرى على علاقاتها مع تركيا. في السنوات الماضية وتحت إشراف رئيسي الدولتين شهدت علاقاتنا الثنائية والتعاون بيننا في كل المجالات تقدما وحققت الكثير من النتائج الايجابية".

وأضاف "الصين ترغب في زيادة العمل مع تركيا من أجل المضي قدما في تعاوننا الاستراتيجي من أجل خدمة مصالح بلدينا وشعبينا".

وأعلن المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن "بريطانيا تتطلع لمواصلة علاقاتها الوثيقة مع تركيا".

وأضاف "أن البلدين لديهما مجموعة واسعة من المصالح المشتركة لا سيما أمن المنطقة ومكافحة الإرهاب والاستثمارات والتجارة الثنائية. سنتعاون مع الرئيس اردوغان وحكومته لتطوير هذه العلاقة الثنائية المهمة".

وفي المقابل اكتفى وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتزياس بالقول ردا على أسئلة الصحافيين "آمل في أن يصبح (اردوغان) بعد هذا الفوز الانتخابي، أقل عصبية".

وكان كوتزياس قد أعلن الأسبوع الماضي أنه على اردوغان "أن يبدي المزيد من المرونة والنية بحل المشاكل" في إشارة خصوصا إلى مسألة توقيف جنديين يونانيين منذ مارس/آذار في مدينة تركية.

واعتبرت وزيرة خارجية السويد مارغو والستروم أن "تركيا ليست في موقع إعطاء دول أخرى دروسا في الديمقراطية في وقت يقبع فيه زعيم المعارضة الموالي للأكراد في السجن منذ فترة طويلة".

وكانت تشير إلى خطاب الفوز الذي ألقاه اردوغان وقال فيه إن نحو 90 بالمئة من الناخبين "أعطوا العالم بأسره درسا في الديمقراطية".

وقالت والستروم قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ إن "القضية الكردية والتطورات الاقتصادية في تركيا تطرح تحديا جديا. كنا قلقين حيال طريقة تطور تركيا في الآونة الأخيرة، كان الأمر مثيرا للقلق".

القضية الكردية والتطورات الاقتصادية في تركيا تطرح تحديا جديا. كنا قلقين حيال طريقة تطور تركيا في الآونة الأخيرة، كان الأمر مثيرا للقلق.

مارغو والستروم وزيرة خارجية السويد

وردا على سؤال حول ما إذا كانت تركيا ستصبح أكثر ديمقراطية مع تعزيز سلطات اردوغان، قالت والستروم "للأسف ليس لدي أمل كبير لكن يجب إعطاؤهم فرصة".

وهنأ الرئيس الصربي الكسندر فوسيتش اردوغان قائلا إن بلغراد "ستبقى شريكا موثوقا لتركيا ولدورها كقائد مستعد للدفاع عن القيم والمبادئ في هذه الأوقات الصعبة جدا".

وعبر الزعيم البوسني المسلم بكر عزت بيغوفيتش لاردوغان "عن قناعته بأنه سيواصل قيادة تركيا لما فيه خير الشعب التركي وأنه سيواصل على الساحة الدولية النضال من أجل حقوق الأشخاص المحرومين منها".

وأضاف "لهذا السبب تحديدا يتم الاحتفال بفوزك ليس فقط في تركيا وإنما في العالم الإسلامي أيضا".

وهنأ رئيس وزراء بلغاريا بويو بوريسوف اردوغان على فوزه في اتصال هاتفي.

وقال "أنا مقتنع بأننا سنعمل معا لتعزيز العلاقات بين بلدينا في مجال الهجرة كذلك من أجل السلام والاستقرار في المنطقة".

كما هنأ رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان الرئيس التركي على إعادة انتخابه، معتبرا أن "استقرار تركيا نبأ سار" لأوروبا.

ووجه اوربان برقية تهنئة إلى الرئيس التركي قال فيها إن "قارتنا تواجه مشاكل أمنية خطيرة ومن الضروري تجاوزها من أجل تعاون فعال مع تركيا".