ذئاب تشرنوبل حليف ربما يقود لحسم المعركة مع السرطان

ذئاب تجوب شوارع المدينة المهجورة طورت مقاومة ملحوظة للمرض الخبيث، ما يشكل بارقة أمل في نقل هذه المناعة للبشر.

واشنطن – يعلق علماء اميركيون آمالا كبيرة على جينات ذئاب تجوب شوارع مدينة تشيرنوبل المهجورة طورت مقاومة ملحوظة لمرض السرطان، وذلك لمحاولة نقل هذه المناعة للبشر.

ودرس باحثون من جامعة برينستون في الولايات المتحدة هذه الذئاب وقدموا ما توصلوا اليه في الاجتماع السنوي لجمعية البيولوجيا التكاملية والمقارنة في سياتل.

والجينات هي مقاطع أو أجزاء قصيرة من شريط المادة الوراثية "دي إن إي"، وكل مقطع يكون مسؤولا عن توارث صفة معينة. فمثلا هناك مقطع يحمل لون الشعر، وآخر مخزن عليه الطول. ويخبر الجين الخلية ببناء بروتينات معينة للقيام بوظيفتها. وتوجد في كل خلية من جسم الإنسان قرابة 30 ألف جين.

ويحدث السرطان عندما تحدث طفرة في الجينات الطبيعية، تحول الخلايا من طبيعية إلى سرطانية.

وفي العام 1986ـ انفجر مفاعل نووي في محطة تشيرنوبيل للطاقة في أوكرانيا  مما أدى إلى إجلاء أكثر من 100 ألف شخص من المدينة حيث أدى الانفجار إلى إطلاق إشعاعات مسببة للسرطان.

وظلت المنطقة مهجورة بشكل مخيف منذ ذلك الحين، مع إنشاء منطقة حظر عازلة لمنع الناس من الدخول تبلغ مساحتها 1000 ميل مربع حيث لا يزال الإشعاع يشكل خطر الإصابة بالسرطان.

ولم يعود البشر إلى تلك المساحة، لكن الحياة البرية عادت حيث تجوب الذئاب الأراضي القاحلة للمدينة.

قياسات في الوقت الحقيقي لمكان وجود الذئاب ومقدار الإشعاع الذي يتعرضون له

كانت كارا لوف، عالمة الأحياء في جامعة برينستون في الولايات المتحدة، تدرس كيفية بقاء ذئاب تشيرنوبيل على قيد الحياة على الرغم من تعرضها لأجيال عديدة للجسيمات المشعة.

زارت لوف وفريق من الباحثين المنطقة المحظورة في عام 2014 ووضعوا أطواقا لاسلكية على الذئاب حتى يمكن مراقبة تحركاتهم.

وقالت إن الأطواق تعطي الفريق "قياسات في الوقت الحقيقي لمكان وجود الذئاب ومقدار الإشعاع الذي يتعرضون له".

واكتشف الباحثون أن ذئاب تشيرنوبل تتعرض لما يصل إلى 11.28 مليريم من الإشعاع يوميا، وهو ما يزيد عن 6 أضعاف حد الأمان القانوني للإنسان.

وجدت لوف أن الذئاب قد غيرت أجهزة المناعة على غرار مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الإشعاعي، ولكن الأهم من ذلك أنها حددت أيضا أجزاء معينة من المعلومات الوراثية للحيوانات التي بدت مرنة في مواجهة زيادة خطر الإصابة بالسرطان.

وتسعى لوف إلى تحديد الطفرات الوقائية التي تزيد من احتمالات النجاة من السرطان.

وأظهرت دراسات سابقة أن التعرض للإشعاع يسرع معدل الطفرة الجينية بين النباتات، حيث تُطور بعض الأنواع كيمياء جديدة تجعلها أكثر مقاومة للضرر الإشعاعي وتحمي الحمض النووي الخاص بها.

وأشار العلماء إلى أنه في الماضي، عندما كانت النباتات القديمة تتطور، كانت مستويات الإشعاع الطبيعي على الأرض أعلى بكثير مما هي عليه الآن، بحيث طورت صفات مقاومة للإشعاع.