رأي عسكري وعرض مساعدة أميركية لمصر في محاربة داعش

تصريحات قائد القيادة المركزية الأميركية في القاهرة عن دعم مصر في مكافحة الارهاب تأتي بعد ايام قليلة من هجوم سيناء وفي ظل الخلاف بين البلدين حول ملف حقوق الإنسان.

القاهرة - قال جنرال أميركي الاثنين انه قدم "رأيا" لمصر بشأن تهديد الدولة الاسلامية وعرض ارسال ضابط كبير الى القاهرة لتقديم المشورة في مجال مكافحة الارهاب، وذلك في وقت يشهد خلافا بين البلدين بشأن ملف حقوق الانسان.
 وعقد الجنرال مايكل "إريك" كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية محادثات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة.
وجاء انعقاد المحادثات في أعقاب هجوم دموي شنه متشددون في شبه جزيرة سيناء في مطلع الأسبوع. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مسؤوليته عن الهجوم الذي أدى إلى مقتل ضابط وعشرة جنود مصريين.
وقالت مصادر أمنية مصرية إن مسلحين هاجموا نقطة تفتيش عند إحدى محطات رفع المياه بسيارة ملغومة ونيران أسلحة ثقيلة من شاحنات صغيرة.
وكان ذلك أحد أكثر الهجمات دموية في السنوات القليلة الماضية في شمال سيناء.
وقال كوريلا، الذي يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، عقب المحادثات إن الهجوم يؤكد استمرار تهديد المتطرفين.
وأضاف "قدمت تعازيّ ورأيي عن تهديد داعش".
وذكر مكتب السيسي في بيان عقب لقائه مع كوريلا أن الإرهاب هو التحدي الأول لأمن مصر واستقرارها ويتطلب جهودا جماعية لمكافحته.
ومنذ عام 2018، وسع الجيش المصري سيطرته على المناطق الساحلية المأهولة في شمال سيناء بين قطاع غزة في الشرق وقناة السويس في الغرب، مما سمح بعودة بعض النشاط المدني وتطوير جانب من البنية التحتية.
ومع ذلك، استمرت هجمات متفرقة مع بحث المسلحين عن ملاذ في الصحراء الممتدة جنوبي الساحل واستخدامهم أساليب مختلفة مثل القنص أو زرع المتفجرات.
وقالت مصادر أمنية مصرية إن الهجوم الأخير وقع صباح السبت على الطريق المؤدي شرقا من قناة السويس إلى الحسنة بوسط محافظة شمال سيناء.
ونقلت وكالة رويترز للانباء عن مسؤول عسكري أميركي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قوله إن السيسي ومسؤولين مصريين آخرين سعوا في الاجتماعات مع كوريلا الاثنين إلى تعميق العلاقات في مجال مكافحة الإرهاب.
وأضاف إن كوريلا عرض إرسال الأميرال ميتشل برادلي، الذي يقود قوات العمليات الخاصة الأميركية في الشرق الأوسط، إلى مصر لتقديم "التوجيه والمساعدة الإضافية".
وتأتي زيارة كوريلا، وهي الأولى له منذ توليه القيادة المركزية الأميركية في أبريل/نيسان، بعد أقل من أربعة أشهر على إعلان إدارة الرئيس جو بايدن أنها ستقتطع 130 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر لمخاوف تتعلق بحقوق الإنسان.
ودائما ما شدد المسؤولون العسكريون الأميركيون على دور مصر في الإسراع بمرور السفن الحربية الأميركية عبر قناة السويس والسماح بتحليق الطائرات العسكرية الأميركية.
وقال كوريلا للصحفيين المسافرين معه إن العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر حاسمة وإن زيارته أعطته "تقديرا جديدا لدور مصر البارز في الشرق الأوسط".
وأضاف "هذه الشراكة الاستراتيجية مهمة بالنسبة لي وللولايات المتحدة وللقيادة المركزية الأميركية".
وعلى الرغم من عمق العلاقات مع الجيش الأميركي، تحركت مصر لتنويع مصادر أسلحتها منذ أن جمد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما في 2013 تسليم مساعدات عسكرية لمصر بعد الإطاحة برئيسها الراحل محمد مرسي.
وارتفعت واردات مصر من الأسلحة من روسيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، وفقا لبيانات من معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
ومع ذلك، فإن قائد القيادة المركزية الأميركية السابق الجنرال فرانك ماكنزي أخبر الكونغرس في مارس/آذار بأنه يعتقد أن الولايات المتحدة ستزود مصر بطائرات إف-15 التي تصنعها شركة بوينغ. ولم يُعلن عن هذه الصفقة رسميا بعد.