رائدة السينما المغربية تقدم 'سوق الخميس دالكارة' في مراكش

المخرجة المغربية إيزة جنيني تكشف على هامش عرض فيلمها الوثائقي ضمن فعاليات المهرجان الدولي للسينما بمراكش أن مصدر إلهام أفلامها يأتي مباشرة من مشاعرها.
إيزة جنيني: مراكش السينمائي يقدم في كل دورة جديدة أفلاما تتسم بالجودة والتنوع

مراكش (المغرب) - عرض الفيلم الوثائقي "سوق الخميس دالكارة" للمخرجة إيزة جنيني ضمن قسم بانوراما السينما المغربية في الدورة العشرين للمهرجان الدولي للسينما بمراكش.

ويكشف فيلم "سوق الخميس دالكارة" عن قصص وصور غير مستعملة في علاقة مخرجته الحميمة مع الأماكن والأشخاص والأحداث في اعتراف متبادل.

وعن ذلك تقول إيزة جنيني: خلال فترة الحجر الصحي الناجم عن جائحة كوفيد، قررت أن أحفظ أرشيفاتي والصور غير المستعملة، وهكذا تمكنت من مراجعة وإعادة اكتشاف جميع المواد التي سبق وقمت بتصويرها، وعلى وجه الخصوص ما تم تصويره خصيصا أثناء تصوير فيلم "أولاد مؤمن" عام 1994.

وأوضحت جنيني في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء أن "صناعة هذا الفيلم لم تكن وليدة الصدفة، لأن، وكما أعتقد، فقد فرضت نفسها"، مضيفة "إن إلهام أفلامي يأتي مباشرة من مشاعري، سواء من خلال الاستماع إلى موسيقى معينة أو من خلال مقابلة أشخاص معنيين".

وأشارت الملقبة بـ"رائد السينما المغربية" في هذا الصدد، إلى أنها لم تكن هناك أبدا خطة محددة أو مقاربة فكرية مسبقة لإبداعاتها، متابعة "كل مشروع كان دائما مدفوعا بالعاطفة، وأعتقد أن الجمهور المغربي ينظر إليه بهذه الطريقة".

وترى جنيني أن الفيلم الوثائقي هو سينما الواقع، وبالتالي يجب أن ينقل العناصر المميزة للسينما بشكل عام، مثل العاطفة والمعرفة، موضحة "هكذا تصورت إنشاء معظم أفلامي الوثائقية. إنها تنبع من مشاعري الخاصة، وبالتالي تشكل أساس كل مشروع".

وفرضت إيزة جنيني، الفنانة متعددة التخصصات، نفسها على مر السنوات، شخصية بارزة في المشهد السينمائي المغربي، حيث أنجزت من خلال نظرتها الفريدة والوجيهة أعمالا فنية حبلى بالعواطف تسلط الضوء على غنى التراث الوطني.

فقد كانت جنيني أول امرأة تكرس نفسها لإنتاج وتوزيع الأفلام المغربية والأفريقية، ونجحت ببراعة في ضخ عواطفها وحبها في أفلامها الروائية والوثائقية، لتقدم لعشاق الفن السابع تجربة فنية فريدة من نوعها.

وتقول المخرجة المغربية "عندما بدأت مسيرتي في هذا المجال، كانت السينما المغربية تفتقد للبروز ولم يكن هناك حضور مغربي بارز يذكر في المهرجانات الأجنبية"، مضيفة "كنت على قناعة دائما بأن بلدا مثل المغرب الذي يتوفر على مواهب في كافة المجالات لا ينبغي حرمانه من المهرجانات السينمائية".

وأكدت على هامش عرض فيلمها "سوق الخميس دالكارة" ضمن قسم بانوراما السينما المغربية أن "المهرجان الدولي للسينما بمراكش الذي يقدم في كل دورة جديدة أفلاما تتسم بالجودة والتنوع الكبير، هو دليل على أن الأمور تغيرت منذ زمن"، مشيرة إلى أن القاسم المشترك بين الدورة الأولى للمهرجان والدورة العشرين هي حقيقة أنها مصوغة بالحب.

وانتظمت الدورة العشرون للمهرجان في الرابع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني وتستمر حتى الثاني من ديسمبر/كانون الأول، بمشاركة 75 فيلما تنتمي إلى 36 دولة.

وتعرض هذه الأفلام ضمن أقسام متنوعة هي المسابقة الرسمية، والعروض الاحتفالية، والعروض الخاصة، والقارة الحادية عشرة، وبانوراما السينما المغربية، سينما الجمهور الناشئ، والأفلام التي سيتم تقديمها في إطار التكريمات.

ويعد مهرجان مراكش السينمائي الدولي من أهم المهرجانات السينمائية العالمية وأحد أهم المهرجانات في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وذلك لوجود كبار السينمائيين الذين يحضرون ويكرمهم المهرجان، وأيضا لاهتمامه الكبير بالسينما الأوروبية والهندية والعربية والأميركية، وللعديد من الجوائز التي قُدمت له كأحسن مهرجان كجائزة فيليني وجائزة روبيرتو روسيليني.