رحلة فتاة من التهميش إلى الأضواء في 'بنت الفقيه'

المخرج المغربي حميد زيان يكشف في هذا الحوار أهمية المرأة في المجتمع ويحث على وضع حد لاستغلالها والتحرش بها جنسيا ووقف المضايقات في حقها.

الرباط - تتمحور قصة الفيلم السينمائي "بنت الفقيه" للمخرج حميد زيان حول فتاة تعيش في طبقة اجتماعية هشة، تجد حياتها مقلوبة رأساً على عقب بسبب علاقة حب تفقد فيها عذريتها وتهرب إلى المدينة خوفًا من عقاب أسرتها، وبفضل صوتها الجميل تتحول بطلة الفيلم من الإقصاء والتهميش إلى الشهرة والأضواء، بسبب انتشار مقطع فيديو لها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتجسد الممثلة ابتسام تسكت دور بطولة فتاة شعبية بسيطة تعمل كنادلة في الأفراح، قبل أن تصبح ضحية للإستغلال من قبل منتج يسعى للإستفادة من مواهبها الموسيقية.

العمل من بطولة كل من ابتسام تسكت، وربيع القاطي، وزينب عبيد، وهشام الوالي، وحسن فولان، وناريمان سداد.

وفي هذا السياق كان ل "ميدل ايست اونلاين" حوار مع المخرج المغربي حميد زيان حول فيلمه السينمائي "بنت الفقيه"، وفيما يلي نص الحوار:

كيف اخترت هذه القصة لتكون موضوع فيلمك السينمائي؟

هو اختيار من صديق تجمعنا تقريبًا نفس الأفكار ونتشابه في الرؤية، وطبعًا قاسمنا المشترك هو صناعة الفرجة للجمهور الواسع.

ما هي الرسالة التي تأمل في نقلها من خلال قصة "زهرة"؟

رسائل كثيرة تحمل في طياتها توعية شاملة حول أهمية المرأة في المجتمع، من أجل وضع حد للاستغلال والتحرش الجنسي وكافة المضايقات التي تعترض طريقها في الحياة، كما أنه هناك رسائل عن المرأة القوية التي تحقق ذاتها وتصل إلى مراتب عالية في مختلف المجالات، وخاصة الفتاة القروية التي تقفز من عتبة الفقر إلى الغنى المادي والمعنوي، ف"بنت الفقيه" هي فتاة مكافحة من هذا النوع الأخير الذي تحدثنا عنه، إذ أنها انتقلت من البادية إلى المدينة من أجل تحقيق أهدافها وأحلامها في الغناء رغم المضايقات والتحرشات التي تتعرض لها.

كيف تمكنت من تصوير رحلة "زهرة" من القرية النائية إلى المدينة بشكل واقعي؟

أنا مغربي وابن مدينة سلا وأعرف جيدًا كيف هي الحياة في القرية وفي المدينة، فهناك مررت بفترات مهنية مكنتني من خوض تجارب هذا النوع من البيئة سواء على مستوى اللباس، وطريقة الحوار، وهويتهم، وعاداتهم، وتقاليدهم، فحاولت أن أكون واقعيًا في البيئتين أي البادية والمدينة كما عشناها جميعًا.

هل استلهمت أحداث الفيلم من قصص حقيقية أو تجارب شخصية؟

القصة من الخيال ولكن أحداثها مقتبسة من الواقع الاجتماعي الذي نعيشه، فالواقع ملهم لكل كاتب أو مخرج أو سيناريست بما أنه عاش نفس الأحداث أو ترعرع في نفس البيئة .

كيف اخترت الممثلة التي تجسد شخصية "زهرة" وما الصفات التي ميزتها عن غيرها؟

اختيار الممثلة ابتسام تسكت كان موفقًا لأنها ممثلة مجتهدة وراكمت تجربة معقولة بين الأفلام التلفزيونية والمسلسلات، ثم إنها ما زالت شابة ومغنية موهوبة لدرجة أنني رأيت فيها شخصية "زهرة".

كيف تعاملت مع إدارة المشاهد العاطفية لشخصية "زهرة"؟

الممثلة ابتسام تسكت تقمصت الدور من جميع أبعاده النفسية والاجتماعية بشكل تلقائي، كما اكتشفت أنها محترفة وتستمع إلى المخرج وتتعامل مع جميع الطاقم الفني وتقنيات التصوير بسلاسة.

هل تعرضت لعقبات متعلقة بتصوير المشاهد الموسيقية؟

مرت الأمور طبيعيًّا في الحقيقة، لأن منتج الفيلم ما زال شابًا ولا يحمل نية الربح من أجل السينما، وقام بإنتاج معقول بكل حب وتفاني واخلاص، فمن الأشياء التي تعوق المخرج هو الإنتاج، ولكن في حالتنا كانت متوفرة لدينا جميع الإمكانيات الكبيرة التي كنا نحتاج إليها.

ما الدور الذي يلعبه المكان الجغرافي والبيئة في تطور شخصية "زهرة"؟

طبعًا البيئة مهمة بالنسبة لشخصية "زهرة"، لأنها هي مكان تسلسل الأحداث، إذ يبدأ الحلم في القرية ويتم تحقيقه في المدينة، و"زهرة" اندمجت بشكل تلقائي في البيئتين، واليوم مع وسائل التواصل الاجتماعي لم يعد هناك فرق كبير بين البادية والمدينة في ما يخص الانسجام والتأقلم.

ما أمنيتك حينما يصدر الفيلم في القاعات السينمائية؟

آمل أن يكون للفيلم تأثير على المجتمع المغربي ويكون إضافة للسينما، لأنه يحمل مجموعة من الرسائل إضافةً إلى العديد من الطاقات الشابة المشاركة فيه، وحاولنا بجميع السبل والوسائل لحقيق هذه الأهداف، فلكل مجتهد نصيب.