رحيل مية الجريبي أول امرأة تتولى رئاسة حزب في تونس

السياسية البارزة وضعت بصمتها على دستور الجمهورية الثانية في تونس وكانت من اوئل المتظاهرين في ثورة 2011.
الجريبي من بين قلائل تصدوا لقمع النظام السابق
المناضلة الراحلة خاضت غمار السياسة منذ الدراسة الجامعية

تونس - أعلنت تونس السبت وفاة السياسية البارزة مية الجريبي وهي إحدى أيقونات السياسة في تونس بعد وقبل ثورة الياسمين عن 58 عاما بعد صراع مع المرض.

وقالت مصادر سياسية وحزبية ان الزعيمة السابقة للحزب الجمهوري وقبل ذلك الحزب الديمقراطي التقدمي توفيت بعد نحو عامين من صراع مع المرض. وذكرت وكالة تونس أفريقيا للأنباء الرسمية ايضا وفاة الجريبي.

والجريبي كانت أول امرأة في تونس تتزعم حزبا سياسيا قبل إنهاء حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي عام 2011 إذ كانت تسلمت في 2006 زعامة الحزب التقدمي الديمقراطي خلفا لنجيب الشابي.

وعرفت الجريبي -التي تركت بصمات قوية في صياغة دستور حداثي لتونس بعد الثورة- بمواقفها القوية الداعمة للحريات والمناهضة للديكتاتورية.

وكانت الجريبي من بين قلائل ممن تصدوا لقمع نظام بن علي في واحدة من أحلك فترات القمع ضد المعارضة. ونشطت في بداية الثمانينات في صفوف اليسار الطلابي التونسي.

وساهمت الجريبي في تأسيس "جبهة 18 أكتوبر للحقوق والحريات" عام 2005 وهو ائتلاف بين يساريين واسلاميين وقوميين وليبيراليين.

ويوم 14 يناير/كانون الثاني 2011 كانت ميّة الجريبي في مقدمة المتظاهرين أمام وزارة الداخلية رافعة شعار "ديغاج" (إرحل) ضد بن علي.

كما كانت عضوا في المجلس الوطني التأسيسي، وهو البرلمان المؤقت الذي امتدت ولايته من أكتوبر/تشرين الأول 2011 إلى ديسمبر/كانون الأول 2014) وأقر دستور "الجمهورية الثانية" في تونس.

ودخلت "الجريبي" غمار السياسة من أبواب الجامعة فقد بدأت "مستقلة" لتنضوي فيما بعد في الحراك الطلابي ضمن الاتحاد العام لطلبة تونس وكانت تعتبر ميولاتها السياسية عبارة عن مزيج بين اليسارية والقوميّة والتقدّمية.
وهي أيضا رفيقة نضال أحمد نجيب الشابي القيادي بالحزب الجمهوري منذ أواسط الثمانينات، ومعا خاضا إضراب جوع طيلة ثلاثين يوما في  2007 احتجاجا على تضييقات نظام بن علي ومحاصرته للحزب الديمقراطي التقدمي.