
رد عسكري تركي على الجيش الليبي يكشف هشاشة حكومة الوفاق
انقرة - تسعى الحكومة التركية للهيمنة بشكل تام على قرار حكومة السراج التي تحولت الى مجرد اداة بيد انقرة لتنفيذ اجنداتها في الهيمنة على ليبيا.
واكدت الرئاسة التركية هذا الاتجاه بعد ان صرح المتحدث باسمها إبراهيم قالن، بان بلاده ردت على الهجوم الذي شنته قوات الجيش الليبي على ميناء طرابلس واصفا ذلك بالتحرش.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده، الثلاثاء، عقب اجتماع الحكومة التركية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وذلك في معرض رده على سؤال أحد الصحفيين حول الهجوم على ميناء في العاصمة طرابلس.
وأشار قالن إلى أنّ الحكومة بحثت حادث الاعتداء على ميناء طرابلس في اجتماعها، قائلا: "كان هجوما فاشلا، بقصد التحرش، وتم الرد عليه بالمثل وأكثر على الفور" دون توضيح ماهية الرد.
وأردف: "هذه الحادثة وقعت ليلة أمس، وبعد ردنا عليها، يمكننا القول بأنّ الوضع هدأ تماما".
هذه الحادثة وقعت ليلة أمس، وبعد ردنا عليها، يمكننا القول بأنّ الوضع هدأ تماما
ويظهر من تصريحات المتحدث باسم الرئاسة التركية ان قرار شن الهجمات على الجيش الليبي يتم اتخاذه في انقرة وان حكومة السراج ليست سوى اداة يتم استخدامها في الوقت الذي تراه الحكومة التركية.
ولم يتحدث قالن ولو تلميحا عن تنسيق او حتى اعلام حكومة الوفاق بالرد التركي على الاراضي الليبية ما يشير ان تركيا اصبحت هي المتحكم في مختلف قرارات حكومة طرابلس وانها تعمل على استعراض قوتها.
وتصريحات قولن تثبت كذلك مدى ضعف قوات الوفاق وعدم تحليها بالمصداقية حيث اعلنت وسائل اعلامية ليبية عقب هجوم الجيش الليبي على الميناء ان الفصائل المتحالفة مع حكومة السراج "ردت بالمثل" على مهاجمة ميناء العاصمة ليتضح فيها بعد ان تركيا هي التي تكفلت بالرد.
وكانت حكومة السراج اعلنت الثلاثاء تعليق مشاركتها في محادثات تستضيفها الأمم المتحدة لوقف الحرب الدائرة للسيطرة على العاصمة، بعد أن قصفت قوات الجيش الوطني الليبي مستودع ذخيرة في ميناء طرابلس.
وكانت الأمم المتحدة تستضيف في جنيف محادثات لوقف إطلاق النار بين ضباط من حكومة طرابلس والجيش الوطني الليبي. ويسعى الجانبان للسيطرة على العاصمة في حملة مستمرة منذ نحو عام.
ولا يعرف ان كان قرار حكومة الوفاق نابع من ارادتها او هو بدوره قرار اتخذ في انقرة برغبة من القيادة التركية.

وكانت القوى الخارجية التي تدعم الطرفين المتناحرين قد وافقت على إجراء المحادثات خلال قمة عقدت في ألمانيا قبل شهر وهي القمة التي لم تسفر عن وقف حرب تسببت في خفض صادرات النفط بمعدل مليون برميل يوميا.
وقصف الجيش الوطني الليبي ميناء طرابلس قائلا في بادئ الأمر إنه استهدف سفينة تركية تنقل أسلحة لكنه أوضح لاحقا أنه قصف مستودعا للذخيرة. وقالت قوات طرابلس إن ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب خمسة.
واتهم قالن الجيش الليبي بأنه يواصل كل يوم خرق وتخريب خارطة الطريق في ليبيا التي طرحتها الأمم المتحدة واتفقت عليها عدة دول، وتعطيل حقول النفط وإلحاق الضرر بالاقتصاد الليبي، متناسيا الدور التركي في تسليح الميليشيات والجماعات المتطرفة بالسلاح والمرتزقة بشهادة تقارير دولية.
وأشار قالن إلى الأنباء المتعلقة بقرب بدء الاتحاد الأوروبي مراقبة حظر الأسلحة إلى ليبيا، قائلا: "أولاً إنّ مراقبة من هذا المثيل يجب أن تتم تحت سقف الأمم المتحدة، وبالتشاور والتعاون مع حكومة الوفاق، كما تنص قرارات الأمم المتحدة. وثانيا ينبغي تحديد المناطق التي يدخل منها السلاح والمسلحون إلى ليبيا.
وتسعى تركيا من خلال هذا الطلب الى المناورة لاضعاف جهود الاتحاد الاوروبي في منع تسليح الجماعات المتطرفة لكن الإصرار الاوروبي على مواجهة الخروقات التركية في تسليح المتشددين وذلك لتامين حدودها بات قويا.