رسالة سلام على سطح مبنى بطيبة القديمة بأنامل أطفال من ثقافات متعددة

المشروع المقام بشراكة سويسرية يمثل جدارية لعمل للفنان المصري محمود الهواري يطل عليها السياح من على متن البالون الطائر.

من فوق سطح بناية بجبانة طيبة – عاصمة مصر القديمة -  ومن وسط المعابد التي شيدها قدماء المصريين في البر الغربي لمدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر، انطلق مشروع فني دولي يدعوا لنشر المحبة والسلام بربوع العالم.

المشروع الذي أقيم بشراكة بين السويسرية ليانا زانين، مؤسسة مدرسة استكشف مصر الدولية، ومحمود الهواري، رئيس مؤسسة بشر مصر العليا، تم إنجازه بمشاركة مجموعة أطفال ينتمون لثقافات وهويّات مختلفة.

المشروع الذي يتجسّد في عمل فني أقامه منفذوه فوق مبنى يقع على بُعد أمتار من تمثالي ممنون الشهيرين اللذين يتقدمان معبد الملك امنحتب الثالث، بهدف تمكين مئات السياح الذين يُطلون على تمثالي ممنون وآثار ومعالم المنطقة من أعلى وهم يستقلون البالون الطائر (المناطيد) التي تطير في سماء الأقصر كل صباح وعلى متنها المئات من السياح، على أمل أن يتشارك الجميع في نقل رسالة من وسط معالم الحضارة المصرية القديمة بأن يتشارك البشر أجمعين في كل جهد يهدف لنشر المحبة والسلام بين شعوب الأرض.

" انظر للأسفل بأمل، وانهض بهدف"، هذا اسم الجدارية الفنية التي يستطيع السياح الوافدين لرؤية الآثار المصرية القديمة رؤيتها وهم يطيرون في سماء الأقصر، وبالتحديد المنطقة الوقعة على الضفة الغربية من النهر، وهي عمل للفنان المصري محمود الهواري، رئيس مؤسسة بشر مصر العليا، وشارك في تنفيذه مجموعة أطفال ينتمون لثقافات مختلفة ويتحدثون لغات عدة حيث وفدوا من الولايات المتحدة الأمريكية، واستراليا، وانجلترا، وسويسرا، وإيرلندا، وكينيا، واليابان بجانب الأطفال المصريين، الذين يدرسون بالمدرسة الدولية التي أقامتها غربي مدينة الأقصر السويسرية ليانا زانين، لتعريف أطفال العالم بالحضارة المصرية القديمة وعلومها وعمارتها وفنونها.

وقد تكافت جهود محمود الهواري، وليانا زانين من أجل أن يتحول البر الغربي لمدينة الأقصر إلى مركز ثقافي وفني لنشر الفنون والتعريف بالثقافات والدعوة لنشر المحبة والسلام من خلال الفن.

وكما يقول الهواري وزانين، فإنهما يؤمنان بأهمية التواصل بين الثقافات وخلق جسور بين الماضي والحاضر وبين الناس ببلدان العالم كافة، وحريصين على إشراك الأطفال في هذا المشروع باعتبارهم جيل المستقبل.

وقد أكدا سعادتهما بالشراكة القائمة بين مؤسستيهما من أجل بعث رسالة لنشر السلام العالمي من قلب طيبة عاصمة مصر القديمة، التي شهدت انبثاق فجر ضمير العالم وعلومه وفنونه.

يُذكر أن البر الغربي لمدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر، والذي يحتضمن مئات المقابر والمعابد التي شيدها ملوك وملكات ونبلاء مصر القديمة في جبانة طيبة القديمة، يشهد في صباح كل يوم إنطلاق عشرات الرحلات التي يقوم بها السياح وهم يستقلون البالون الطائر (المناطيد) فوق معالم المنطقة، فيما تنتشر على الأرض تلك الورش الفنية التي ينحت فيها السكان المحليين التماثيل واللوحات التي استلهموما من معابد ومقابر الأجداد ويبيعونها للسياح، إضافة إلى (الجاليريهات الفنية) التي تُقدم أعمالاً تشكيلية لفنانين مصريين وعرب وأجانب في معارض تنتظم على مدار العام.