رشقة صاروخية على شمال إسرائيل تنذر بتغيير حزب الله قواعد الاشتباك

حزب الله يعلن أن عناصره ‌‌‌‏استهدفوا مستوطنة غشر هازيف القريبة من نهاريا براجمة من صواريخ ‏الكاتيوشا.

القدس - قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن 14 صاروخا أُطلقت من لبنان مساء اليوم الثلاثاء تجاه مدينة نهاريا ومستوطنات في الجليل الغربي شمالي إسرائيل، في أحدث تصعيد للاشتباكات الدائرة بين الطرفين، بينما تنذر هذه الرشقة الصاروخية في توقيتها بتغيير الجماعة الشيعية قواعد الاشتباك، لكن يبدو أنها في انتظار ضوء أخضر من إيران للرد على القصف الإسرائيلي للقنصلية الايرانية في دمشق.

وللمرة الأولى منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 دوت صفارات الإنذار في نهاريا في وقت سابق وذكرت نجمة داود الحمراء ''هيئة الإسعاف الإسرائيلية' عبر بيان أنه "في هذه المرحلة لا توجد تقارير عن وقوع إصابات"، فيما قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن الجيش الإسرائيلي رد بقصف مصادر إطلاق الصواريخ في جنوبي لبنان.
وعلى الجانب اللبناني قال حزب الله في بيان إن عناصره ‌‏‌‌‏"استهدفوا مستوطنة غشر هازيف القريبة من نهاريا براجمة من صواريخ ‏الكاتيوشا".
وزاد بأن القصف جاء "دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة ‌‌‌‏والشريفة، وردا على ‏الاعتداءات الإسرائيلية على القرى اللبنانية الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية وآخرها على بلدة يارين".
وبعد ظهر الثلاثاء، أُصيبت لبنانية بجروح خطيرة إثر غارة إسرائيلية استهدفت بلدة يارين الحدودية، حسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
وكشف إعلام عبري أن وزير الدفاع يوآف غالانت يفكر في كيفية إعداد الإسرائيليين إذا نشبت حرب شاملة مع لبنان.
وقال موقع "واينت" الإخباري إن "غالانت عقد الخميس الماضي اجتماعا لبحث أفضل السبل لإعداد الإسرائيليين لحرب شاملة محتملة ضد حزب الله في الشمال".
وفيما لم تقر تل أبيب بمسؤوليتها عن الغارة التي استهدفت مسؤولين إيرانيين في دمشق الاثنين قال الموقع "إذا افترضنا أن إسرائيل مسؤولة عن مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني محمد رضا زاهدي، فستنشأ حاجة حقيقية لإعداد الشعب بالكامل لمواجهة واسعة النطاق مع حزب الله ورعاته الإيرانيين".
وبحسب الموقع "أصدر غالانت تعليماته للمسؤولين بإجراء مسح لكيفية إدراك الجمهور لاحتمال الحرب، لتحديد أفضل السبل لتقديم المعلومات استعدادا لاحتمال كهذا".
وذكر الموقع أن "هناك إجماعا بين المسؤولين على الحاجة إلى حملة عامة، رغم أن ما ستتضمنه لا يزال قيد المناقشة".
وأضاف "يشعر وزير الدفاع بالقلق ليس فقط من رد فعل الجمهور الإسرائيلي على احتمال الحرب المتزايد، ولكن أيضا من رد فعل زعيم حزب الله حسن نصر الله على حملة التوعية العامة هذه".
وأشار في هذا الصدد إلى أنه "يُعتقد أن نصر الله من المتابعين المهوسين لوسائل الإعلام الإسرائيلية وكثيرا ما حلل بخطاباته المشاعر العامة في إسرائيل ولذلك قد ينظر إلى مثل هذه الحملة على أنها فرصة لتكثيف الصراع العسكري مع إسرائيل".
وفي إشارة إلى نصر الله قال الموقع إنه "حقق بالفعل نصرا استراتيجيا في إجلاء المواطنين من المجتمعات القريبة من الحدود اللبنانية، لكنه تكبد أيضاً خسائر كبيرة في أشهر القتال، وتم إرجاع قوات الرضوان النخبوية التابعة له إلى بُعد نحو 5 كيلومترات من الحدود، كما تزايدت الضغوط داخل لبنان لتجنب الحرب".
ولفت الموقع إلى أن "معضلة الحملة تطارد كبار ضباط الجيش الإسرائيلي منذ 2006" وهو العام الذي شهد حرب يوليو/تموز أو حرب لبنان الثانية كما تسمى في إسرائيل.
وزاد "حتى لو ركزت وسائل الإعلام على العدد الدقيق لصواريخ حزب الله فإن الرأي السائد هو أن معظم الناس إما لا يعرفون الحقائق أو يفضلون تجاهلها".
وأردف "على سبيل المثال، يستطيع حزب الله أن يطلق عددًا من الصواريخ في يوم واحد مثل ما فعلته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أي 4000 صاروخ".
ونقل الموقع عن مصدر إسرائيلي، لم يسمه، قوله "علينا الإسراع بالحملة ضد لبنان، يحتاج المواطنون إلى معرفة ما نستعد له بالضبط، ليس للذعر، ولكن لزيادة الوعي، للاستعداد بدلاً من المماطلة".
واستدرك "هذا لا يعني أن حربا واسعة النطاق ستندلع غدا، لكن الدفاع أمر بالغ الأهمية لأن الاستعداد ينقذ الأرواح".
وتابع المصدر "الجمهور يتقبل المبادئ التوجيهية ويتعين عليه التصرف بنفس الطريقة في حالة المواجهة الكاملة مع حزب الله".
وعلى وقع حرب مدمّرة تشنها إسرائيل منذ نحو 6 أشهر على قطاع غزة، أدت إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية"، تشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية تبادلا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي من جهة وحزب الله وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، أدّى إلى سقوط قتلى وجرحى على طرفي الحدود.