روبوتات بحاسة لمس تتأهب لمزاحمة البشر في مستودعات أمازون!
قالت أمازون إنها حققت "قفزة أساسية إلى الأمام في عالم الروبوتات" بعد تطويرها لروبوت يتمتع بحاسة اللمس، سيكون قادرًا على التقاط نحو ثلاثة أرباع العناصر الموجودة في مستودعاتها الضخمة.
الروبوت الجديد، المسمى "فولكان"، سيتم الكشف عنه في فعالية "توصيل المستقبل" التي تنظمها الشركة الأمريكية في دورتموند، ألمانيا، يوم الأربعاء، وسيبدأ انتشاره حول العالم خلال السنوات القليلة المقبلة. تم تصميم "فولكان" لمساعدة البشر في فرز العناصر وتخزينها ثم تجهيزها للتسليم، كجزء من سلسلة روبوتات تلعب دورًا متزايدًا في عمليات أمازون الواسعة.
وصف آرون بارنس، مدير الروبوتات في أمازون، "فولكان" بأنه "قفزة أساسية إلى الأمام في الروبوتات. لم يعد الأمر يقتصر على رؤية العالم، بل الشعور به، مما يتيح إمكانيات كانت مستحيلة على روبوتات أمازون حتى الآن". الروبوتات الجديدة ستتمكن من التعرف على الأشياء عن طريق اللمس، باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد ما يمكنها التعامل معه وكيفية التقاطه بأفضل طريقة. وستعمل هذه الروبوتات جنبًا إلى جنب مع البشر، الذين يقومون حاليًا بتخزين العناصر واسترجاعها من وحدات الأرفف التي يتم تحريكها إليهم بواسطة روبوتات ذات عجلات، والبالغ عددها أكثر من 750 ألف روبوت في خدمة أمازون اليوم.
وسيكون "فولكان" قادرًا على تخزين العناصر في المستويات العليا والدنيا من وحدات الأرفف، المعروفة باسم "البودات"، بحيث لا يضطر العمال إلى استخدام السلالم أو الانحناء بشكل متكرر أثناء عملهم. أما الروبوتات الحالية في مستودعات أمازون، فهي قادرة على نقل العناصر أو التقاطها باستخدام أكواب شفط وتقنيات الرؤية الحاسوبية.
ومن المرجح أن يثير هذا التطور مخاوف بشأن فقدان الوظائف، مع سعي تجار التجزئة لتقليل الاعتماد على العمالة البشرية في مراكز التوزيع، التي توظف آلاف الأشخاص.
وقد صرحت العديد من شركات التجزئة بأنها تزيد استثماراتها في الأتمتة مع ارتفاع تكاليف العمالة عالميًا. وكانت أمازون قد واجهت إضرابات في المملكة المتحدة وأماكن أخرى بسبب تدني الأجور في مستودعاتها.
وقدّر خبراء اقتصاديون في "غولدمان ساكس" عام 2023 أن نحو 300 مليون وظيفة حول العالم قد تختفي بحلول 2030 بسبب تطور الذكاء الاصطناعي التوليدي، مع تغير جذري في أدوار كثيرة أخرى.
وفي المملكة المتحدة، أشارت تقديرات من "معهد توني بلير" العام الماضي إلى أن ما بين 60 ألفًا و275 ألف وظيفة يمكن أن تتأثر سنويًا على مدى عقود أثناء ذروة هذا التحول.
مع ذلك، قال تاي برادي، كبير خبراء التكنولوجيا في مجال الروبوتات في أمازون، إن الروبوتات لا يمكنها أن تحل تمامًا محل البشر في مستودعات الشركة، بل الهدف منها هو "تعزيز قدرات الإنسان" وتحسين الأمان في أماكن العمل. وأشار، بصفته "مهووسًا بسلسلة أفلام ستار وورز"، إلى أن الروبوتات التي يعمل على تصميمها يمكن تشبيهها بالروبوت "R2D2" بوصفه "روبوتًا تعاونيًا مذهلًا".
وقال: "سيبقى البشر دومًا جزءًا من المعادلة"، بينما تتولى الآلات "المهام المتكررة والمملة والبسيطة".
وأضاف: "لا يوجد شيء اسمه الأتمتة الكاملة. هذا غير موجود، لأنك دائمًا بحاجة إلى البشر لفهم القيمة الحقيقية للعملية، فقط باستخدام الحس السليم، مثل التساؤل: هل هذا فعلاً يؤدي الغرض؟"
وأوضح أن وجود البشر ضمن العملية يمكن أن يساعد في الحماية من الاختراقات، مع زيادة سعي تجار التجزئة لتعزيز أمنهم، بعد تعطل طلبات الشراء عبر الإنترنت في "ماركس آند سبنسر" إثر هجوم إلكتروني. وقال برادي: "قد تتمكن الآلات من رصد جميع الاختراقات، لكنها عادةً ما تُكتشف بواسطة البشر، لذا وجود البشر جزء من المعادلة هو أمر جيد".
وأشار أيضًا إلى أن البشر هم الأفضل في رصد المشكلات البسيطة، مثل العناصر المكسورة أو المنسكبة أثناء الشحن، والتي قد تسبب تعطيلًا للأنظمة.
وقال برادي إن الذكاء الاصطناعي يساعد على تطوير روبوتات قادرة على التنقل بشكل مستقل في المساحات المعقدة، وتعلم كيفية التحرك بأمان بجانب البشر والأشياء الأخرى. وأضاف أن الجيل الأحدث من الروبوتات أصبح قادرًا على "طلب المساعدة" حتى يتمكن من تعلم طرق جديدة للقيام بالمهام.
واختتم بقوله: "من الرائع حقًا الجمع بين العقل والجسد. هذا الأمر أصبح حقيقة الآن، وما زال في بداياته فقط".
على سبيل المثال، تخطط أمازون لتركيب تقنية تستخدم التعلم الآلي والأتمتة لإنشاء عبوات مخصصة لكل شحنة، مما سيقلل الفاقد. ومن المقرر تركيب أكثر من 70 من هذه الآلات في ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا بحلول نهاية هذا العام، مع إضافة المزيد حتى عام 2027.
وجاء هذا الإعلان تزامنًا مع إطلاق أمازون هذا الأسبوع موقع "أمازون هول" منخفض التكلفة في المملكة المتحدة، والذي يعد بتوفير آلاف المنتجات بسعر 20 جنيهًا إسترلينيًا أو أقل، في خطوة تنافسية ضد متاجر التخفيضات مثل "شي إن" و"تيمو".